القس باقي صدقه والمستوصف الخيري
الهدى 1228 فبراير 2021
عدد خاص عن وداع القس باقي صدقه راعي الكنيسة الإنجيلية الأولى في أسيوط
الكاتب: الشيخ سمير فهمي
كانت فكرة المستوصف الخيري فكرة نابعة من احتياج فعلي للحي الذي تقع في نطاقه الكنيسة، وجاءت الفكرة للقس باقي وقد عززها وشجعها الراحل د. القس صموئيل حبيب الذي أوجد لها سندًا قانونيًا وتبَّعها لجمعية خدمية في مدينة نصر.
بدأ العمل بالمستوصف في مايو 1983 بحجرتين وصالة استقبال واستخدم الرب الدكتور جورج في تخصص الباطنة والأطفال والدكتورة سامية توفيق في تخصص نساء وخلال شهر كان عدد المرضى المترددين على المستوصف 68 مريضًا. والآن نشكر الله ان عدد الاطباء العاملين معنا حاليًا يتجاوز 45 طبيبًا وطاقم من التمريض والإداريين والعاملين وعدد المرضى تجاوز 75 ألف مريض سنويًا
كان القس باقي يجلس مع الأطباء ويشجعهم حتى لا يُحبطوا من قلة أعداد المرضى وبدأ الأمر بتحسن عدد المرضى، وتزايدت الأعداد حتى استلزم وجود معمل تحاليل ثم توالت التخصصات الطبية المطلوبة وكان هناك زيارات للمرضي المحتاجين إلى متابعة يوم الخميس من كل اسبوع للصلاة والاطمئنان عليهم الامر الذي كان له تاثير كبير في نفوس المترددين على المستوصف وكان دكتور شادي و الشيخ زكي أبادير هما القائمين بهذه الخدمة
يُقدم المستوصف خدمته لجميع المترددين وطالبي الخدمة الطبية، دون تفرقة بين شخص وآخر، متخذًا في الاعتبار أن الخدمة العلاجية والطبية، ما هي إلا نوعًا من تقديم الرسالة المسيحيّة، كنموذج الطبيب الأعظم.
ومنذ افتتاح المستوصف، لم يغلق إلا في حالات الصيانة الضرورية، ولكنه استمر يقدم الخدمة بدون توقف حتى وقت انتشار وباء الكورونا، وكم من شهادات يمكن تقديمها عن المستوصف وتأثيره في نفوس جميع مَن تعاملوا وتلقوا الخدمة الطبية من خلاله.
طوال هذه المدة 37 سنة كانت الرعاية والعناية ومساعدة المحتاجين من الراحل القس باقي صدقة. ونحن على الدرب سائرون بمعونة الله وارشاد الروح القدس للكنيسة وإدارة المستوصف.
كاتب المقال: الشيخ سمير فهمي
مسؤول لجنة المستوصف.