آراء

كورونا والدول الكبرى

الهدى 1221                                                                                                                                       مايو 2020

إنَّ أزمة الصراع بين الدول الكبرى قبل ظهور فيروس كورونا كوفيد ١٩. اشتد إلى الذروة بين الصين وأمريكا والدول الأوربيّة، فكانت كل دولة تعيش في تشامخ لما تمتلكه من ترسانات حربية وامكانيات هائلة وتقدم في كل المجالات.
إلى أن جاء فيروس كورونا وكشف الوهم الذي تعيش فيه هذه الدول وقام الفيروس غير المرئي بالعين المجردة بتحطيم هذا التشامخ وتوغل في الدول الكبرى والعالم كله.
ولقد رأينا في بداية ظهور الفيروس استهانة كبيرة من الدول الكبرى وجاءت تصريحات الرئيس الأمريكي أن الأمور تحت السيطرة، وأن هذا الفيروس أضعف من فيروس الأنفلونزا. وأننا نملك الإمكانيات العلميّة والطبيّة، كل هذه التصريحات، جاءت في الوقت الذي يتفشى فيه الفيروس ويتوغل في كل الولايات المتحدة الأمريكية ويقتل الآلاف من الأمريكيين، كما الدول الأوربيّة التي أصبحت نقاط وباء عالمي، ووصل الأمر لإعلان رئيس الوزراء البريطاني أن الأمور خارج السيطرة ودعا الشعب كل يودع أحبائه، لأنهم سيموتون بسبب هذا الفيروس القاتل.
وسقط التشامخ أمام هذا الفيروس الذي جعل أعظم الدول تشعر بالعجز التام، فأغلقت الدول أبوابها وعلقت أنشطتها ووقفت مكتوفة الأيدي انتظار العلاج واكتشافه بأقصى سرعة.
إذا أعطى فيروس كورونا للعالم دروسًا عميقة وخاصة الدول الكبرى:
١- إنَّ الإنسان لا يضمن سلامة حياته مهما تقدم في العلم او الإمكانيات المادية . فسلامة الحياة في يد الله.
٢- حقيقة التشامخ الوهمي. لقد أخذت الدول الكبرى العديد من السنوات في بناء إمبراطوراتها ولكن على أساس وهمي وهو التشامخ، لذا تحتاج هذا الدول أن تعيد حساباتها في النهوض بالأبحاث العلميّة مرة أخرى وإعطاء دور العلماء في إدارة البلاد فقد أصبحت حروبنا ليست مع بشر، ولكن مع فيروسات وأمراض خطيرة خفية.
٣- الوحدة الحقيقة هي اتحاد الإنسان مع أخيه الإنسان أيًا كان، وفي أي مكان وليس داخل الدولة نفسها مع بعضهم البعض، لذاك تحتاج هذا الدول وغيرها إلى تضافر جهود العالم كله حتى ينجح في تحقيق حياة سليمة .فلا توجد دولة في معزل عن دولة أخرى، فالدول لابد أن ترجع إلى الاتحاد معًا حتى تنتصر على الأزمة العالميّة.
٤- كشف الفيروس وهم الطبقيّة .فإذا كنا نقسم الناس والدول إلى درجات وطبقات ولكن هذا الفيروس حطم على المقاييس حيث أصاب الفيروس الغني والفقير الملك والشعب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى