تحقيقاتتحقيقات وحوارات

الكنيسة الإنجيلية بملوي .. مشاعر وآمال

الهدى 1207                                                                                                                                 مارس 2019

كانت الكنيسة الإنجيليّة بملوي، واحدة من الكنائس التي تعرضت للحرق والتدمير بعد الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له الكنائس فور فضّ اعتصامي رابعة والنهضة عام 2013، وبعد خمس سنوات كاملة نحتفل بإعادة بنائها من جديد بسواعد القوات المسلحة وبناء على تكليفات السيد رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، والهدى تُسجِل لحظات عاشها شعب الكنيسة.
كيف تصف مشاعرك عندما سمعت أو رأيت الكنيسة وهي منهدمة بعد حرقها في الهجوم الإرهابي الذي لحق بها؟ وكيف رأيت احتفال إعادة افتتاح الكنيسة في ثوبها الجديد؟

يجيب الشيخ إبرام، شيخ الكنيسة، على هذا السؤال، فيقول: لقد كانت مشاعر استياء وحزن على مبنى الكنيسة التي تربيت فيها وقضيت أجمل الذكريات فيه، كان عندي إلامه على الله، بسبب عدم فهمي لمشيئته، كنت بفكر أن ازاي هنرجع نصلى فيها تاني، فهمت قصد الله ومشيئته شايف الكنيسة في ثوبها الجديد كعروس تعويض إلهي عن كل اللي فات.

بينما يُعبر الشيخ سمير يوسف، قائلًا، لقد بكيت وحزنت ومرضت لما حدث ورأيته، بعدما ذلك الخبر الحزين، حرق الكنيسة والمباني الملحقة، من زميل لي يسكن بجوار الكنيسة، وكان نحو الساعة الخامسة مساء من يوم الجمعة 16 اغسطس2013 بنبأ لقد رأيت الدمار الكامل للمبنى، وضياع تاريخ الكنيسة والمكتبة التي تحوي الكتب النادرة. أمَّا عن يوم الأربعاء الموافق 30يناير 2019، كان يومًا تاريخيًا وعظيمًا، يوم فرح وسرور إذ رأيت مجد البيت الثاني. وقد ازدانت الكنيسة في أبهى صورها مع لفيف من قادة الكنيسة. والقوات المسلحة والشرطة. وحضور محافظ المنيا.

أمَّا الشيخ نادي سامي، قال: لقد خالطني الحزن مع الرجاء فالمنظر كان مؤلمًا، وتفكيري أكدَّ لي أن الله أقوى وأبواب الجحيم لا تقدر على كنيسته وقد تحقق الرجاء. أمَّا عن الافتتاح كان جميلًا ومنظًما وجامعًا لجميع طوائف الشعب المصري من قيادات، ومسيحيين ومسلمين والرب تمجد.

الشيخ سمير جويد، قالها بحزنٍ، كنت اتمنى الموت مع سقوط مبنى الكنيسة وعندما ذهبت في الصباح رأيت ثلاثة حوائط فقط نصفها مهدوم ولا بنوك أو عروق خشب، لقد نهبت كل الاجهزة الكهربائية وتكييفات القاعة، وكل شيء فصرت أبكي بكل حرقة.

 

الشيخ ناجي حلمي، عندما سمعت بأنَّ الكنيسة حرقت تمنيت ألا يكون الخبر صحيحًا، وحاولت ومعي أخرين الوصول للكنيسة، كان هناك عددًا كبيرًا من المسلحين حول الكنيسة ينهبون ويهدمون ما يستطيعون الوصول إليه ولما رأيت تاني يوم ما حدث كان بمثابة الصاعقة لهول ما رأيت، لكن بعدها بأقل من 48 ساعة صلينا في المكان المحروق مع ما تبقى من ركام، صلينًا وقوفًا، وطلبنا من الرب التدخل لتمجيد اسمه. ولقد كان حفل افتتاح مبني الكنيسة الجديد بعد اعادة بناؤه المبني نفسه يشهد على قدرة الله غير المحدودة.

وتقول الشماسة عفيفة يسي، لقد بكيت أكتر من ثلاثة أيام متواصلة كأني في جنازة لكن صليت يوم الأحد بعد الحريق بدموعي ووجعي، طالبة من الرب التعويض، وفى الافتتاح ظهر قصد الله وخطته ونظرته اللي أبعد من نظرتي لقد تحول الشر الى مجد وتعويض فعلًا مقاصد الله دائًما لخيرنا ورحمته أكثر جدًا مما نطلب شكرًا ليك يا رب ليك كل السلطان الشر.

أمَّا الشماسة سعاد أنياظ، قالت: كنت ببكي عليها وهي بتتحرق وكان قلبي بيتحرق معاها …. لكني شوفتها في يوم الافتتاح ملكة جمال العالم وملك الكون بنفسه بيتوجها وبيحط بأيديه تاج الملك علي رأسها .. بحبك يا كنيستي.

وتصف الطفلة كلارا أشرف التي كانت وقتها في رابعة إبتدائي، شعوري لما الكنيسة اتحرقت أنا كنت ساعتها طفلة يعني مش مستوعبه يعني إيه ناس كدا تدخل بيت ربنا تولع فيه، عادي ومحدش يمسكهم أو يعاقبهم، يعني عاصرت كل ألم وعنف حصل في كنيستنا كان حاجه ميتستوعبهاش عقل أي طفل إن بيت ربنا يتحرق، طب هنصلي فين، لكن بعدين كنا بنصلي في صوان، طبعًا كان في خوف، بس كنا بنصلي لربنا، أنا عارفه إنه سمح إن الكنيسة تتحرق علشان يرجعهلنا أجمل وأحسن بكتير، وفي الافتتاح انا عيطت بمعنى الكلمة لما شوفت القسيس بيقص الشريط والكنيسة اتفتحت من جديد، خلاص أجمل منظر شوفته ووعد ربنا اتحقق هو قال كدا يعود ويدي جمال عوضًا عن الرماد وفعلًا طبعا شعور فرحه مش طبيعية، وانا بصلي في كنيسه ولا كأنها قصر من دهب فعلًا.

وتتنهد مدام ماجدة علام وهي تقول: كانت مشاعري حزينة جدًا وتساؤلات كتير جدًا للرب غضب ومرارة وأحيانًا خوف لأنه مكنش حتى فيه سور للحماية ذكريات كتيره جدا في دماغي حلوه للمكان كبرت واتعلم وسلمت حياتي وأخذت قرارات ونادى عيالي لعبوا فيه حاجات كتير قوى مش قادره ألخصها في كلام.

 

أمَّا الطفلة ليديا تاوضروس، قالت: أنا ساعتها كنت في ابتدائي وصغيرة جدًا بس دي كانت أكبر حاجه جرحتني في حياتي … وكنت دايمًا بسمع الناس الكبار بيقولوا إن ربنا هيعمل حاجه كبيرة تفرحنا بطريقته بس مصدقتش كده غير لما شوفت بعنيى ربنا هو اللي بيبني كنيسة جديدة غير اللي كانت كلها على الأرض … وساعتها عرفت إننا مهما خططنا لحاجه كبيره ف ربنا عنده أكبر من اللي احنا بنتوقعه وبنتمناه… وهفضل مؤمنه بكده وانا صغيره ولما اكبر، ويوم الافتتاح كنت مبسوطة جدا وكنت متأكدة إن ربنا هو اللي عمل وخطط لكل حاجه في الكنيسة وكنت فخورة وبحكي لأصحابي بقولهم تعالوا شوفوا ربنا عمل معانا حاجات عظيمة ازاي.

الأخ ميشيل إميل (ابن من أبناء الكنيسة المغتربين في الغردقة)، يقول: لقد شعرت بالإحباط خصوصًا في بعدى عن الكنيسة في بلد أخرى أخرج منها بسبب الفوضى أخرج من بلدي وأيضًا أرى كنيستي تُنسف وتُحرق وتُسلب لو كنت موجود بالقرب منها لكان الأمر أهون بكثير مما مرت بيه حتى أني عندما سمعت خبر التعدي عليها ما كان لي إلا البكاء مع انى لا أبكى إلا في أصعب الأحوال.

ويشاركه، الابن إيهاب عزت (القاهرة)، كانت مشاعر إحباط ..حزن … يأس .. ظلم طبعًا أفكار بانتصار الشر والقتل، نظره سوداوية لمستقبل بلادنا وعائلاتنا.

ويُلخص المشهد الدكتور جوزيف ناجي، فيقول، في البداية كان الانكسار شديد، بعد كدة فرحة وانتصار.
وعن دور الدولة والقوات المسلحة في إعادة بناء الكنيسة بشكلها الجديد،

يقول الشيخ جوزيف إفرايم، رأيت فيما قامت به القوات المسلحة سابقة تاريخية تستحق الإشادة لأنها ضربت مثلاُ للأجيال القادمة أن الدلة ترعى الجميع دون تفرقة. وأحلم أن تكون هذه الكنيسة مكانًا لإعلاء قيمة الفكر والثقافة الإنسانية لشعب ملوي بجميع فئاته وعلى اختلاف عقائده.

ويشاركه الرأي المهندس أشرف إسحق (اجتماع الأسرة) قائلًا: أثبتت القوات المسلحة أنها الدرع الواقي الذي يحمي الأمه ويحافظ على أمنها وأمانها وشعبه، لقد قامت القوات المسلحة بتأمين وحماية أعمال إنشاء مباني الكنيسة التي حرقت ودمرت تمامًا، وكان موقف الدولة وتكليف رئيس الدولة للهيئة الهندسية للقوات المسلحة بإعادة انشاء الكنيسة، مُشرفًا، وهو السبب الرئيسي لإقامه هذه المباني الرائعة.

وهذا ما أكدَّ عليه الشيح سامي نادي، قائلًا: بخصوص دور الدولة والقوت المسلحة، لقد شعرت بالمواطنة وأننا يد واحدة، في وقت الشدة، ومعًا أيضًا في وقت الفرح.

ولا يفوت الشيخ ناجي حلمي الرجل الذي تم تكليفه بصفته عضوًا بالمجلس الإنجيلي العام وعضوًا بمجلس الكنيسة بملوي بأن يكون الشخص المسؤول عن التواصل مع رئاسة الطائفة والقوات المسلحة ولجنة الازمات (المكلفة بمتابعة موضوع اعادة بناء وترميم الكنائس، أن يُقدم الشكر والتقدير للقوات المسلحة وأبناء الكنيسة في وقفتهم الجميلة لإعادة بناء مبني الكنيسة على أحسن ما يكون بحسب الإمكانات المتاحة.

وفي الختام كان السؤال عن الحُلم الذي يتمناه ويحلمه شعب الكنيسة الإنجيلية بملوي.
تقول: الأخت كريستين ماجد قائد اجتماع إعدادي، بحلم بكنيستي في المستقبل، أن تكون مرحبه أكثر ومحبة ومضحية أكثر، دارسه ومُعلِّمه لكي تنشئ جيلاً مصليًا دارسًا يحب الرب.

وهذا ما يشاركها به الدكتور باهر نبيل (اجتماع جامعة) فيقول: أحلم بكنيسه تخرج خارج أسوارها بالعمل الكرازي والمجتمعي الفعّال والواضح وتهتم بطاقات الشباب وتحترمها.

ويحلم الدكتور جون جميل بأنّ تتوسع الكنيسه في دائرة تاثيرها فلا تقتصر على أعضاءها فقط بل للمجتمع بأكمله حتي يروا و يدركوا تعليم المسيح التي تعيش فينا.

بينما يحلم الشيخ سمير جويد باستكمال كل الإنشاءات، وأن تُصبح الكنيسة رائدة في التعليم والكرازة وويُصبح الشعب في حالة روحية مرتفعة.

ويختتم الشيخ سمير يوسف بالقول تتلخص أحلامى لمستقبل الكنيسة الإنجيلية بملوي في أن تكون منارة كسابق عهدها وتعمل جاهدة لبناء أجيال تحب الرب وتكون أمينة فى الخدمة المدعوة لها.

د. القس نصرالله زكريا

* تخرج في كلية اللاهوت الإنجيلية في القاهرة 1989م.
* سِيمَ قسًا وراعيًا للكنيسة الإنجيلية المشيخية في أبو حنس المنيا
* المدير التنفيذي لمجلس الإعلام والنشر
* مدير تحرير مجلة الهدى منذ عام 2006
* مؤسس موقع الهدى، وموقع الإنجيليون المشيخيون.
* له من المؤلفات ما يزيد عن أربعين كتابًا.

القس مدحت سامي

راعي الكنيسة الإنجيلية المشيخية في ملوي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى