القس باقي صدقه والمحبة العاملة
الهدى 1228 فبراير 2021
عدد خاص عن وداع القس باقي صدقه راعي الكنيسة الإنجيلية الأولى في أسيوط
الشيخة منى مهني
في يوم السبت 23 مايو 1981م تم وضع حجر الأساس لمشروعات المحبة العاملة. وذلك بحضور السيد محمد عثمان اسماعيل محافظ أسيوط أنذاك والدكتور القس صموئيل حبيب رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر أنذاك، ووسط حضور جماهيري وكنسي ضخم، في ضيافة القس باقي صدقة راعي الكنيسة وذلك بعد أحداث عصيبة مرت بها أسيوط والكنيسة في ذلك الوقت، وصفها القس باقي بأنها كانت سحابة صيف وكان لابد لشمس المحبة أن تشرق. لأن هذه الروح الشيطانية الشريرة ليست من طبع المصريين بل هي دخيلة عليهم لذلك كان لابد من استعادة المحبة والسلام.
تلخص فلسفة المحبة العاملة في أننا وكلاء على ما أودعه الله بين أيدينا فالله -تبارك اسمه- يملك كل شئ. ومن هذا المنطلق ينبغي علينا أن نلتزم بمبدأ المشاركة مع الناس وذلك ليس من منطلق الإحسان أو الصدقة، لكن من منطلق أن الله هو صاحب الفضل على جميعنا. وهكذا عاشت الكنيسة في شركة محبة عاملة للجميع دون تفرقة لأن المحبة الحقيقية لا يمكن أن تكون بمعزل عن الناس كل أطيافهم. والخدمة المثمرة هي التي نقدمها للآخرين لا بدافع الواجب بل بدافع الحب لله ولكل البشر.
وقد كانت هذه الفكرة أساسًا لخدمات كثيرة ومتنوعة إلا أنها اقتصرت على خدمة المستوصف الإنجيلي بالكنيسة وخدمات الفقراء وجناح المحبة العاملة لخدمة الكنيسة والمجتمع.
لقد كانت الكنيسة وستظل -بنعمة الله- تقدم المحبة العاملة والإيمان العملي للجميع دون تفرقة كما علمنا سيدنا له المجد.
كاتب المقال: الشيخ مني مهني.