ميلاد من واقع الحياة
الهدى 1205-1206 يناير وفبراير 2019
من واقع الحياة وُلد مثل ملاين الاطفال، نعم فالملايين وُلدوا فى أحقر الأماكن من شوارع وأزقة ومقاهى وغيرها، فليس الجميع وُلدوا فى قصور أو منازل أو مستشفيات مجهزة بأفضل التقنيات ووسط أجواء الاحتفالات. ولست أعلم لكنني أكاد أجزم أنّه ربما وُلد الكثير من الأطفال فى مذاود أيضًا.
من واقع الحياة وُلد المسيح، وعند ميلاده امتزج صوت أهات آلام الأم مع صوت نبضات قلب الأب المتسارعة اللذان انتهيا بصرخات المولود الصغير الجميل، وابتسامات قلب الأم وضحكات وجه الأب.
لذا ما الجديد فى هذا الميلاد؟ أليس مثل البقية فى طيات أحداثه؟ نعم هناك الجديد.. الجديد أنّ الأب كان ببساطة يستطيع أن يُرسل ابنه بطريقة معجزية، ربما نازلًا من قلب السماء راكبًا على سحاب أو كبطل خارق يخترق الأجواء لكنّه أرسل ابنه كباقي البشر بطريقة إنسانيّة لكنها معجزية. أرسله هكذا ليؤكد أنّه منا ولنا، وأنه للنهاية أحبنا.
أحبنا فأرسل ابنه لأجلنا، أحبنا كلنا سواء ولم يفرق بيننا فى محبته لنا. أحبنا فأرسل ابنه كمولود صغير مثل باقي المواليد لم يسمع عنه حينها الكثيرون ولم يعرفوا عنه الكثير، فلقد وُلد وسط الزحام والانشغال وقليلون من عرفوا انه المسيا المنتظر المخلص للجميع.
شعر بنا مسبقًا وبكل مشاعرنا، شعر بآلامنا وأسقامنا فأرسل ابنه المسيح ليقول لنا أن المسيا منكم ولأجلكم. وليؤكد أنَّ كل مشاعرنا مقدرة ومحترمة ومُشبعة فى هذا الميلاد.
ميَّزنا بإرساله الابن، فالابن هو أغلى ما يمتلك الآب، ولقد أرسله ليعبر لنا وبصدق عن غلاوتنا ومكانتنا فى قلبه وتميزنا عن جميع المخلوقات.
ستر ضعفاتنا وغفر كل خطايانا، فبداية قصة الصلب والقيامة كانت بالميلاد.
فى قصة الميلاد فعل كل هذه الأمور جميعها ببساطة ومحبة خالصة وصدق فعلها بكل إتقان، ليؤكد لنا بكل حنان اننا تحفته.
فهل لنا ان نتوقف ليس للحظات فقط لكن طوال الحياة أمام قصة الميلاد، شاكرين كل حين على كل ما فُعل لأجلنا، عابدين ممجدين مرنمين هاتفين
نحبك نطيعك نحمد اسمك
فى عيدك المجيد نهدى لك التمجيد
فى عيدك المجيد نعبدك
ميلادك المجيد ميلادنا
وحبك الشديد نبض للحياة
نتوج فى العيد يسوعنا
مليكنا حبيبنا وخلنا الفريد
فى عيدك المجيد أهدى لك التمجيد.