تأمل يومي

الله يخبرنا عن نفسه

«اَللهُ، بَعْدَ مَا كَلَّمَ الآبَاءَ بِالأَنْبِيَاءِ قَدِيمًا، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُقٍ كَثِيرَةٍ، كَلَّمَنَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ ..» (عبرانيين 1: 1-2).

إنَّ الله لم يره أحد قط، وقد يتساءل البعض، كيف تتكلمون وتصفون الله وكأنكم رأيتموه؟ إنه ساكن في نورٍ لا يُدنى منه، وهو العزيز الحكيم، العالي الجبَّار، هو القدير الخالق، الأبدي الأزلي، سره فوق متناول عقولنا، ولا يمكن رؤيته بعيوننا؛ فكيف لنا أن نعرفه؟

إن غالبيّة البشر يؤمنون بوجود الله، كما يدركون أنه من طبيعة غير طبيعتنا وعالمه غير عالمنا، فكيف يمكن للإنسان إذًا أن يعرف أمرًا من خارج عالمه؟ كيف للإنسان أن يعرف الله؟، لا يمكن لأحد أن يعرف الله إلا إذا عرّف الله عن ذاته وعن أسمائه وصفاته، وهنا تبدو بوضوح حاجة الإنسان للإعلان الإلهي، إعلان الله عن نفسه.

وتعريف الإعلان هو “كشف ما لا يمكن إدراكه بغير الإعلان عنه”، وحين نتكلم عن الإعلان الإلهي فإنما نقصد ما أعلنه الله عن ذاته، وكشف به عن شخصه ومحبته للإنسان الذي في محدوديته لا يمكنه أن يتعرف على الله إلا من خلال ما يعلنه الله عن نفسه، كما نقصد بالإعلان الإلهي كل الأفعال والأقوال والطرق التي استخدمها الله كي يُعَّرِف بها ذاته أو مشيئته أو مقاصده، فلا سبيل لمعرفة الله حقًا ودون تشويش إلا من خلال ما يعلنه الله عن نفسه، فالله هو الظاهر للإنسان وليس المُكتشف منه.

وهنا يتحدث الكتاب المقدس صراحةً عن أنَّ اَللهَ، بَعْدَ مَا كَلَّمَ الآبَاءَ بِالأَنْبِيَاءِ قَدِيمًا، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُقٍ كَثِيرَةٍ، كَلَّمَنَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ..”، لقد أعلن الله لنا عن ذاته بطرق وأساليب مختلفة فقد استخدم الطبيعة، والتاريخ، والضمير، والكتاب المقدس، وأخيرًا كلَّمنا في ابنه، شخص الرب يسوع المسيح، ولولا ذلك ما استطاع العقل أن يدرك الكثير عن الله، فالله هو الذي بدأ بالإعلان عن نفسه ليحرك فينا العقل والإيمان.

هل تصلي معي، اكشف لي يَا رَبٌّ عن نفسك خلال يومي هذا، لاقترب منك أكثر، واختبر محبتك ومشيئتك؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى