لماذا أؤمن؟
الهدى 1218 فبراير 2020
«لأن اليهود يسألون آيةً واليونانيين يطلبون حكمةً، ولكننا نحن نكرز بالمسيح مصلوباً لليهود عثرةً ولليونانيين جهالةً، وأما للمدعوين يهوداً ويونانيين فبالمسيح قوة الله وحكمة الله، لأن جهالة الله أحكم من الناس وضعف الله أقوى من الناس» (1كورنثوس 1: 22 – 2: 8).
«فانظروا دعوتكم أيها الإخوة أن ليس كثيرون حكماء حسب الجسد، ليس كثيرون أقوياء، ليس كثيرون شرفاء، بل اختار الله جهال العالم ليُخزي الحكماء، واختار الله ضعفاء العالم ليُخزي الأقوياء، واختار الله أدنياء العالم والمزدرى وغير الموجود ليبطل الموجود، لكي لا يفتخر كل ذي جسدٍ أمامه، ومنه أنتم بالمسيح يسوع الذي صار لنا حكمةً من الله وبرًّا وقداسةً وفداءً حتى كما هو مكتوب من افتخر فليفتخر بالرب”.
“وأنا لما أتيت إليكم أيها الإخوة أتيت ليس بسمو الكلام أو الحكمة منادياً لكم بشهادة الله. لأني لم أعزم أن أعرف شيئاً بينكم إلا يسوع المسيح وإياه مصلوباً، وأنا كنت عندكم في ضعفٍ وخوفٍ ورعدةٍ كثيرة، وكلامي وكرازتي لم يكونا بكلام الحكمة الإنسانية المقنع، بل ببرهان الروح والقوة لكي لا يكون إيمانكم بحكمة الناس بل بقوة الله”.
“لكننا نتكلم بحكمةٍ بين الكاملين، ولكن بحكمةٍ ليست من هذا الدهر ولا من عظماء هذا الدهر الذين يُبطَلون، بل نتكلم بحكمة الله في سرٍّ، الحكمة المكتومة التي سبق الله فعينها قبل الدهور لمجدنا، التي لم يعلمها أحدٌ من عظماء هذا الدهر، لأن لو عرفوا لما صلبوا رب المجد”.
لماذا أؤمن؟ وعندما طُلب مني أن أتكلم عن هذا الموضوع جاءني العنوان غريباً، ولكن حضرة الراعي وهو يذكرني بهذا العنوان كرره مرةً ومراتٍ لكي يرسخ في ذهني، لماذا أؤمن؟ وكأنه خاف أن يكون العنوان لماذا نؤمن أو لماذا يؤمنون أو لماذا تؤمن أو لماذا تؤمنون؟ لكن العنوان بصيغة المتكلم الفرد لماذا أؤمن، وخشيت أن يكون القصد أن يكون المطلوب أن أتحدث عن نفسي وأنا واقفٌ بينكم وأسأل نفسي وأجيب وأقول لنفسي لماذا أؤمن؟ مع أن السؤال، هذا السؤال لم يخطر في بالي كل أيام حياتي، لم أسأل نفسي سؤالاً كهذا، لم أقل لنفسي يوماً لماذا أؤمن لأني أرى الآن، وعندما أتكلم عن هذا الموضوع الذي لم أسأل نفسي به قط، أرى أنه سلبي لا إيجابي، ومع أنه خالٍ من أداة النفي لا ولم ولن فهو في صيغته الإيجابية الجوابية إيجابي، لكن في صيغته السؤالية سلبي، لماذا أؤمن بمعنى لماذا لا أشك، السؤال في صيغته السؤالية سلبي، لماذا لا أشك؟ لماذا لا أكفر؟ لماذا لا أكذب؟ لأن الإيمان هو التصديق، والإيمان هو الابتعاد عن الشك، والإيمان هو نكران الريب، فلا شك ولا ارتياب ولا تكذيب في الإيمان.
لماذا لا أشك، لماذا لا أكذب، لماذا لا أرتاب، وكأنني في ذلك أضع نفسي في موقف الشك والارتياب والتكذيب والكفران. وهل أعيش هكذا شاكاً، مرتاباً، كاذباً، كافراً حتى أقول لماذا أؤمن؟ وحياةٌ مثل هذه ماذا يكون موقفها لإنسانٍ كافرٍ، لإنسانٍ لا يؤمن، لإنسانٍ لا يصدق، الإنسانٍ يشك دائماً ويرتاب من كل الأشياء، كيف يعيش؟ كيف يتقدم وكيف يسير؟ الخوف يتملكه، والانزعاج يتسلطٌ عليه، يعيش قلقاً خائفاً مرتاباً في كل شيء، والنتيجة أنه لا يتقدم خطوةٌ واحدةٌ، والذي يقف ولا يتقدم فمن طبيعة الحال يرجع إلى الوراء ويسير سيراً منقلباً وينحدر إلى هاويةٍ سحيقةٍ، لذلك يقول الرسول: “إذا أنسى ما هو وراء وأمتد إلى ما هو قدام”، والقلِق والمرتاب والشاك والكافر لا يمكن أن يخطو خطوةً إلى الأمام فيعود إلى الوراء ويصل إلى دركات الهاوية.
أما السؤال: لماذا أؤمن؟ فيعطينا فرصةً للبحث عن الإيمان، والإيمان بالخبر، يأتينا الخبر فنصدق، فهل نقول لماذا نصدق؟ وهل نكذِّب، وهل نعيش مكذِّبين كل شيءٍ فلا نصدق شيئاً، ليست هذه حياة الإيمان. الإيمان له علاقة ثلاثية قالها الرسول: “وأما الآن فليثبت الإيمان والرجاء والمحبة”، هذه الثلاثية فلتثبت، وهل نعرف مركز الإيمان بين هذه الثلاثية بالنسبة إلى الرجاء وبالنسبة إلى المحبة؟
أما نسبة الإيمان إلى الرجاء فيقول الرسول: “الإيمان هو الثقة بما يُرجى” ثقةٌ بما يُرجى هذا هو الإيمان “والإيقان بأمورٍ لا تُرى”، فلأجل الرجاء يجب أن نؤمن لنبني نفوسنا على الرجاء، وحياةٌ بلا رجاء حياةٌ فاشلةٌ. إنسانٌ بلا رجاء كيف يعيش؟ والرجاء هو أساس التقدم والسعي والمكافحة في كل الأشياء على الرجاء، وحياةٌ بلا رجاء حياةٌ فاشلة، لذلك يقول الرسول في موضعٍ آخر: “الرجاء المنظور ليس رجاءٌ، لأن ما ينظره أحدٌ كيف يرجوه أيضاً، ولكن إن كنا نرجو ما لسنا ننظره فإننا نتوقعه بالصبر”، وهنا يأتي الصبر أيضاً صبر الرجاء موقوفٌ على قوة الإيمان، “والإيمان هو الثقة بما يُرجى”، الثقة والإيمان أمورٌ جديرةٌ بالتمسك أن نكون في ثقة، أن نكون في إيقان، لانعيش في شكٍّ وبلا إيمان.
أما علاقة الإيمان بالمحبة فيقول الرسول: “الإيمان العامل بالمحبة”، فالمحبة التي لا تصدر عن عمل الإيمان ليست محبة، لا محبة حقيقية بل محبة قوية منسكبة من الروح القدس المُعطى لنا الذي نناله بالإيمان، فإذا فقدنا الإيمان فقدنا المحبة، وكيف يعيش الإنسان بلا محبة؟ وكيف يعيش الإنسان مع أخيه الإنسان بلا محبة؟ وكيف يعيش العالم بلا محبة؟ وكيف يعيش الأخ مع أخيه بلا محبة؟ إذ بلا محبة يصير العالم جحيماً فالإيمان في هذه الثلاثية لا بد منه.
فإذا سألت لماذا أؤمن؟ فلكي أرجو ولكي أحب لأننا بدون إيمان لا رجاء لنا ولا محبة.
وهناك ثلاثية أخرى هي: اليهودي، اليوناني، المدعو، ثلاث فئات من الناس: اليهودي رجل الدين، اليوناني رجل العلم والفلسفة، المدعو من الله مختاراً للحياة الأبدية. اليهودي يقول: “يسأل آيةٌ” يقول أرني، أرني فأؤمن، اليوناني يقول: “يطلب حكمةً” يقول: أية فلسفة أي منطق أرني علمني، علمني بالفلسفة، علمني بالمنطق، علمني بالحكمة العالمية، علمني فأفهم وأدرك. فاليهودي يقول: أريد أن أرى بعيني، واليوناني يريد أن يقول: لأفهم أرني فأفهم بالعلم والفلسفة والحكمة. أما المدعو فماذا يقول؟ وهنا السؤال الخطير، المدعو من الله ماذا يقول؟، والرسول جمع كل هؤلاء الثلاثة قائلاً: “اليهود يسألون آيةً واليونانيون يطلبون حكمةً ولكننا نحن نكرز بالمسيح مصلوباً لليهود عثرةً ولليونانيين جهالةً، أما للمدعوين يهودًا ويونانيين فبالمسيح قوة الله وحكمة الله”.
اليهود يسألون آيةً، قالوا للسيد المسيح: “أية آية تصنع لنرى ونؤمن بك ماذا تعمل” ماذا ترينا لكي نؤمن، مع أنه عمل بينهم آياتٍ وعجائب كثيرة لكن في فكرهم آيةً معينة خاصة جسدية. قالوا هذا القول في مناسبة، مناسبة إشباع خمسة الآلاف رجل ما عدا النساء والأطفال بخمسة خبزاتٍ وسمكتين وفضل من الآكلين اثنتي عشر قفةٍ من الكسر فقالوا هذا هو النبي هلم نجعله ملكاً فابتعد السيد عن هذا الأمر وقال لهم: “أنتم تطلبونني ليس لأنكم رأيتم آياتٍ بل لأنكم أكلتم من الخبز فشبعتم”، “إلههم بطنهم ومجدهم في خزيهم” وهم أعداء صليب المسيح، ولذلك عند الصليب كانوا يقولون له يا ناقض الهيكل وبانيه في ثلاثة أيام “خلص نفسك وانزل” فنرى ونؤمن، أعداء صليب المسيح، هذا هو اليهودي.
أما اليوناني فنسمع الرسول يتكلم في آريوس باغوس في السوق اليوناني في أثينا عن القيامة، قيامة يسوع فيقولون عنه هذا المهذار ماذا يقول هذا المهذار؟ لماذا يتكلم هكذا؟ لماذا يهذر بكلامه، هذا مهذار فلا تسمعوا له لأنه لا يتكلم بالفلسفة اليونانية ولا بالحكمة اليونانية، لذلك يقوللهم: “اليوناني يطلب حكمةً”، “أما أنا فلم أعزم أن أعرف بينكم إلا يسوع المسيح وإياه مصلوباً” لأن “كلامي وكرازتي لم يكونا بكلام الحكمة الإنسانية المقنع بل ببرهان الروح والقوة”، لا المقنع بالعقل والمنطق والحكمة بل بالروح والقوة، لا أشياء منطقية ولا أشياء عقلية ولا بياناً فلسفياً، فاليوناني يعيش بالبيان، واليهودي يعيش بالعيان.
أما المدعوُّ، وأما نحن يقول الرسول: “ولكننا نحن نكرز بالمسيح مصلوباً لليهود عثرةً ولليونانيين جهالةً، وأما للمدعوين يهوداً ويونانيين فبالمسيح قوة الله وحكمة الله”. من أي من كان على الأرض ولو من البرابرة، المدعوُّ من أربع رياح الأرض، من كل أمةٍ تحت السماء، “من كل أمةٍ وقبيلةٍ ولسانٍ وشعبٍ” المدعوُّ “فبالمسيح مصلوباً قوة الله وحكمة الله”. هذه هي الحكمة التي قال عنها: “لكننا نتكلم بحكمة الله في سر، الحكمة المكتومة” منذ الدهور منذ تأسيس العالم الحكمة المكتومة “التي سبق الله فعينها قبل الدهور لمجدنا، التي لم يعلمها أحدٌ من عظماء هذا الدهر لأن لو عرفوا لما صلبوا رب المجد”، وأخشى أن نكون قائلين لماذا أؤمن؟ أو لماذا نؤمن أن نصلب رب المجد.
وماذا يجيب السيد المسيح بالوحي المقدس عن هذين الأمرين لليهودي بالعيان ولليوناني بالبيان، وهل يقف عند قبر لعازر ونسمع كلمة المجد الخارجة من فم رب المجد: “ارفعوا الحجر”، “لا يا سيد قد أنتن له أربعة أيام” قد أنتن، لا ترفعوا الحجر كيف نشم رائحة كريهة من أخي الحبيب فانتهرها السيد قائلاً: “ألم أقل لك إن آمنت ترين مجد الله” هل نرى لنؤمن؟ أو نؤمن لنرى؟
فإن كنت أقول لنفسي لماذا أؤمن؟ يأتيني الجواب آمن لترى، وهي كلمة بعيدة جداً عن التصور، لأنها ليست من تفكير البشر بل من السماء، آمن لترى. وأين هو مجد الله؟ هل نذكر أن الأختين أرسلتا إلى السيد وشقيقهما في شدة المرض ليأتِ وليشفي أخاهما فلم يأتِ ولكنه قال، هل نسمع القول: “هذا المرض ليس للموت بل لأجل مجد الله ليتمجد ابن الله” فلم يدركوا شيئاً وبخاصةٍ فقد مات الشقيق العزيز ودُفن وله أربعة أيام، لم يدركوا الكلمة: “هذا المرض ليس للموت بل لأجل مجد الله ليتمجد ابن الله به”، وفي اليوم الرابع ذهب يسوع إلى المدينة وخرجت مرثا لتقابله وبادرته بالقول: “لو كنت ههنا لم يمت أخي” أجابها بالقول: “سيقوم أخوكِ” قالت له: “أنا أعلم أنه سيقوم في القيامة في اليوم الأخير” أنا أعلم ذلك، قال لها: “أنا هو القيامة والحياة من آمن بي ولو مات فسيحيا، وكل من كان حياً وآمن بي فلن يموت إلى الأبد، أتؤمنين بهذا. قالت له نعم يا سيد قد آمنت أنك أنت المسيح ابن الله الآتي إلى العالم”، وأخشى ألا تكون قد آمنت لأنها بعد ذلك وعند القبر قالت له: “يا سيد قد أنتن لأن له أربعة أيام، فقال لها يسوع ألم أقل لك إن آمنت ترين مجد الله”.
هل نرى لنؤمن أو نؤمن لنرى، فالقضية معكوسة، أؤمن لأرى لا أرى لأؤمن، لا أرنا لنؤمن بل آمن لترى.
هل نريد أن نفهم بالمنطق والفلسفة والبيان والعلم، فبالوحي يقول الرسول بولس: “بالإيمان نفهم”، كلمة صريحة لا نفهم لنؤمن بل نؤمن لنفهم، كما أننا نؤمن لنرى، نؤمن لنفهم، “بالإيمان نفهم أن العالمين أتقنت بكلمة الله” من البدء “في البدء خلق الله السموات والأرض” حيث لا نرى العلماء والفلاسفة، حيث العلم والفلسفة يذهبان مذاهب شتى في هذا الأمر البعيد، وحيث لم يره إنسان فقد عُمل هذا الأمر قبل القيامة “بالإيمان نفهم أن العالمين أتقنت بكلمة الله (في ستة أيام ، بكلمة الله) حتى لم يتكون ما يُرى مما هو ظاهر” ما يُرى من الكائنات تكوَّن من أي شيء؟ تكوَّن من لا شيء، “على وجه الغمر (الأرض) ظلمة” ظلامٌ وتيهٌ وخرابٌ، ظلمةٌ دامسة، ومن هذا التيه والخراب والتشويش، ومن هذا الغمر المائي المكسو بالظلمة، مما لا يُرى تكون ما يُرى، “بالإيمان نفهم أن العالمين أُتقنت بكلمة الله” بالإيمان نفهم، “إن آمنت ترين مجد الله”، نؤمن لنرى، أؤمن لأرى، وطوبى لمن؟ “طوبى للذين آمنوا ولم يروا”، من كان إيمانهم مبنيٌّ لا على النظر ولا ما يُفهم بل مبنيٌّ على قوة الله وكلمة الله ولو كانت الصليب.
لماذا نؤمن؟ لماذا أؤمن؟ ولا أريد أن أقول لنفسي هذا السؤال ولا أسأله لنفسي لأنه يدل على الشك وعدم الإيمان وعلى التشويش، ولكن لماذا أؤمن؟ يقول لي السيد آمن، آمن كما قال لآدم “من كل شجر الجنة تأكل أكلاً وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها لأنك يوم تأكل منها موتاً تموت” ولكن جاء الشيطان وقال: “أحقاً قال الله” أحقاً قال، حقاً قال آمن، “أنتم تؤمنون بالله فآمنوا بي”، فأؤمن لأنه قال: آمن دون سؤال ولا تفتيش ولا تفكير وابتعد عن الكفر، وابتعد عن الشك، بالإيمان صدِّق تُرحم، صدِّق تنال، صدِّق تعيش، صدِّق تسير، ابتعد عن الشك وعن كل شيء لئلا يأتي ذلك العدو الألد التنين الأحمر.
آمن لترى، آمن فترى، آمن فتخلص، وهل الإيمان موقوفٌ على الخلاص؟ وما هي علاقة الخلاص بالإيمان؟ يظهر لي أن هذه النقطة مخفيةٌ عن العيون، وهي مخفيةٌ دائماً عن الإنسان، مخفيةٌ عن سؤال اليهودي وعن طلب اليوناني، بعيدةٌ عن السؤال والطلب، آمن فتخلص، هل ندرك علاقة الإيمان بالخلاص؟ إذا كنا نؤمن لنخلص هذا معناه أن إيماني أعطاني الخلاص، هذا بعيد عن الحق، وإلا تكون لي يدٌ في الخلاص، يقول لي آمن فتخلص، فهل يعني ذلك إنه إن آمنت لذلك أخلص، ولا بد أن أخلص، هذا كلام الشيطان.
هل نؤمن لنخلص؟ وكيف نخلص؟ بالحسبان المتعلق بالإيمان، مكتوب: “آمن إبراهيم بالرب” هل نعرف ما يأتي بعد ذلك؟ “فحسبه له براً” بالحسبان لا بالاستحقاق، ولا كأنه عملٌ من أعمال الإنسان بل بالحسبان، الله حسب الإيمان لإبراهيم براً، برره عن طريق الحسبان، حسبان الإيمان، ولو لم يحسب الله الإيمان براً لما كانت هناك علاقة بين الإيمان والخلاص، فإذ قال: آمن فتخلص، أي آمن فيُحسب لك الإيمان براً.
البر هو بر المسيح الذي “أكمل كل برٍ” يُحسب لك البر، بر المسيح، بالإيمان، لذلك تقول الآية: “بالنعمة”، نعمة، النعمة من الله، والنعمة هبة مجانية “بالنعمة أنتم مُخلَّصون” ولا نقول بالإيمان كأنه شيءٌ خاصٌ بنا، لا يقول بالإيمان أنتم مُخلصون بل “بالنعمة أنتم مُخلصون بالإيمان”، نخلص بالنعمة أي يُحسب لنا الخلاص على سبيل الإيمان بالنعمة.
إذاً النعمة جعلت الخلاص عن طريق الإيمان لا عن طريق الأعمال “بالنعمة أنتم مُخلصون بالإيمان وذلك ليس منكم هو عطية الله، ليس من أعمالٍ كي لا يفتخر أحد، لأننا نحن عمله مخلوقين في المسيح” خليقة جديدة بنعمة الروح القدس وقوة الروح القدس “مخلوقين في المسيح يسوع لأعمالٍ صالحة قد سبق الله فأعدها لكي نسلك فيها” فالكل منه وإليه يرجع بالنعمة.
آمن ترى، آمن تفهم، آمن تخلص، آمن فيتم الرجاء، آمن فتكمُل المحبة، آمن ترى، آمن تفهم، آمن تخلص.
عظة قدَّمها القس غبريال رزق الله الفجالة 6 /12/1974.