رأي الهدى … دورة سنودسية متميزة
الهدى 1065 مايو 2006
في العاشر من شهر أبريل شهدت مدينة المنيا اجتماعات السنودس في دورته 116، وخلال رحلة السنودس عبر تاريخه، تميزت كل دورة عن سابقتها ببعض الأمور، وبعض التحديات، وقد كان لهذه الدورة 116 تحدياتها وقراراتها التي تميزت أيضاً بالشجاعة وجرأة المواجهة.
وقد تميزت كنيستنا المشيخية منذ بدء خدمتها في بلادنا بممارسة الديمقراطية، وكانت سباقة في تطبيق هذا المفهوم وتحويله إلى واقع عملي نفخر ونعتز به، وما رأيناه في هذه الدورة يؤكد على صدق هذا الفكر، فمن خلال الديمقراطية تم تداول السلطة في شخص رئيس السنودس، فلا يحتفظ رئيس السنودس بمنصبه مدى الحياة، لكنه يقوم بدوره في دورته، ثم تأتي انتخابات حرة وتنتقل القيادة إلى شخص آخر، وفي هذه الدورة، ومن خلال الديمقراطية أيضاً انتقلت قيادة السنودس إلى قيادة شابة فاعلة وديناميكية، الدكتور القس أندريا زكي رئيساً، والقس محي الدين زاهر نائباً للرئيس، أعطت لهذه الدورة حيوية خاصة، في ظروفها الخاصة أيضاً، ويُعوَّل عليها الكثير ويُنتظر منها الكثير لخدمة السنودس.
كما حُسم في هذه الدورة قرار طال انتظارنا إليه، وبات ضرورة ملحة سبقتنا فيه بعض الجهات الأخرى، وهو التأكيد على قدرة المرأة والمساواة اللاهوتية التي أعطاها لها الله، فجاء قرار رسامة المرأة شيخاً، وهو أمر لا ينتقص من مقام الرجل، كما فهمه البعض، لكنه يؤكد على تطبيق إيماننا بصورة عملية في واقعنا المعاش.
وقد كان انتخاب السيدة فوزيه صموئيل حبيب عضواً بالمجلس الملي الإنجيلي تعبيراً أصيلاً عن الفكر الإنجيلي المشيخي، وهو أحد أهم ما امتازت به هذه الدورة السنودسية أيضاً.
أما عن انتقال السنودس خارج العاصمة، فربما تكون هذه الخطوة تحتاج إلى مزيد من الدراسة واستطلاع الأراء تأكيداً وتحقيقاً لعملية الديمقراطية، التي قد تؤكد على أهمية هذه الخطوة، أو التفكير فيها مرة أخرى.
نهنئ من القلب قيادات السنودس الجديدة، وننتظر منها مع الكثيرين تحقيق المزيد لما فيه خير كنيستنا.