الهدى 1205-1206 يناير وفبراير 2019
مجوس الشرق اقتادوا الركابا(1) هم الحكماء من أشراف مادي(3) ونجم في ذرى الافلاك يسرى وقد سارو وراء النجم ليلاً رأوا في مذودٍ في بيت لحم وخروا ساجدين له فهذاً وقد أعطوا له ذهباً وأعطوا وإذ هيرودس يغشاه خوف وأضمر نحوه في النفس شيئاً ولكن المجوس مضوا بعيداً فلم يعلم بأن المُلك فانٍ وجاز السيف في الاطفال قتلاً وعند دمائهم راحيل تبكي يعيش الظالمون على عماهم وفي المهد البسيط أتى وديعاً هو الابن الوحيد من الأعالي هو الراعي الذي يحمي الرعايا وما أقواله إلا وصايا لديه القدرة العلياء حتى ونادى الظامئين إليه حتى ويدعو الناس للملكوت حتى وذاع سلامه للأرض حتى ويخسر كل من شنوا حروبا فهذى ليلة الميلاد كابت وفيها غنت الأطيار شدواً وكم من بيعة صارت صروحاً بها الصلبان ضحتها صدورٌ وصلى الشعب في العيد ابتهالاً |
وقد قطعوا الفيافي(2) والهضابا وقد عرفوا النبّوة والكتابا(4) يفوق ضياؤه هذا الشهابا إلى أن يطرقوا للمهد بابا مليكا كان حقاً لا أرتيابا مهيبٌ يستحق بأن يُهابا لباناً ثم مراً كان صابا(5) وأورشليمُ تشتعل اضطرابا لعلّ من المجوس له جوابا وقد تركوه ينتظر إلايابا وأن الظلم يورثه الخرابا وقد حُرِموا الطفولة والشبابا على أبنائها دمعاً عبابا(6) وظنوا أن عدل الله غابا يفاخر قيصر الروم المهابا وكل الخلق قد جُبلوا ترابا وعن حملانها ضد الذئابا وما آياته إلا عجابا يقيم الميت أو يشفى المصابا يعبّوا منه ماء لا سرابا يحوزه جهاداً واكتسابا قد انتسب السلام له انتسابا ومن رفعوا الأسنّة والحرابا(7) ومن أنسامها الكون استطابا(8) يزيح عن القلوب الاكتئابا بها الأبراج عانقت السحابا وقد علت المنائر والقبابا وإن الله أصغى واستجابا |
1) الركاب: الإبل. 2) الفيافي: الصحاري. 3) مادي: مملكة في الشرق.
5) الكتاب: التوراة. 6) الصاب: شديد المرارة. 7) عباب: الغدير.
8) الأسنَّة: الرماح. 9) استطاب: رآه طيبًا.