دراساتدراسات كتابيةعظاتعظات وتأملات

دعوة للسيرة الحسنة

الهدى 1211                                                                                                                               يوليو 2019

في سوق العمل حينما يتقدم شخص لوظيفة ما يُطلب منه أن يقدم السيرة الذاتية ويكون اختيار في الغالب في الأماكن التي ليس بها وساطة والتي تعمل وفق معايير معينة حسب ما كتب الشخص في سيرته وفق من هو؟ وما هي مؤهلاته؟

وفي حياة الإيمان والخبرة الروحيّة مطلوب من الإنسان المسيحيّ الذي يريد أن يحيا حياة القداسة أن يحيا سيرة حسنة. «وَأَنْ تَكُونَ سِيرَتُكُمْ بَيْنَ الأُمَمِ حَسَنَةً» (1 بط 2: 12)،.
وهذه السيرة لا تأتي من فراغ ولكن من خلال إدراك لقيمتنا ومكانتنا، ومعرفة ما هو مطلوب منا.
وفي الوقت الذي ندرك فيه من نحن؟ وما هي دعوتنا؟ بالتأكيد سنسير على خطى المسيح «لأَنَّكُمْ لِهذَا دُعِيتُمْ. فَإِنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا تَأَلَّمَ لأَجْلِنَا، تَارِكًا لَنَا مِثَالًا لِكَيْ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِهِ.» (1 بط 2: 21). يتحدث الرسول بطرس في الجزء المشار إليه إلى هذين الأمرين، وهما: ما هي مكانتنا وقيمتنا؟ وما هو مطلوب منا؟
الجزء الأول: ما هي مكانتنا وقيمتنا؟
الفكرة الأولى: هوية الكنيسة
يتحدث الرسول بطرس عن هوية الكنيسة ومكانتها الروحية في (1 بط 2: 9- 10):
«وَأَمَّا أَنْتُمْ فَجِنْسٌ مُخْتَارٌ،
وَكَهَنُوتٌ مُلُوكِيٌّ،
أُمَّةٌ مُقَدَّسَةٌ،
شَعْبُ اقْتِنَاءٍ،
لِكَيْ تُخْبِرُوا بِفَضَائِلِ الَّذِي دَعَاكُمْ
مِنَ الظُّلْمَةِ إِلَى نُورِهِ الْعَجِيبِ
الَّذِينَ قَبْلًا لَمْ تَكُونُوا شَعْبًا،
وَأَمَّا الآنَ فَأَنْتُمْ شَعْبُ اللهِ.
الَّذِينَ كُنْتُمْ غَيْرَ مَرْحُومِينَ،
وَأَمَّا الآنَ فَمَرْحُومُونَ.
في هذين العددين يوضح الرسول بطرس هوية الكنيسة، فيتحدث عنها دائما بلغة الجماعة: جنس، كهنوت، أمة، شعب. فالله اختارنا وفق سلطانه وسيادته على الأمورـ وحررنا من فكرة الوساطة فجعلنا كهنة، وأصبحنا مقدسين فيه، كما أصبحت قيمتنا غالية لأنه هو الذي اقتنانا. الحديث هنا عن الأصالة الروحية التي توصف من هي الكنيسة؟ ومن هم المؤمنون؟ حيث يصفهم بأنهم «كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا مَبْنِيِّينَ كَحِجَارَةٍ حَيَّةٍ بَيْتًا رُوحِيًّا، كَهَنُوتًا مُقَدَّسًا، لِتَقْدِيمِ ذَبَائِحَ رُوحِيَّةٍ مَقْبُولَةٍ عِنْدَ اللهِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ». (1 بط 2: 5)، قيمتنا في نظر الله غالية، فمها كان حالنا هنا على الأرض نجد هذه القيمة والمكانة التي حررنا من عقد النقص وصغرها وتعطينا أن ننظر بشكر وامتنان لما فعله الله لنا في شخص المسيح يسوع.
الفكرة الثانية: من ناحية الوجود
من ناحية الوجود «أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، أَطْلُبُ إِلَيْكُمْ كَغُرَبَاءَ وَنُزَلاَءَ» (1 بط 2: 11) يستخدم الرسول بطرس مفردتين تصفان الوجود، وهما: نزلاء، غرباء. ومن المعروف أنَّ الغريب والنزيل لا ملكيّة له، وقد أعلن معظم الآباء بأنَّهم غرباء ونزلاء فيصرح يعقوب خلال هذا الحوار بأنَّه غريب: فَقَالَ فِرْعَوْنُ لِيَعْقُوبَ: «كَمْ هِيَ أَيَّامُ سِنِي حَيَاتِكَ؟» فَقَالَ يَعْقُوبُ لِفِرْعَوْنَ: «أَيَّامُ سِنِي غُرْبَتِي مِئَةٌ وَثَلاَثُونَ سَنَةً. قَلِيلَةً وَرَدِيَّةً كَانَتْ أَيَّامُ سِنِي حَيَاتِي، وَلَمْ تَبْلُغْ إِلَى أَيَّامِ سِنِي حَيَاةِ آبَائِي فِي أَيَّامِ غُرْبَتِهِمْ» (تكوين 47: 7-8).
عرفنا أنَّ الغريب لا يملك وفي نفس الوقت الغريب له مكان أخر يعود إليه، وفي هذا السياق يقول الرسول بولس: «أَنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّهُ إِنْ نُقِضَ بَيْتُ خَيْمَتِنَا الأَرْضِيُّ، فَلَنَا فِي السَّمَاوَاتِ بِنَاءٌ مِنَ اللهِ، بَيْتٌ غَيْرُ مَصْنُوعٍ بِيَدٍ، أَبَدِيٌّ» (2 كو 5: 10). ويتحدث كاتب الرسالة إلى العبرانيين عن إبراهيم بالقول: «بِالإِيمَانِ تَغَرَّبَ فِي أَرْضِ الْمَوْعِدِ كَأَنَّهَا غَرِيبَةٌ، سَاكِنًا فِي خِيَامٍ مَعَ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ الْوَارِثَيْنِ مَعَهُ لِهذَا الْمَوْعِدِ عَيْنِهِ. لأَنَّهُ كَانَ يَنْتَظِرُ الْمَدِينَةَ الَّتِي لَهَا الأَسَاسَاتُ، الَّتِي صَانِعُهَا وَبَارِئُهَا اللهُ. (عب 11: 9- 10)، ويذكر كاتب الرسالة إلى العبرانيين أيضًا بالإجماع عن هؤلاء بالقول: «فِي الإِيمَانِ مَاتَ هؤُلاَءِ أَجْمَعُونَ، وَهُمْ لَمْ يَنَالُوا الْمَوَاعِيدَ، بَلْ مِنْ بَعِيدٍ نَظَرُوهَا وَصَدَّقُوهَا وَحَيُّوهَا، وَأَقَرُّوا بِأَنَّهُمْ غُرَبَاءُ وَنُزَلاَءُ عَلَى الأَرْضِ. فَإِنَّ الَّذِينَ يَقُولُونَ مِثْلَ هذَا يُظْهِرُونَ أَنَّهُمْ يَطْلُبُونَ وَطَنًا فَلَوْ ذَكَرُوا ذلِكَ الَّذِي خَرَجُوا مِنْهُ، لَكَانَ لَهُمْ فُرْصَةٌ لِلرُّجُوعِ. وَلكِنِ الآنَ يَبْتَغُونَ وَطَنًا أَفْضَلَ، أَيْ سَمَاوِيًّا. لِذلِكَ لاَ يَسْتَحِي بِهِمِ اللهُ أَنْ يُدْعَى إِلهَهُمْ، لأَنَّهُ أَعَدَّ لَهُمْ مَدِينَةً». (عب 11: 13- 16).
حياتنا غرباء ونزلاء في هذا العالم نحيا على الأرض ومكاننا في السماء، المسيحيّ غريب في هذا العالم، إقامته في الأرض ليست دائمة، ومكانته عند الله كبيرة من خلال العمل الذي قام به المسيح على الصليب. هويه المؤمنين ووجودهم يضع عليهم رسالة ومهمة وهذا يقودنا إلى الجزء الثاني ما هو مطلوب منَّا؟
الجزء الثاني: ما هو مطلوب منَّا؟
يجب أن نعرف مكانتنا وقيمتنا وفي الوقت نفسه نعرف ما هو مطلوب منا والاثنان يسيران جنبًا إلى جنب، والرسول بطرس يجمع بين الاثنين معًا ببراعة، فيتحدث عن المسؤوليّة الشخصيّة، والجماعيّة، والمجتمعيّة، والموقف من السلطة، وذلك في ضوء وانعكاس المكانة والقيمة التي نحن فيها.
المسؤولية الأولى: من الناحية الشخصية
يركز الرسول بطرس على حياة المسؤولية الشخصية لتكون رد فعل للمكانة والقيمة التي تحدث عنها في رسالته، فيستخدم أفعال: طهروا، اطرحوا، تنموا، تمتنعوا.
البعد الأول: حياة الطهارة
يربط الرسول بطرس بين حياة الطهارة، والمحبة الأخوية العديمة الرياء أو التمثيل، والولادة الثانية من الكلمة الحية الباقية إلى الأبد بالقول: «طَهِّرُوا نُفُوسَكُمْ فِي طَاعَةِ الْحَقِّ بِالرُّوحِ لِلْمَحَبَّةِ الأَخَوِيَّةِ الْعَدِيمَةِ الرِّيَاءِ، فَأَحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا مِنْ قَلْبٍ طَاهِرٍ بِشِدَّةٍ مَوْلُودِينَ ثَانِيَةً، لاَ مِنْ زَرْعٍ يَفْنَى، بَلْ مِمَّا لاَ يَفْنَى، بِكَلِمَةِ اللهِ الْحَيَّةِ الْبَاقِيَةِ إِلَى الأَبَدِ». (1 بط 1: 22). التركيز هنا على طهارة النفس، أي طهارة الداخل، في الوقت التي يفكر معظم من حولنا في الطهارة الخارجية يركز الرسول بولس على الطهارة الداخلية، هذه الطهارة تنمو وتزداد في جو المحبة الأخوية وتتحصن بكلمة الله.
البعد الثاني: التخلص من الأمراض الاجتماعية
التخلص من الأمراض الاجتماعية التي تصيب الجماعة، وتفكك وحدتها، فيقول: «فَاطْرَحُوا كُلَّ خُبْثٍ وَكُلَّ مَكْرٍ وَالرِّيَاءَ وَالْحَسَدَ وَكُلَّ مَذَمَّةٍ» (1 بط 2: 1)، كل خبث (الشر)، كل مكر (الازدواجية)، والرياء (النفاق)، الحسد (النظر ما للغير)، كل مذمة (النميمة والكلام على الغير). هذه الأمراض تقتل الأفراد وتحطم وتفكك المجتمعات، والمطلوب هو الطرح، أو النزع، أو التخلص، وهذا يحتاج إلى تدريب يومي مستمر بالاتكال على نعمة الله.
البعد الثالث: الرغبة المستمرة في النمو
لا تقف جماعة المؤمنين محلك سر ولكن يجب أن تنمو، والمعيار الأساسي لحياة المؤمنين هو النضج، المرتبط بمعرفة كلمة الله اللبن العقلي لكي تنموا به، فيقول: «وَكَأَطْفَال مَوْلُودِينَ الآنَ، اشْتَهُوا اللَّبَنَ الْعَقْلِيَّ الْعَدِيمَ الْغِشِّ لِكَيْ تَنْمُوا بِهِ» (1بط 2: 2). هل نختبر النضج في حياتنا اليومية وفي حياة الكنيسة؟ يقول الرسول بولس معبرًا عن هذا الأمر بالقول:
«لَمَّا كُنْتُ طِفْلًا كَطِفْل كُنْتُ أَتَكَلَّمُ،
وَكَطِفْل كُنْتُ أَفْطَنُ،
وَكَطِفْل كُنْتُ أَفْتَكِرُ.
وَلكِنْ لَمَّا صِرْتُ رَجُلًا أَبْطَلْتُ مَا لِلطِّفْلِ.» (1كو 13: 11)
البعد الرابع: الامتناع عن الشهوات الجسدية
حياة الانضباط مهمة وسط الجماعة والأفراد، يعبر الرسول بطرس بالقول: «أَنْ تَمْتَنِعُوا عَنِ الشَّهَوَاتِ الْجَسَدِيَّةِ الَّتِي تُحَارِبُ النَّفْسَ» (1بط 2: 11)، ليس الجنس فقط ولكن كل ما يخص الأعمال الشريرة: «وَأَعْمَالُ الْجَسَدِ ظَاهِرَةٌ، الَّتِي هِيَ: زِنىً عَهَارَةٌ نَجَاسَةٌ دَعَارَةٌ عِبَادَةُ الأَوْثَانِ سِحْرٌ عَدَاوَةٌ خِصَامٌ غَيْرَةٌ سَخَطٌ تَحَزُّبٌ شِقَاقٌ بِدْعَةٌ حَسَدٌ قَتْلٌ سُكْرٌ بَطَرٌ، وَأَمْثَالُ هذِهِ الَّتِي أَسْبِقُ فَأَقُولُ لَكُمْ عَنْهَا كَمَا سَبَقْتُ فَقُلْتُ أَيْضًا: إِنَّ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ مِثْلَ هذِهِ لاَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ.» (غلاطية 5: 19- 21).
المسؤولية الثانية: من ناحية الجماعة
يستخدم الرسول بطرس كلمة مبنيين ليبين المسؤولية الفردية الواقعة تجاه الجماعة المسيحية (الكنيسة) وهي حالة البناء، أن يكون كل فرد هو أداة للبناء وليس للهدم «كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا مَبْنِيِّينَ كَحِجَارَةٍ حَيَّةٍ بَيْتًا رُوحِيًّا» (1بط 2: 5). مواصفات الكنيسة، الجماعة الحية، حجارة حية، في بيت روحي، فالكنيسة تضم بداخلها أعضاء أحياء وليسوا موتى.
هذا التعبير: حجارة حية في بيت روحي يدل على وحدة وتماسك وترابط وشركة الكنيسة معًا. وبين أهمية كل عضو داخل الكنيسة، وسيبين أيضًا أن لاهوتنا وإيماننا هو إيمان جماعيّ وليس فرديًا، فالرسول بطرس لا يخاطب أفراد ولكن يخاطب جماعة، ويجب أن تحافظ هذه الجماعة وهذا الكيان على وحدته وتماسكه.
المسؤولية الثالثة: المجتمع
واجب الشهادة بالحياة والسلوك «وَأَنْ تَكُونَ سِيرَتُكُمْ بَيْنَ الأُمَمِ حَسَنَةً» (1بط 2: 12)، وكلمة حسنة معناها: بديع، جذاب، محبوب، جيد في النوع، الكيف وليس الكم. ترى ماذا يقال عن المسيحيين اليوم؟ وما هي الشهادة التي نتركها لجيراننا، وبين من نعمل معهم، وبين الأهل والأسرة؟ يقول الرسول بطرس: «أَنَّ هكَذَا هِيَ مَشِيئَةُ اللهِ: أَنْ تَفْعَلُوا الْخَيْرَ فَتُسَكِّتُوا جَهَالَةَ النَّاسِ الأَغْبِيَاءِ» (1بط 2: 15). يركز الرسول بطرس على حياة القدوة والنموذج والمثال كطرح لحياة الشهادة، ويضع شخص المسيح النموذج الأعظم لكي نتبع خطواته: «تَارِكًا لَنَا مِثَالًا لِكَيْ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِهِ» (1بط 2: 21).
المسؤولية الرابعة: من ناحية السلطة
الكرم والخضوع هو الموقف من السلطة في ثلاثة مواقف يؤكد الرسول بطرس عن هذا الأمر «فَاخْضَعُوا لِكُلِّ تَرْتِيبٍ بَشَرِيٍّ مِنْ أَجْلِ الرَّبِّ. إِنْ كَانَ لِلْمَلِكِ فَكَمَنْ هُوَ فَوْقَ الْكُلِّ، أَوْ لِلْوُلاَةِ فَكَمُرْسَلِينَ مِنْهُ لِلانْتِقَامِ مِنْ فَاعِلِي الشَّرِّ، وَلِلْمَدْحِ لِفَاعِلِي الْخَيْرِ» ( 1بط 2: 13).
«أَكْرِمُوا الْجَمِيعَ. أَحِبُّوا الإِخْوَةَ. خَافُوا اللهَ. أَكْرِمُوا الْمَلِك». (1بط 2: 17)
«أَيُّهَا الْخُدَّامُ، كُونُوا خَاضِعِينَ بِكُلِّ هَيْبَةٍ لِلسَّادَةِ، لَيْسَ لِلصَّالِحِينَ الْمُتَرَفِّقِينَ فَقَطْ، بَلْ لِلْعُنَفَاءِ أَيْضًا. لأَنَّ هذَا فَضْلٌ، إِنْ كَانَ أَحَدٌ مِنْ أَجْلِ ضَمِيرٍ نَحْوَ اللهِ، يَحْتَمِلُ أَحْزَانًا مُتَأَلِّمًا بِالظُّلْمِ» (1بط 2: 18- 19).
احتمال الألم ليس عن شر فعلنا ولكن عن خير، في هذا الموقف ننال نعمة من عند الله. هل يظلم الأمين؟ نعم. هل نحن معرضون لضياع الحقوق؟ نعم. هل إذا فعلنا الصواب نتألم؟ نعم. «إِنْ كُنْتُمْ تَتَأَلَّمُونَ عَامِلِينَ الْخَيْرَ فَتَصْبِرُونَ، فَهذَا فَضْلٌ عِنْدَ اللهِ، لأَنَّكُمْ لِهذَا دُعِيتُمْ. فَإِنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا تَأَلَّمَ لأَجْلِنَا، تَارِكًا لَنَا مِثَالًا لِكَيْ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِهِ.» (1 بط 2: 20- 21)
في قضية الألم نحاول أن نفرق بين أمرين، وهما: أن نكون نحن سببًا في ألام أنفسنا، أو نتألم لأجل التزامنا في أعمالنا وأمانتنا وصدقنا وإيماننا، في الحالة الثانية مقياسنا شخص المسيح الذي تألم ولم بفعل خطية، ونسلم لمن بقضي بعدل، ويضع الرسول بطرس الألم مقابل المجد، بالقول: «أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لاَ تَسْتَغْرِبُوا الْبَلْوَى الْمُحْرِقَةَ الَّتِي بَيْنَكُمْ حَادِثَةٌ، لأَجْلِ امْتِحَانِكُمْ، كَأَنَّهُ أَصَابَكُمْ أَمْرٌ غَرِيبٌ، بَلْ كَمَا اشْتَرَكْتُمْ فِي آلاَمِ الْمَسِيحِ، افْرَحُوا لِكَيْ تَفْرَحُوا فِي اسْتِعْلاَنِ مَجْدِهِ أَيْضًا مُبْتَهِجِينَ. إِنْ عُيِّرْتُمْ بِاسْمِ الْمَسِيحِ، فَطُوبَى لَكُمْ، لأَنَّ رُوحَ الْمَجْدِ وَاللهِ يَحِلُّ عَلَيْكُمْ. أَمَّا مِنْ جِهَتِهِمْ فَيُجَدَّفُ عَلَيْهِ، وَأَمَّا مِنْ جِهَتِكُمْ فَيُمَجَّدُ. فَلاَ يَتَأَلَّمْ أَحَدُكُمْ كَقَاتِل، أَوْ سَارِق، أَوْ فَاعِلِ شَرّ، أَوْ مُتَدَاخِل فِي أُمُورِ غَيْرِهِ». (1بط 4: 12- 15).
الدعوة للسيرة الحسنة في المجتمع مهمة وأساسية لحياة القداسة، وهي تأتي من خلال إدراكنا لمكانتنا ومقامنا في المسيح، وما نحن عليه في هويتنا الروحية، وفي نفس الوقت ما هو مطلوب منا في حياتنا العملية على النطاق الشخصيّ والأسريّ والمجتمعيّ والكنسيّ والموقف من السلطة. ليساعدنا الله أن تكون سيرتنا وسمعتنا بين الأمم حسنة، وجذابة، ومحبوبة، وجيدة.

القس عيد صلاح

* راعي الكنيسة الإنجيليّة في عين شمس القاهرة، مصر.
* تخرج في كلية اللاهوت الإنجيليّة بالقاهرة، 1994م، ليسانس حقوق. كلية الحقوق، جامعة القاهرة، فرع بني سويف، 2001م.
* دبلوم الدراسات المسكونيّة، معهد بوسي/جامعة جينيف، سويسرا، 2002م
* دبلوم المدرسة الصيفيّة الدوليّة في الدين والحياة العامة، إندونيسيا، 2012م،
* دبلوم حقوق الإنسان، كلية الحقوق، جامعة أسيوط مصر، 2016م.
* ماجستير القانون، كلية الحقوق، جامعة أسيوط مصر، 2017م.
* يدرس الدكتوراه PhD في القانون الخاص، كلية الحقوق، جامعة بني سويف، مصر.
* زميل مركز كايسيد Kaiciid مركز الملك عبد الله ابن عبد العزيز للحوار بين أتباع الديانات والثقافات.
*مسؤول المكتبة الإليكترونية لرابطة شمال إفريقيا والشرق الأوسط للتعليم اللاهوتيّ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى