ماذا تفعل لتساعد طفلك أن يشعر بالحب؟ (3)
الهدى 1215-1216 نوفمبر وديسمبر 2019
بقلم: جاري تشابمان
كان أحد طالبي مشورتي في عمر الثالثة عشرة فقط عندما هرب من البيت، وقد أخبرني: «والداي لا يحبانني. هما يحبان أخي، لكنهما لا يحبانني.» كنت أعرف والدي هذا الصبي، وأعرف أنهما يحبانه، لكن من الواضح أنه شعر بانقطاع الاتصال بهما.
سنوات المراهقة
أخبرتني إحدى الأمهات: «أعرف أن لغة الحب عند ابنتي هي الوقت المتميز؛ فهي كطفلة كانت تحب أن تلعب معي، واعتدنا الذهاب للتسوق سويًا. الآن بعد أن أصبحت مراهقة، لم تعد تهتم بفعل هذه الأمور معي. هل تغيّرت لغة الحب لديها؟»
كثيرًا ما يسأل الآباء والأمهات هذا السؤال عن أبنائهم المراهقين. والإجابة هي: لا، لكن طريقتك في توصيل لغة الحب الخاصة بأبنائك قد تحتاج إلى تعديلات طفيفة. ربما تحتاج إلى تعلُّم «لهجات» جديدة من لغة الحب الخاصة بأبنائك المراهقين.
يمر المراهقون بتغيرات جسمانية وعاطفية وعقلية هائلة. وحتى إذا تحدثت معه بلغة الحب لديه عندما كان أصغر، فقد يتراجع عنها عندما يصبح مراهقًا؛ لأنه يعتقد أن طريقتك السابقة في التعبير عن الحب تبدو الآن صبيانية. تظل على الأرجح لغة الحب الأولى لديه كما هي، لكن ربما لم يعد «يسمع» أو «يتحدث» هذه اللغة بنفس الطريقة التي اعتاد عليها.. اللهجة فقط تغيّرت.
بوسع الأم أن تحضن ابنها أو ابنتها في عمر العاشرة بعد مباراته، ويشعر بالحب. لكن بعد ثلاث أو أربع سنوات، قد لا يبدو الحضن مريحًا بالنسبة له.. إنه لا يزال يحتاج إلى اللمسة الجسدية، لكن ليس بالضرورة أمام زملائه في الفريق.
تتأرجح عواطف المراهق في استجابته لما يحدث حوله.. الطفل الذي يحب اللمسة الجسدية قد يقبل حضنًا من أمه في الصباح، لكنه قد يرفضه في المساء. لماذا؟
شيء ما حدث في المدرسة أثّر عليه عاطفيًا. إحدى القواعد المختبرة فيما يتعلق بالأحضان تقول: إذا وقف ابنك المراهق بالقرب منك، فعلى الأرجح سيقبل منك الحضن. أمّا إذا وقف عبر الغرفة، فعلى الأرجح لن يقبل. حاول أن تقرأ حالته المزاجية، وستفهم لماذا قد يقبل تعبيراتك عن الحب أو يرفض.
ادرس ابنك المراهق جيدًا
إذا كنت لا تعرف لغة الحب عند ابنك المراهق، اسأله: «على تدريج من صفر إلى 10، ما هو مقدار الحب الذي تشعر أنني أظهره لك؟» ثم اسأل: «ماذا بمقدوري أن أفعل لأحصل على درجة أعلى؟» أو إذا كنت تتحلى بالشجاعة فعلاً اسأل: «هل يمكن أن تشير عليّ بفكرة تساعدني لأكون أبًا/ أمًا أفضل؟» الإجابة ستوفر لك إشارة عن لغة الحب الأولى عند ابنك المراهق.
تذكر أن مخ المراهق في طور إعادة التشكيل؛ فهو يكتسب المزيد من عملية التفكير المنطقي، وسيبدأ ابنك المراهق في التشكك في أفكارك وآرائك في مرات أكثر. سيهوى الجدال أكثر، وهو ما قد يسبب لك الإحباط والغضب، وعندما تغضب فقد تصبح أقل ميلاً إلى التعبير عن الحب. وقد تميل أكثر إلى التجاوب بكلمات سلبية وإدانة. لكن لابد أن تكون حريصًا ألا تسمح لمشاعرك أن تملي عليك سلوكك.. بالأحرى قدّم إصغاءً متعاطفًا.
ربما تقول: «أنا سعيد لأني أراك تفكّر بهذه الطريقة. من فضلك دعني أسمع أفكارك.» الإصغاء المتعاطف يعزز من نضوج عقل المراهق. تعلُّم الإصغاء، بدلاً من المجادلة، هو الطريق إلى الحفاظ على خزان الحب ممتلئًا لدى ابنك المراهق.
قد تجد صعوبة في التحدث بلهجة الحب المتغيرة لابنك المراهق.. لا مانع من أن تبدأ بخطوات صغيرة أو متعثرة كالطفل الذي يتعلم المشي. على سبيل المثال، بالنسبة للمسات الجسدية، ابدأ بلمسة خفيفة على الكتف عندما تسير بجواره، أو قدّم لكزة بالكتف بعد حدث إيجابي، ثم حاول أن تربت على ظهره. الخطوات الصغيرة تؤدي إلى أحضان كبيرة.
http://www.focusonthefamily.me