قراءة في كتابات القس باقي صدقه
الهدى 1228 فبراير 2021
عدد خاص عن وداع القس باقي صدقه راعي الكنيسة الإنجيلية الأولى في أسيوط
الكاتب: الشيخ أشرف عدلي
وهب الله القس باقي صدقه مواهب كثيرة ومتنوعة وكما كان موهوبًا في الوعظ كان أيضًا موهوبًا في الكتابة والخطابة بدا الكتابة في مرحلة مبكرة من عمره منذ أربعينيات القرن الماضي في المجلات المسيحية (أجنحة النسور، الهدى، المساعي)وكانت كتاباته تملأ العقول أفكارًا ونرى فيها المسيحية الحقة كان عاشقًا للقراءة وترجم هذا العشق في الكتابة والترجمة، وتراجم القس باقي جزء لا يتجزأ من تاريخ حياته ومؤلفاته يمكن أن يقرأها كل أطياف الناس ومن أقواله وتعاليمه (خذ اقرأ واعط غيرك مجانًا) ومن أهم عاداته إهداء الكتب وما من أحد خرج من عنده إلا وفي يده مجموعة من الكتب مهداة من القس باقي
وله قرابة الثلاثون كتابًا ما بين المؤلف والمترجم أثرى بها المكتبة المسيحية ومن ترجماته (أسلوب يسوع في القيادة، الصليب والابن الضال، رسالتي كورنثوس، الصلاة هل تغير فكر إله، وغيرها)
ونتجول الأن في بعض من مؤلفاته
في كتاب معجزات الإيمان وهو عن حياة لليان تراشر وصدر عام 1959 ووصلت طبعاته إلى 14 طبعة وقال القس باقي في مقدمة الكتاب إنه كان يشفق على نفسه من كتابة هذا الكتاب وأنه شعر بالعجز والخوف لأنه كان يريد من الكتاب مجد الله أولًا وأخيرًا ويبدأ فصول الكتاب بتعريفنا بمن هى لليان تراشر أين ولدت؟ والأعمال التى كانت تقوم بها ثم الدعوة والقدوم إلى أسيوط في 1910/10/26 ويواصل القس باقي بتعريفنا بقصة ميلاد الملجأ والصعوبات والعراقيل التي وضعت أمام لليان حتى تم بناء الملجأ واسماه الكفاح المقدس وتتوالى فصول الكتاب ويبين لنا تعامل لليان مع أولاد وبنات الملجأ ثم يتحدث عن المعجزات التى تعامل بها الله مع لليان وتعتبر هذه المعجزات هى لب وجوهر الكتاب ويبين لنا أنه لا يستحيل على الرب شيء ويختتم الكتاب بقوله إن لليان مثل النور الذي يضيء في الظلمة.
وفي كتابه العشور أم الوكالة الصادر عام 1968 أجاب على سؤال أثار حيرة المسيحين في مسألة العطاء هل هي العشور أم هناك شيء آخر وقال إنه يجب علينا أن نلجأ إلى تعاليم الكتاب المقدس وهي من تحسم هذا الموضوع.
وفي الفصل الأول (العشور) يبدأ بسؤال هل توجد حقائق كتابية عن مبدأ العشور؟ ويبدأ بسرد ما هو مكتوب عنها في الكتاب المقدس وشرحها بداية من سفر التكوين وفريضة العشور في أرض الميعاد مرورًا برحلة تقديم العشور حتى ظهور المال في تقديم العشور وهل كان الله يقبل دائمًا العشور حتى يصل بنا إلى أنه لم يجد في كلمة الله كلمة أو اشارة تلزم المسيحى بأن يرتبط بنظام العشور ثم يطرح سؤال ماذا علينا أن نفعل؟ وهل هناك مقياس آخر للعطاء المسيحي؟ ويجيب على هذه الأسئلة في الفصل الثاني (الوكالة المسيحية) وهي أن المسيح أعطى نفسه لنا ولا يطلب العشر فقط لكنه يريد منا حياة مكرسة له حبًا وطوعًا وليس قسرًا وأن نقدم له أوقاتنا ووزناتنا وأموالنا وأن المسيحي وكيل عن الله في إدارة واستخدام ما اعطاه الله إياه.
وفي مجموعة من كتبه مثل (نداء الخاطر، خواطر حرة، إليك أنت، لا تضطرب قلوبكم، أنت وأصدقاءك … وأخرى) يكتب لنا جناب الوالد خواطر وتأملات عميقة في بعض ما ورد بالكتاب المقدس ومطابقة للحياة المعاصرة وتشتمل على موضوعات كثيرة ومختلفة لمساعدة المؤمن على فهم كلام واحداث الكتاب المقدس وتنادى إلى حياة الشكر والأمن والابتسام في قلب الاضطراب والألم.
وإن مات فإن كتاباته ومؤلفاته تتكلم بعد.
كاتب المقال: ش أشرف عدلي
مسؤول اللجنة الثقافية