أسرة

ماذا تفعل لتساعد طفلك أن يشعر بالحب؟ (1)

الهدى 1212                                                                                                                              أغسطس 2019

بقلم: جاري تشابمان

كان أحد طالبي مشورتي في عمر الثالثة عشرة فقط عندما هرب من البيت، وقد أخبرني: «والداي لا يحبانني. هما يحبان أخي، لكنهما لا يحبانني.» كنت أعرف والدي هذا الصبي، وأعرف أنهما يحبانه، لكن من الواضح أنه شعر بانقطاع الاتصال بهما.
معظم الآباء والأمهات يحبون أولادهم، ومع ذلك كثير من الأبناء لا يشعرون بهذا الحب. أحد الأسباب المحتملة لذلك أن الوالدين لا «يتكلمان» لغة الحب الأولى عند ابنهما أو ابنتهما. يمكن التعبير عن الحب وقبوله بخمس طرق أو «لغات» مختلفة، وهي تتضمن كلمات التشجيع، الوقت المتميز، أعمال الخدمة، الهدايا، واللمسات الجسدية. إذا لم يتحدث الوالدان اللغة الصحيحة التي يفهمها الطفل، فعلى الأرجح لن يشعر بالحب، حتى وإن تحدّثا بلغات الحب الأخرى.
رغم أن لغة الحب عند الطفل لا تتغيّر، فإنه بحلول سنوات المراهقة قد تتغيّر «لهجة» هذه اللغة. فيما يلي كيف تكتشف لغة أو لهجة الحب عند طفلك في كل مرحلة من مراحل نضوجه.
السنوات الست الأولى
معظم الآباء والأمهات يكرسون حياتهم بالكامل لتسديد الاحتياجات الجسدية لأبنائهم الصغار، ومع ذلك قد لا يفكرون بنفس القدر في الاحتياجات النفسية للطفل.. إحدى الاحتياجات الضرورية لصحة الطفل هو أن يشعر بالحب. السنوات الست الأولى في غاية الأهمية من حيث تسديد هذا الاحتياج النفسي.
في المراحل المبكرة يجب على الوالدين أن يتحدثا اللغات الخمس كلها.
اللمسات الجسدية هي اللغة الأكثر تلقائية بالنسبة للوالدين، فإنه أمر غريزي تقريبًا عندما يضم الوالدان ويحتضنان أطفالهما الصغار. كل الأبحاث تكشف أن الأطفال الذين يحصلون على لمسة حانية في هذه المراحل الحياتية يتمتعون بصحة نفسية أكثر من الأطفال الذين حصلوا على القليل من هذه اللمسات.
أعمال الخدمة هي إحدى لغات الحب التي لابد أن تتحدثها حتى يواصل طفلك الحياة. عندما يكون طفلك رضيعًا، أنت تغذيه وتنطفه وتغير له ملابسه. وبينما ينمو، أنت تخدمه بأن تعرضه لأشياء يمكنه أن يراها ويلمسها ويتذوقها ويشمها ويسمعها. أنت تفعل له أشياء لا يستطيع أن يفعلها لنفسه.
الوقت المتميز يصبح هامًا بينما يكبر الطفل. هذا يحدث عندما تصبح قراءة القصص وهو جالس على حِجرك شيئًا هادفًا وله معنى كبير. كما أن الاشتراك معه في ألعاب مناسبة لمرحلته العمرية توصل له أنك تحبه. أنت تقدّم لطفلك انتباهك الكامل، ولا شيء أهم من ذلك بالنسبة له.
تقديم الهدايا يمثل مفهومًا يبدأ الصغار في فهمه في عمر الرابعة. عندما تغلف هدية، فهذا أمر مثير جدًا لطفلك الصغير. هذا يوفر فرصة ليتعلّم طفلك أن يعبّر عن امتنانه بعد الحصول على هدية.
كلمات التشجيع تؤدي إلى تشجيع الطفل الصغير وإلهامه. عندما تمدح جهده في تعلُّم المشي فهذا يمنحه تحفيزًا ليقوم ويحاول من جديد. عندما يبدأ طفلك محاولاته الأولى في القراءة، تشجيعك له يمنحه الثقة بالنفس في مواصلة التعلُّم.
اكتشف لغة الحب لدى طفلك
بينما تتحدث كل اللغات الخمس للحب مع طفلك، لاحظ كيف يتجاوب معك. ومن خلال رد فعله، بوسعك أن تبدأ في ملاحظة لغة الحب الأولى عنده بحلول عمر الرابعة.
عندما كان ابني في هذا العمر، اعتاد أن يجري نحو الباب ويبدأ في التسلق على رجلي بمجرد أن أدخل من الباب، وعندما أجلس كان يظل في حِجري.. كانت لغة الحب عنده هي اللمسات الجسدية. ابنتي لم تفعل هذا أبدًا؛ بل اعتادت أن تقول: «ادخل إلى حجرتي يا بابا. أريد أن أريك شيئًا.» كان الوقت المتميز هو لغة الحب الأولى لديها.
الهدف هو أن تقدِّم لطفلك جرعات عالية من لغة الحب الأولى لديه، وفي نفس الوقت اللغات الأربع الأخرى بدرجات متفاوتة. هذا يعلّم الطفل كيف يستقبل الحب ويقدمه بكل اللغات الخمس.
http://www.focusonthefamily.me

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى