أما كان ينبغي
الهدى 1227 يناير 2021
يحدثنا الاصحاح الثاني من إنجيل متى البشير، كيف اضطرب هيرودس الملك وجميع أورشليم معه عندما علموا من المجوس الغرباء عن مولد ملك يهودي عظيم وأنهم قد جاءوا ليسجدوا له ويقدمون إليه هدايا تليق به.
كما يخبرنا أيضًا كيف سخر المجوس من هيردس (الحاقد والخائف) عندما رجعوا إلى بلادهم من طريق آخر، مما زاد من سخطه عليهم وعلى المولود مما جعله يأمر بقتل الأطفال الأبرياء:
لذا أردت أن اخاطب هيرودس وكل شخص متمثل به بالسؤال: أما كان ينبغي؟
(١) أَما كان ينبغي أيها الملك الشرير المغتصب للحكم أن ترحب بهؤلاء المجوس الغرباء القادمين من بلاد المشرق البعيدة متحملين مشقة الطريق وقساوة الطقس باعتبارهم ضيوفًا عليك وعلى مملكتك بأن تقيم لهم ضيافة تليق بهم وبك؟
(٢) أَما كان ينبغي أن تشكرهم بعدما تعرفت على كل التفاصيل وتتفهم الموقف فهمًا دقيقًا وتصغي كل معلوماتهم عن الوليد الملك القادم ومكانته السامية.
(٣) أَما كان ينبغي وانت الذي سألت الكتبة والفريسيين: أين يولد المسيح؟ أن تعرف انه ليس ملكًا أرضيًا تخافه وتخشاه.
(٤) أَما كان ينبغي بعدما علمت منهم انه مكتوب عنه في الكتب والنبوات بأنه المسيا الذي ينتظرونه بأنك تشكر الله الذي أتَّم وعده في عهد ولايتك للبلاد مما يزيدك فخرًا واعتزازًا.
(٥) أَما كان ينبغي أن تفرح مع الفرحين بقدوم المسيا وتفرح كل أورشليم معك.
(٦) أَما كان ينبغي أن ترسل إلى بيت لحم بعثه شرف ومجموعه حماية لتحية الملك ولحراسته.
(٧) أَما كان ينبغي أن تدعو المسيح الوليد ومريم أمه ويوسف إلى أورشليم وتدبر لهم سكنًا لإقامتهم في عاصمه ملكه.
(٨) أَما كان ينبغي أن ترعاه وتتولى حمايته حتى يكبر وينمو في النعمة والقامة ليكون لك شرفًا عظيمًا.
(٩) أَما كان ينبغي أن تقيم الأفراح وتفرح وتسعد كل من حولك وأنت تتقرب إلى الملك السماوي ليرتفع مقامك وتسمو فوق الأفكار الشريرة التي انتابتك.
(١٠) أَما كان ينبغي أن تعترف بأنه الرب المتجسد وتسجد له وتطلب منه الغفران لكل ذنوبك وخطاياك.
(١١) اما كان ينبغي أن تتأثر بأفراح الملائكة والرعاة والمجوس بمولد سيد الكون وان تترفع عن حقدك وحسدك.
(١٢) أَما كان ينبغي أن تعود إلى صوابك وأن لا تامر بقتل أطفال أبرياء لا ذنب لهم ولا جريرة.
فماذا أقول لك وقد خسرت حياتك بأن حاولت الاحتفاظ بالملك الأرضي لك ولمن بعدك من ورثتك وحق فيك قول الرب يسوع المسيح له المجد:
«لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟ أَوْ مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ؟» (متى ١٦: ٢٦).