أسرة

ما هو قدر الخصوصية الذي يجب أن تتيحه لأطفالك؟

الهدى 1208                                                                                                                                   أبريل 2019

بقلم: دانيل هويرتا

«هل يُفترض أن أقرأ ما تكتبه ابنتي من «بوستات»؟ لم أكن أحب أن تتلصص والدتي على حياتي الخاصة.»
كثير من الآباء والأمهات يُعبِّرون بشكل أو آخر عن هذه المشاعر، متسائلين هل من اللائق أن يراقبوا بشدة حياة أطفالهم الخاصة.
وسواء تعلّق الأمر بمراقبة حسابات الابنة على مواقع التواصل الاجتماعي، أو التأكد من عدم وجود شيء يثير المخاوف في غرفة نوم الابن، فإن الوالدين يصارعون مع تحقيق التوازن بين التربية الحكيمة المتعمدة، واحترام الاستقلالية المتناهية لأبنائهم.
بالطبع يتوقع الآباء والأمهات بعض الخصوصية لأنفسهم عندما يتصفحون المواقع، أو يرسلون صورًا لأصدقائهم؛ وربما يتساءلون: «ألأ يملك أطفالي نفس الحق في الخصوصية؟»
إرشاد الوالدين
هذا السؤال يبدأ بإدراك مسؤوليتنا كوالدين. لقد ائتمننا الله على رعاية أبنائنا، بهدف تعليمهم كيف يصنعون قرارات صائبة في عالم مليء بفرص متعددة لاتخاذ قرارات سيئة. على مدار سنوات كثيرة، هذه مهمة يومية ومباشرة، لكن بينما ينضج أطفالنا ينتقل الوالدان إلى دور الإشراف والتوجيه والنصح لأبنائهم المراهقين خلال مواقف تتطلب منهم حكمًا صائبًا على الأمور.
بينما يتعلم أبناؤنا قيادة السيارات، نجلس بجوارهم، ونساعدهم على توجيه السيارة بحكمة. وعندما يترك المراهقون البيت ليبيتوا في مكان آخر، نفعل نفس الشيء كمرشدين لهم، ونتحدث عن المكان الذي سيذهبون إليه، ومَنْ سيكون معهم، ومتى سيرجعون. وعندما يثبتون أنهم جديرون بالامتيازات، نعطيهم تدريجيًا المزيد من الثقة والخصوصية.
لذا، نعم، الآباء والأمهات الحكماء يجب أن يظلوا مشاركين في قرارات أبنائهم المراهقين. هذا يتضمن اهتمامًا شديدًا بحياتهم في المدرسة، وفي الملعب، والأشخاص الذين يخرجون معهم، وكيف ينفقون أموالهم. كما يتضمن أيضًا متابعة جوانب من حياتهم يظن الصغار أنها منطقة محظورة، مثل تواصلهم مع الآخرين عبر الكمبيوتر والموبايل.
التواصل
تقدم التكنولوﭼيا اليوم مستوى من الخصوصية قد يُدخل صغارنا سريعًا في كثير من المتاعب. لكن الوالدين الحكماء والمهتمين يسيرون مع صغارهم في هذه الجوانب حتى يتمكنوا في يوم من الأيام أن ينتقلوا نحو استقلالية الاستخدام السوي للتكنولوﭼيا.
وكما هو الحال في جوانب أخرى من التربية، هذا الإشراف يجب أن يتضمن حوارًا مستمرًا ومنفتحًا. قد نختلف، لكن من خلال الحوار الصريح والمحترم، نستطيع مساعدة صغارنا على إدراك أن تدخلنا في حياتهم ينبع من محبتنا واهتمامنا الدائم بسلامتهم. هذا ليس انتهاكًا للحقوق، بل تربية حكيمة.
http://www.focusonthefamily.me

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى