تأمل يومي

المسيح الملك

اِبْتَهِجِي جِدًّا يَا ابْنَةَ صِهْيَوْنَ، اهْتِفِي يَا بِنْتَ أُورُشَلِيمَ. هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِي إِلَيْكِ. هُوَ عَادِلٌ وَمَنْصُورٌ وَدِيعٌ، وَرَاكِبٌ عَلَى حِمَارٍ وَعَلَى جَحْشٍ ابْنِ أَتَانٍ.” (زكريا9: 9)

نحتفل اليوم بذكرى دخول المسيح إلى أورشليم، وهي المرة الوحيدة التي سمح فيها المسيح بمظاهرة حب. كانت نبوة زكريا معروفة أنها دعوة للإبتهاج بقدوم المسيا. وقد فهمت الجموع أن دخول المسيح إلى أورشليم هو تحقيق لها. وإن كانت أحلامهم أرضية، والخلاص الذي يطلبون هو سياسي من عبودية الرومان، لكن المسيح صحّح المفاهيم.. فما هي طبيعة ملكوته؟ وما هو موقفنا منه؟

1) طبيعة ملكوته:

ملك سلام: كان الملوك يركبون الخيول وقت الحرب، بينما يركبون الحمير وقت السلم. وقد ركب المسيح حمارًا ليُعلِنَ أنه ملكُ سلام وحب وليس ملك حرب، رسالته لا تنتشر بالحرب بل بالسلام والحب. هو ‘‘يَتَكَلَّمُ بِالسَّلاَمِ لِلأُمَمِ’’. هو وديع ومتواضع، هو منصور بوداعته وحبه. بموته على الصليب صنع سلامًا بين الله والبشر.

ملكٌ عادلٌ: لن يُفرِّق بين شعب وآخر، ولن يُملِّكَ شعبًا على آخر، سلامُه الذي يعطيه هو السلام القائم على العدل.

ملكوت روحي: أعلن المسيح أثناء محاكمته: ‘‘مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هذَا الْعَالَمِ ’’ (يو 18: 36). فملكوته ليس سياسيًا، لكنه ملك روحي على قلوب البشر.

ملكوت شامل: هو ملكوت لكل المسكونة، لا يقتصر على اليهود فقط، بل هو مفتوح للجميع لكل مَنْ يؤمن به من كل الأمم والمسكونة (لو 13: 29).

2) موقفنا من ملكوته:

هتفت الجموع كبارًا وصغارًا ‘‘«أُوصَنَّا! مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ! .. أُوصَنَّا فِي الأَعَالِي!»’’. لكنهم بعد أن قدَّموا له الأنغام الشجية والتحيات الملوكية وانتهوا من مظاهر هذا الاحتفال.. بعدها بأيامٍ هتفوا ضده ‘‘اصْلِبْهُ.. اصْلِبْهُ’’. لقد قبلوه ملكًا ثم سرعان ما رفضوه وصلبوه.

إن يسوع يحبك كما أحب أورشليم، وهو يريد أن يملك في قلبك بالبر والسلام والحب. وهو في صبره وطول أناته لم يترك أورشليم ولم يكف عن دعوتها إلا حين قررت هي أن ترفضه. هكذا يفعل معك، إما أن تقبله، وترحب به ملكًا وإما أن ترفضه. وهو لن يتركك إلا إذا رفضته، ولن يدخل هيكل حياتك إلا إذا رحبتَ به. ولكن انتبه فرفضه يؤدي إلى هلاكك، وقبوله يهبك الحياة والعضوية في ملكوته.

فهل تهتف مصليًا: ‘‘«أُوصَنَّا! مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ! أُوصَنَّا فِي الأَعَالِي!»’’.

القس محسن نعيم

حاصل على بكالوريوس علوم لاهوتية ۱۹۸۸.
* ليسانس فلسفة وعلم نفس ۱۹۹۳م.
* دبلوم علم نفس ۱۹۹۷م.
* له أكثر من ۲۰ مؤلف في مجالات اللاهوت والدراسات الكتابية.
* راعي الكنيسة الإنجيلية في شبرا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى