زوجة راع طبقاً للكتالوج
الهدى 1081 سبتمبر 2007
الكتالوج هو النموذج الكامل والمتكامل لأي مشروع لم يخرج بعد إلى النور، ثم يأتي التنفيذ بعد ذلك ليتضح الفارق بين المشروع المُقام على ارض الواقع والنموذج الأصلي، ويُقيّم نجاح المشروع بقدر انطباقه على النموذج (الكتالوج).
والسيدة لوريس لمعي زوجة الراعي العظيم طيب الذكر فرج زكريا هي التجسيد الحقيقي للنموذج والكتالوج لزوجة الراعي طبقاً للكتاب.
وُلِدَت لوريس في مدينة القاهرة وأنهت دراستها الثانوية في القسم الفرنسي، ولأن القيادة في جيناتها بدأت بدراسة الطيران الشراعي لمدة عام بهدف قيادة طائرة، بل وحصلت على جائزة تفوق. وكان لابد أن تستكمل تعليمها في هذا الإتجاه إلا أن والدها رفض خوفا ًعلى سلامتها ومستقبلها، في ذلك الوقت تقدم إلى خطبتها القس فرج زكريا، وقد أعجبت بشخصه لكنها لم تكن تدرك بعد ما هي مفاهيم الخدمة الروحية، بل إنها لم تكن قد إختبرت بعد العلاقة الحقيقية مع شخص الرب يسوع ، فهي نموذج للفتاة الملتزمة المتدينة وعرفت الكثير عن الإيمان لكنها لم تعش هذا الإيمان على مستوى الدعوة للخدمة والزواج من راع وما يستتبع ذلك من إلتزامات متعددة ، إلا أن الرب كانت له خطة أخرى من نحوها، فبمجرد أن ذهبت إلى الريف مع زوجها الراعي حتى التقت بالرب وجهاً لوجه، تعرفت عليه بقوة وكأن ينابيع السماء فتحت لأجلها خصيصا وبدأت تقرأ بشوق ونهم، وتلقت دعوتها من فم الرب من خلال قراءتها للكتاب المقدس ورأت ان الرب قد قادها من خلال دراستها وتعلمها للطيران الشراعي وزواجها من القس فرج إلى تفرغ كامل للخدمة حيث أعدها بصورة شخصّية، ثم وضعها في المكان الصحيح الذي وجدت نفسها فيه، فأحبت الرب بكل قلبها، وتفانت في خدمة الكنيسة، وكانت تتعلم كل يوم في مرونة عجيبة واجباتها من نحو الشعب الذي إئتمنها الرب عليه والأسرة الخادمة التي كونتها.
بدأت خدمتها مع زوجها في قرية تبعد عن القاهرة أكثر من ثلاثمائة كيلومتر جنوباً، تدعى تنده، تابعة لمجمع مشيخة ملوي ثم انتقلت مع زوجها إلى البلينا التابعة لمجمع سوهاج، ثم عادا مرة أخرى إلى مجمع ملوي ولكن في الكنيسة العريقة بنزلة رومان حيث أكملا خدمتهما معاً.
تميزت لوريس بموهبة الوعظ والتعليم، بل هي من أوائل السيدات في مجمع ملوي أو حتى في سنودس النيل الإنجيلي التي اعتلت المنبر لتكرز وتعلم، وانضمت إلى رابطة السيدات العامة ودرست بكلية اللاهوت الإنجيلية لمدة عامين، واتسعت خدمتها خارج إطار كنيستها المحلية وكانت تدعى في مؤتمرات ضخمة للوعظ والتعليم وتميزت أيضًا بخدمة المشورة وسط البنات. أصبحت رئيسة لرابطة سيدات مجمع ملوي لأكثر من دورة.
اجتازت تجارب كثيرة وصعبة تألمت من خلالها حيث انتقل أحد أبنائها دون سابق إنذار وهنا رفضت ارتداء ملابس الحداد السوداء بعكس تقاليد الريف والصعيد، وعادت بقوة الرب إلى خدمتها بكل همة ونشاط فكانت نموذجاً للخادمة التي تعلن عن فرح الرب في قلبها.”احسبوه كل فرح يا أخوتي”، بعد مرور عام من التجربة الأولى انتقلت ابنتها الكبرى وكانت نهاية العام حيث تعودت الكنيسة أن تقيم نهضة روحية واحتفالاً بالعام الجديد فطلبت الكنيسة كلها من الراعي ان يلغي النهضة والاحتفالات، إلا أنه رفض ذلك تماماً وأصر على أن يقوم كل افراد العائلة بحضور الاحتفالات الكنسية وقد تجاوبت عائلة الراعي مع قراره بكل حب للرب وكانت آخر التجارب هي إنتقال الزوج بعد خدمة ثلاثة وثلاثين عاماً مليئة بالألم والفرح والمعاناة والبهجة والهبوط والصعود، لكن في هذه كلها كان الانتصار العظيم في المسيح يسوع الذي أحبنا.
للسيدة لوريس لمعي شنوده ابن اسمه فيليب وهو حاصل على بكالوريوس تجارة خارجية ويعمل كمحاسب، لم يتزوج بعد وهو إبن وخادم للرب، ولها أيضاً ابنتان الكبرى ماري سكرتيرة مدرسة لغات ومتزوجة من صفوت زكي جندي أستاذ الرياضيات، وأما الابنة الصغرى فهي نانسي حاصلة علي بكالوريوس تجارة خارجية ومتزوجة من هاني خليل صاحب شركة سمعيات ما الإبنة الصغرى فهي نانسي حاصلة على بكالريوس تجارة خارجية ومتزوجة من هاني خليل صاحب شركة سمعيات وبصريات 4ف3ضفكنوبصريات، وهما أسرتان خادمتان أما الحفدة فهم: مارتن وكلارا صفوت وروبرت وجوليا هاني.
عندما تزور أي كنيسة في مجمع ملوي سوف تجد أكثر من خادم أو خادمة أو راع يتحدثون جميعاً عن بصمة واضحة تركتها لوريس بينهم بمحبتها وخدمتها وابتسامتها التي لا تغيب.
لأجل كل هذا وغيره الكثير ننحني لها احتراماً وتقديراً.