أسرة

ماذا تفعل لتساعد طفلك أن يشعر بالحب؟ (2)

الهدى 1213- 1214                                                                                                          سبتمبر وأكتوبر 2019

بقلم: جاري تشابمان

كان أحد طالبي مشورتي في عمر الثالثة عشرة فقط عندما هرب من البيت، وقد أخبرني: «والداي لا يحبانني. هما يحبان أخي، لكنهما لا يحبانني.» كنت أعرف والدي هذا الصبي، وأعرف أنهما يحبانه، لكن من الواضح أنه شعر بانقطاع الاتصال بهما.
إن كيفية بناء الوالدين لرابطة مع أبنائهما في سنوات ما قبل البلوغ ستؤثر بشكل بالغ على صحتهم النفسية وسلوكهم خلال سنوات مراهقتهم. عندما يتعلم الوالدان التحدث بلغة الحب الأول للطفل خلال سنوات المرحلة الابتدائية والإعدادية، فهما يجهزان طفلهما لانتقال أكثر سلاسة إلى مرحلة البلوغ.
أحيانًا يتساءل الآباء والأمهات المحبون عن أسباب افتقار الطفل للتحفيز على الدراسة أكثر، أو ممارسة الألعاب الرياضية، أو الغناء، أو الاشتراك في عدد من الأنشطة الأخرى. وقد يقضي الطفل وقتًا طويلاً جدًا في متابعة ألعاب الـﭬيديو، أو قراءة القصص المصورة، لكن الآباء والأمهات ليس بوسعهم أن يجذبوا الطفل إلى أنشطة مفيدة أكثر.
عندما يشعر الأبناء أن والديهم يحبونهم بعمق، يصبحون أكثر قبولاً لتوجيهات والديهم لهم. وبينما يكتشف الوالدان المبدأ الأساسي للتحدث بلغة الحب الخاصة بالطفل، فإنهما يريان تغيرات هائلة في مواقف أبنائهما وسلوكياتهما. أخبرتني إحدى الأمهات: «ليس بمقدورنا أن نصدق التغيرات التي نراها في ابننا البالغ من العمر عشر سنوات منذ بدأنا التحدث بلغة الحب الأولى لديه.»
ادرس طفلك جيدًا
فيما يلي ثلاث طرق تساهم في اكتشاف لغة الحب الأولى لدى الطفل خلال مرحلة المدرسة وسنوات ما قبل المراهقة:
لاحظ كيف يتجاوب طفلك معك. في المعتاد يُظهر الصغار الحب بالطريقة التي يودون الحصول بها على الحب. هل طفلك يقدّم لك كلمات تشجيع على سبيل المثال، أو عددًا من الهدايا؟ أسلوب معاملته لك هو إشارة إلى لغة الحب الأولى لديه.
أصغِ إلى أكثر شيء يشكو طفلك منه. الشكوى التي يعبّر عنها تكشف عن لغة الحب لديه. فقد يقول: «نحن لا نقضي أي وقت سويًا»، هذا يكشف أن لغة الحب لديه هي الوقت المتميز. أو يقول: «لا أستطيع أبدًا أن أرضيك»، وهذا يشير إلى أنه يحتاج إلى كلمات التشجيع. إذا اشتكى طفلك أنه لا يملك شيئًا، فإن لغته قد تكون تقديم الهدايا. ولكن يجب مراعاة كيف يريد طفلك استخدام هذا الشيء؛ فاستخدامه للشيء يكشف عن لغة الحب لديه. على سبيل المثال، إذا اشتكت ابنتك قائلة إنها تريد فستانًا جديدًا لأنها تريد أن تتسوق معكِ، فاللغة قد تكون قضاء وقت متميز وليس تقديم الهدايا؛ لكن إذا أرادت هذا لأنها تريد أن تظهر بهيئة جديدة أمام الآخرين، فقد تكون لغة الحب لديها هي كلمات التشجيع.
صنِّف أنواع الأشياء التي يطلبها طفلك معظم الوقت. إذا قال: «هل نقدر أن نتمشى سويًا؟» فهذا طلب لقضاء الوقت المتميز معًا. وإذا قال: «كيف يبدو هذا؟» أو «ما رأيك فيما فعلته؟»، فهي تكشف عن رغبته في كلمات التشجيع.
إذا ظننت أنك تعرف لغة الحب الخاصة بطفلك، يمكنك أن تختبر هذا. ركّز على إحدى لغات الحب كل أسبوع لمدة خمسة أسابيع. وفي الأسبوع الذي تتحدث فيه لغة الحب الأولى لطفلك، سترى اختلافًا في مواقفه وسلوكياته.
بمجرد أن تثق في معرفة لغة الحب الأولى لطفلك، تحدَّث بها يوميًا، وسترى أن «خزان الحب» لديه يبدأ في الامتلاء. عندما تسدد الاحتياجات العاطفية لطفلك ستحصد مكاسب هائلة لعائلتك. إحدى الأمهات أخبرتني: «كان من المذهل أن علاقتنا تطورت عندما بدأنا نتمشى مع ابننا ونعطيه انتباهًا فرديًا خاصًا!»
يتبع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى