القس باقي صدقه .. من أعمدة الوحدة الوطنية
الهدى 1228 فبراير 2021
عدد خاص عن وداع القس باقي صدقه راعي الكنيسة الإنجيلية الأولى في أسيوط
يعتبر القس باقي صدقة أحد أعمدة الوحدة الوطنية في محافظة أسيوط، فالرجل نموذج للوطني المخلص، تدل على ذلك مواقفه الوطنية في جمع الشمل وإشاعة روح المحبة والإخاء في محافظة أسيوط، وللرجل علاقات وثيقة برموز المجتمع الأسيوطي، ويحظى بشعبية كبيرة.
يجيد باقي صدقة اللغة الإنجليزية إجادة تامة، بالإضافة إلى بلاغته في اللغة العربية، تشهد له بذلك خطبه المرتجلة في المناسبات الوطنية والاجتماعية والدينية، وكثير ما يستشهد بأيات من القرآن الكريم الذي قرأه أكثر من مرة، كما أن رصيده من الشعر العربي كبير.
وُلد باقي صدقة بالقاهرة في 29 سبتمبر 1929م، من عائلة تنتمي إلى أسيوط، وحصل على دبلوم المعلمين عام 1949م.
عمل مدرسًا للغة الإنجليزية بالتربية والتعليم في المدارس الإعدادية والثانوية، وذلك في مدارس المتفوقين بالمعادي والبعثة التعليمية بالسودان وبمحافظتي القاهرة وأسيوط حتى عام 1976م.
بعد أن حصل على بكالوريوس العلوم اللاهوتية عام 1975م، وبتاريخ 5 مارس 1976م رُسم قسًا ونُصب راعيًا للكنيسة الإنجيلية الأولى بأسيوط، وهو متزوج من السدة الفضلى إيفون مسعد توما وله ابن (صموئيل) وابنة (إيمان) وأربعة أحفاد.
نشاطه في المجال الكنسي:
– انتخب عضوًا بالمجلس الملي الإنجيلي العام عدة دورات، كل منها ثماني سنوات.
– انتخب رئيسًا لسنودس النيل الإنجيلي (المجمع الأعلى للكنيسة الإنجيلية المشيخية بمصر) مرتين.
– رأس لجنة الإدارة المالية العامة عند تشكيلها لأول مرة بسنودس النيل الإنجيلي، وبرؤية جديدة ثاقبة أرسى نظامًا ماليًا أدى إلى نقلة نوعية وتحسن للأحوال المعيشية للعديد من قسوس الكنيسة الإنجيلية بمصر، وذلك بالموارد الذاتية.
– تولى رئاسة مجمع أسيوط الإنجيلي عدة مرات.
– كتب وترجم 30 كتابًا، بالإضافة إلى مئات المقالات في المجلات الكنسية والجرائد المصرية.
قال القس باقي صدقة راعي الكنيسة الإنجيلية المشيخية الأولى بأسيوط، «تهانينا القلبية لكل شعب مصر بعام جديد وعيد ميلاد مجيد، وأود أن أقول إن علاقة المسلمين والمسيحيين في أسيوط تسودها مشاعر الأخوة الحقيقية الصادقة، عبر قرون من الزمن، ولا يمكن لبعض التصرفات غير المسؤولة أن تعكر مسيرة الحب والإخاء التي تسود مصرنا العزيزة منذ القدم، وعشنا حياتنا في طفولتنا وشبابنا إخوة متحابين وأسرة واحدة، نحب مصرنا ونعمل مع بعضنا البعض على خيرها، وفي هذه الأيام نرفع كلنا معًا كمصريين لا فرق بين الدعاء المشترك لله سبحانه وتعالى لكي يحفظ بلادنا العزيزة من كل سوء ولتبقى مصرنا حية في وجداننا، ونحن نردد معا أن مصرنا ليس مجرد وطن نعيش فيه، ولكنه سيظل وطنا يعيش فينا، هذا دعاؤنا ومن كل قلوبنا عاشت مصرنا وكل عام ومصر كلها بالخير والمحبة والسلام.»
له دور رائد ومواقف مشهود لها في تشجيع الشباب بجنسيه على الانخراط في المجتمع بقيم راقية، وكذلك على اشتراك المرأة بفعالية.
كاتب المقال: د. محمد رجائي الطحلاوي
محافظ أسيوط الأسبق
من كتاب أعلام أسيوط