فنون
رسالة إلى مارتن لوثر
الهدى 1213- 1214 سبتمبر وأكتوبر 2019
قمُ مِن سُباتِكَ نبهَ الأجيالا جئتَ فحررتَ العقولَ مِن العَمى حتى أتتْك الدنيا تستبقُ الخُطى والليلُ انبلجَ بصبحٍ مشرقٍ يا قائدَ الإصلاحِ كم عصفَ بكَ وقفَ التاريخُ أمامَك متحيرًا أتيتَ والخَلقُ في ظُلُمٍ وفي جهلٍ والناسُ قد ضاقوا ولم يتحمَّلوا ساروا وراءَ خرافاتٍ تُقيدُهمْ كان الكتابُ ممنوعًا ومُحتجبًا تركوا إيمانَهمُ القويمَ وهرولوا حسبوا صكوكًا للغفرانِ تحفظُهم وهناك مَنْ طلبَ الخلاصَ بجهدِهِ وكذلك مَنْ باعَ السماءَ كسلعةٍ ومحاكمُ التفتيشِ طاردتْ الورى رأوا في كلِ كتبِ العلمِ معصيًة لم ينجُ منهم عالمٌ أو مبدعٌ يا لوثرُ مَنْ كان مثلَكَ صادقًا أصبحتَ رمزًا للأمانةِ والتُقى أخرجتَ هذا العقلَ من ظلماتِهِ والعالمُ المَسبيُ قفزَ بفكرِكَ حتى غدا الإصلاحُ أعظمَ غايةٍ إنَ الحقيقةَ للبريةِ مطلبٌ خمسون عِقدًا قد مضتْ يا لوثرُ كان خلاصُ النفسِ أسمى قضيةٍ البارُ بالإيمانِ يحيا ودونَهُ ما كان مصدَرك الناسُ وما زعموا إنَ الكتابَ وحدَهُ نبراسُنا ويسوعُ وحدُهُ ربُنا ومسيحُنا وبالإيمانِ وحدِهِ نتبررُيا لوثرُ إنّا نعظمُ ذكرَكَ يمضي الزمانُ وكلُ فكرِ ينزوي قد كنتَ بشرًا لا ربًا ولا مَلكًا إنَّ رُحى الإصلاحِ لا تتوقفُ وإذا الكنيسةُ جددتْ من نفسِها يا ربُ هبنا إصلاحًا لأنفسنا |
إنَّ طريقَ الصعبِ ليس مُحالا ونزعتَ عنها الغيَّ والأغلالا والكونُ أقبلَ نحوكَ إقبالا وتغيّرَ وجهُ البسيطةِ حالا لكنْ سبقتَ في الصمودِ جبالا ليس لديه في وصفِكَ أقوالا الحقُ مستترٌ والشعبُ قد مَالا بل حملوا فوقَ الطاقةِ أثقالا وأحكَموا فوقَ بابِ العقلِ أقفالا فتخبطَ الشعبُ في الظلماتِ أجيالا خلفَ الخرافةِ قُطعانًا وجُهَّالا وتزيلُ عنهم أوزارًا وأحمالا ومَنْ ارتضى عن ثوبِ البرِ أسمالا هل يَرتجي ربُ السما أموالا لتَسجنَ الأفكارَ والآمالا وكلَ فكرٍ في الآدابِ بطَّالا بل ذاقَ عن إبداعِهِ أهوالا وأعلنَ الحقَ أقوالاً وأفعالا ورأينا فيك قدوةً ومِثالا وفتحتَ للفكرِ السديدِ مجالا على طريقِ النهضةِ أميالا وصالَ في كلِ البلادِ وجالا لكنها قد تُزعجُ الأطفالا ويظلُ فكرُكَ باقيًا فعَّالا فكيف يخلصُ مَنْ تمادى ضلالا ليس أمامَ الهالكين مَنالا بل الإلهُ وما في الوحي قد قالا قد فاقَ ما سطرَ الجميعُ كمالا ارتفع حقًا اسمُهُ وتعالى ومعهُ لسنا نرتجي أعمالاوأمام فكرِكَ ننحني إجلالا وفكرُك طالَ في الأرضِ ما طالا لكنَّكَ عشتَ الحياةَ نضالا تمضي تغيّرُ أفكارًا وأحوالا تبقى وإنْ ولّى الزمانُ وزالا وللكنائس والورى إجمالا |