من الحرق والتدمير إلى البناء والتعمير
الهدى 1207 مارس 2019
«رُوحُ السَّيِّدِ الرَّبِّ عَلَيَّ لأَنَّ الرَّبَّ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ أَرْسَلَنِي لأَعْصِبَ مُنْكَسِرِي الْقَلْبِ لأُنَادِيَ لِلْمَسْبِيِّينَ بِالْعِتْقِ وَلِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ. لأُنَادِيَ بِسَنَةٍ مَقْبُولَةٍ لِلرَّبِّ وَبِيَوْمِ انْتِقَامٍ لإِلَهِنَا. لأُعَزِّيَ كُلَّ النَّائِحِينَ. لأَجْعَلَ لِنَائِحِي صِهْيَوْنَ لأُعْطِيَهُمْ جَمَالاً عِوَضاً عَنِ الرَّمَادِ وَدُهْنَ فَرَحٍ عِوَضاً عَنِ النَّوْحِ
وَرِدَاءَ تَسْبِيحٍ عِوَضاً عَنِ الرُّوحِ الْيَائِسَةِ فَيُدْعَوْنَ أَشْجَارَ الْبِرِّ غَرْسَ الرَّبِّ لِلتَّمْجِيدِ. وَيَبْنُونَ الْخِرَبَ الْقَدِيمَةَ. يُقِيمُونَ الْمُوحِشَاتِ الأُوَلَ. وَيُجَدِّدُونَ الْمُدُنَ الْخَرِبَةَ مُوحِشَاتِ دَوْرٍ فَدَوْرٍ» (إشعياء 61: 1-4).
كانت الكنيسة الإنجيليّة بملوي واحدة من الكنائس التي تم حرقها بعد فض اعتصامي رابعة والنهضة في صيف 2013، وهناك الكثير من التعاليم والدروس المستفادة من وراء كل ما نتعرض له في الحياة من احداث صعبة ومحزنة وكئيبة. ومن الاحداث التي شهدتها الكنيسة الأنجيلية بملوي اشارككم ببعض الافكار :
1 – من الإحباط إلى الرجاء
بلا شك شعر الجميع من قريب وبعيد بالإحباط الشديد الذي أصاب البلاد وغياب فكرة الأمل والمستقبل. وانتصار الشر والأشرار وخططهم ومؤامراتهم. وهذا الأمر سبّب للكل إحباطًا ويأسًا. فالإحباط مرات يقود إلى ضياع وغياب الأمل، ومرات أخرى يكون دافعًا لعمل أمور لا يمكن عملها في بدونه. فأصبحنا نعيش الأن في الرجاء وأن أي موقف إت سوف يواجه الكنيسة مهما كانت عظمته لنا الرجاء في تحقيقية.
2 – من الصلوات والأحلام إلى الواقع الملموس.
كان بناء الكنيسة حُلمًا حلم به الكثير من الاجيال ورعاتهم على مدار السنيين الماضية بل كانت هناك محاولات لعمل ذلك بطرق مختلفة حتى يأسنا من مجرد المحاولة ولكن استجابات الصلوات استطاعت بفضل نعمة الله أن تحول الأحلام إلى حقيقة. ومن هنا تولدت الكثير من الأحلام للمستقبل القريب والبعيد. ليس فقط فيما يخص المباني والانشاءات ولكن في فيما يخص امتداد ملكوت الله بدائرة مدينة ملوي.
3 – طرقنا وطرق الله
كانت طرقنا للبناء عن طريق ما نعرفه من قوانين ومقابلات للمسئولين ولكن الطريقة التي اختارها الله لإعادة بناء الكنيسة والتي لم نكن نعرفها كانت مختلفة وجديدة ولكنها تحقيق لوعود كثيرة منها القدرة الإلهية لتحويل الشر للخير وإخراج الجمال من الرماد…
4 – من الصوان إلي الجدران
لم تكن الكنيسة مجرد جدران من الطوب الأحمر والطين ولكنها كانت بشرًا أحبوا الله وأحبوا المكان وبمقدار المحبة التي أحبوها لله والمكان بمقدار ما تحركوا سريعًا يوم الأحد التالي لحادثة الحرق مباشرة ليصلوا للرب الذي يحبونه وهم متألمين، ولكنهم أعلنوا رسالة إيمان قوية جدًا وهي أن الصلاة لن تتوقف فالله الذي نعبده يستحق الصلاة في كل الظروف ومن صلوا في وسط الرماد والدخان والصوان، صلوا أيضًا في وسط الجدران.
5 – من الدمار إلى المجد
لم يكن أحد يتخيل أن يتحول هذا الرماد والدخان والحريق إلى هذا المجد وهذه العظمة التي ظهرت بها الكنيسة يوم الافتتاح. حتى شعب الكنيسة نفسه لم يكونوا يتخيلوا ما يصنعه الرب معهم، أنها حقا أعمال الله فهو مصدر كل جمال ومجد وعظمة وقد عظم العمل معنا فصرنا فرحين فالشكر أولًا وأخيرًا للرب.
اخوتي الأحباء اكتب إليكم مشاركًا عن اختبار حقيقي عاصرته منذ وجودي في الكنيسة الإنجيلية بملوي بعد الحريق واشجعكم أن تثقوا في أنَّ الرب الذي نعبده له خطة ويستخدم كل الظروف لتحقيقها بنا وبغيرنا ليجعل الكل يصنع مجده.