كلمات وكلمات أكتوبر 2020
الهدى 1224 أكتوبر 2020
تعيش كنيستنا في هذه الأيام لحظات حرجة في تاريخها، فمملا شك فيه كانت أزمة جائحة الكورونا أزمة قاسية جدًا سواء على الرعاة وأسرهم أو القادة أو شعب الكنيسة، وها نحن نستعد للخروج من الأزمة وهناك احتمال أن تستمر الأزمة أكثر من ذلك أو تكون هنالك موجة جديدة، ولا نعرف ماذا سيكون في المستقبل.
من أكثر الأمور سلبية في هذه الأزمة الفراغ الذي لم يتعود عليه القساوسة والرعاة، هذا الفراغ أدى إلى عدة سلبيات قاتلة ومتوسطة الحجم وكارثية، ومن ضمن الكوارث كان التفكير في تغيير الكيان الاداري للكنيسة والذي أدى إلى صراع وانقسام، وأنا هنا لن أناقش هذا الأمر لكن فقط أريد التذكير بمفهوم الكنيسة كما هو مدون في الكتاب المقدس، ومن أجمل التعبيرات التي أطلقت على الكنيسة تعبير «المجتمع المسؤول»
يقول يسوع «كما أرسلتني إلى العالم أرسلتهم أنا إلى العالم» (يوحنا ١٧: ١٨ )، من هنا ندرك أن الرب يسوع لم يرد أن يفصلهم عن العالم المادي والاجتماعي والسياسي في الوقت الذى فيه يحفظهم من الشرير، والمعنى هنا أن مسؤوليتهم الأولى والأخيرة هي أن يتغير العالم من خلالهم، فهم الجماعة التي اختارها يسوع وأرسلها للعالم كما أرسله الآب، من هنا جاء تعبير «المجتمع المسؤول».
فهل فعلًا الكنيسة في مصر تمارس عملها كمجتمع مسؤول، أم أن الكنيسة صارت مؤسسة تشابه أي مؤسسة في العالم: مدرسة، بنك، مركز تجاري، بيت مسنين، حضانة أطفال، نادى… إلخ.
إن المفهوم الصحيح للمجتمع المسؤول هو أن عضو العائلة يشعر بالسعادة وهو يتألم لأجل أسرته ولأجل اسم الأخ الأكبر فيها لكي يحققوا رؤيته التي أصبحت رؤيتهم، إن أبناء الأسرة الواحدة، يعيشون نفس المعاناة ويقاسون نفس الألم، ولذلك يربط بولس الرسول بين آلام المسيح وآلامه من ناحية وبين آلام المسيح وآلام المجتمع المسئول من الناحية الأخرى، وهو نفس الجهاد الذي عاناه في كنيسة فيلبى ورآه أهل فيلبى، وهم يجاهدون نفس الجهاد ويعيشون نفس الآلام، فالآلام الواحدة تصهر أعضاء الأسرة معًا.
فهل هذا هو الحادث والواقع في الكنيسة الإنجيلية المشيخية في مصر في هذا الزمان والمكان، في عصر الكورونا عام ٢٠٢٠م؟ إنه السؤال الذي يجب أن نجيب عليه بصدق وبدون مواربة.
خبرة رعوية
كانت المشكلة الأولى التي صادفت الراعي في القرية التي قام مجمع ملوى بتعيينه فيها، هو انقسام الكنيسة قبل وصوله بعدة سنوات قليلة تُعد على أصابع اليد الواحدة، والمشكلة الصعبة هي أن العائلة التي أسست الكنيسة كانت عائلة واحدة لها جذور واحدة، أي جد واحد، وهذا الجذر أنجب أخوة وهؤلاء الإخوة انقسموا إلى فريقين، والانقسام في الريف عادة يكون على من الذى يقود؟ كان هناك من الجيل الثالث بعد المؤسس للعائلة والكنيسة إثنان فقط تعلما تعليمًا عاليًا، وكانا مدرسين ثانوي أبناء عمومة، في هذه الحالة اختلفا الأستاذان، وعادة عندما تبحث في الريف عن السبب لا تجد سببًا حقيقيًا تمسكه بيدك أو تستوعبه بذهنك، لذلك يخطر على بالك مباشرة أنها منافسة بين الأستاذين لقيادة الأسرة أو الكنيسة من المتعَّلمين، من هنا ولأن الكنيسة كمكان وأرض كانت تنتمى إلى جد أستاذ قائد محنك وقوى، قام الأستاذ الآخر ابن العم باستقطاب إخوته وقرر بناء كنيسة موازية، وبالطبع لم تكن مشيخية لكنها لم تكن أيضًا أرثوذكسية وهذا يدل على ذكاء، لأن المشيخية ونهضة القداسة هم الأكثر قربًا لبعضهما، وأن تدخلت الأرثوذكسية في مشكلة مثل هذه يكون في منتهى الخطورة على الكنيسة المصلحة (المشيخية ونهضة القداسة)، وهذا التفكير هو الذى حفظ العائلة الكبرى متقاربة رغم الانقسام حتى يومنا هذا، إلا أن وصول الراعي المشيخي بعد الانقسام بسنوات قليلة، حيث كان الخلاف بين أولاد العم على أشده، طلب منه المسؤول الأول عن الكنيسة المشيخية ألا يزور الذين انقسموا وألا يعظ في الكنيسة الأخرى… إلخ، تفهم الراعي الموقف، وكانت كنيسة الإصلاح يدعون لها خادم كل يوم أحد من البلدان القريبة أو من أقرب مركز للبلدة. مع الوقت بدأ الراعي في زيارة رعية الكنيسة الأخرى وبناء علاقات مع شبابهم، خاصة أن هناك نَّسب بين أعضاء الكنيستين، فمثلًا رجل من الكنيسة المشيخية وقائد بها يتزوج من قائدة في الكنيسة الأخرى أو العكس، هذا فضلًا عن الأطفال الذين يحضرون هنا وهناك… إلخ وبالطبع لا يستطيع أحد أن يمنعهم، وكانت المشكلة على أشدها بين الرأسين للعائلتين وكلما هبطنا لأسفل ازداد التقارب، وفجأة توفي أحد الرأسين.
حكاية لاهوتية
كان الأستاذ يريد أن يتحدث مع تلاميذه عن معنى الحياة « أتيت لتكون لكم حياة وليكن لكم أفضل « وفي ترجمة أخرى « لتكون لكم حياة أفضل حياة «فأمسك بزجاجة النبيذ الذي يُستخدم في المائدة ورفعها لأعلى ثم وضعها أمامه، وقال ما هذه؟
تقدم التلاميذ واتجه البعض منهم إلى الورقة الملتصقة وقرأ اسم المُنَتج، والبعض الآخر تذوق ما بداخلها وقال نبيذ وجاء ثالث قائلًا: مجرد زجاجة
بعد جلوسهم في أماكنهم قال أحكي لكم عن بوذا الفيلسوف والمعلم الهندي:
أمسك بوذا يومًا زهرة ورفعها أمام تلاميذه، وطلب من تلاميذه أن يعبر كل واحد منهم عن رد فعله للزهرة.
صمتوا للحظة ثم بدأوا في الحديث الواحد بعد الآخر.
الأول ألقى تأملًا فلسفيًا عن سبب وجود الزهرة في حياتنا، والآخر قال بيت شعر يعبر عن جمال الزهرة والثالث قال مثلًا دارجًا عن الزهور، كل واحد أراد أن يقدم فكرة أعمق عن الآخر.
أمسك الأستاذ الزهرة نظر إليها وابتسم ووضعها أمامه ولم ينطق بكلمة.
ثم أخذ الأستاذ يلملم وأوراقه وهم ليتحرك، أمسك الزهرة بعناية شديدة، نظر إليها بحب ومضى.
صرخ التلاميذ ماذا تريد أن تقول؟!
ابتسم ابتسامة عريضة وتركهم وخرج: قال أحدهم: أظن أن الأستاذ أراد أن يقول للإجابة على سؤال: ماهي أو ما معنى الحياة؟ لا يعني كيف تصف الحياة شعرًا أو رسمًا أو مثلًا ببساطة شديدة الحياة تُعاش ولا توصف.
مختارات
أنا يوسف يا أبى
أنت سميتني يوسفًا
وهم أوقعوني في الجب، واتهموا
الذئب
الذئب أرحم من إخوتي…
أبت! هل جنيت على أحد عندما
قلت أنى:
رأيت أحد عشر كوكبا، والشمس
والقمر، رأيتهم لي ساجدين؟
محمود درويش
صلاة قلم:
يا رب، أتكلم وأصرخ إليك
ألوذ إليك بأن لا تلمسني يدٌ جافية
ويستخدمني عقل غبي
أو روح ضال،
وهبني يا رب، إلى مَن إليك يكتب، وعليك يُدَل
مفكر معاصر
خلق الله الناس من ماء وطين
بعضهم غلب ماؤه طينه، فصار نهرًا
وبعضهم غلب طينه ماءَه، فصار حجرًا
مفكر معاصر
اللسان ليس له عظام:
فعجبًا !! كيف يجبر بعض القلوب
وعجبًا!! كيف يقتل بعض القلوب
وعجبًا!! كيف ينير به الله الدروب
فبلسانك ترتقي
وبلسانك تحترم
منقول