يوم العُرس
الهدى 1208 أبريل 2019
بقلم: جاسمين مجدي
ذهبتُ إلى عُرسٍ منذ يومين
ورأيت بذلةً وفستان
حاولوا إقناعي بأنهما عروسين
ولكني لم أقتنع
فأكتفى عقلي وشبع
من تلك الفساتين والبِذَل
فظلّ هذا الموضوع محطةً للنقاش والجدل
ولكني رأيتُ العروس بالفستان
ووالديها وهما يكذبان ويرددان
“يال حسن حظها”
ولكن أسوأ يومٍ في حياتها كان يوم عرسِها
فذاك العريس
أطلقُ عليه أخَ إبليس
فمعظمِ رجال مجتمعنا الكرام
تجرد من كلِ معاني الإنسانيةِ والاحترام
ظل طيلة حياته يجري وراء النساء
يغازل هذهِ ويضطجعُ مع هذهِ ويعدُ هذهِ بالزواج
وحين يقررُ الاستقرار
يبحثُ عن تلك المحترمة ويدخلُ من بابِ الدار
وكأن ذنبها أنها محترمة…
وتلك المسكينة بيعت بمهرٍ عالٍ
وكأنها سيارةٌ أو بيتٌ غالٍ
فهي لا تملك القرار
هو يشتريها بحجة الإستقرار
وارتدت غصباً عنها الفستان
وظلت تبكي
ولكن… لقد فات الاوآن
فلقد أرتدى هو أيضاً بذلتهُ السوداء الداكنة
وكأنها إشارة لحياتها المستقبلية الشاحنة…
بالبؤس والعذاب
وبعد دقائق
تم البيعُ بحمد الله
وتلك الحسناء التي كان وجهها وضّاء
في ذلك اليوم كان وجهها شاحب
وذاك السواد تحت عيونها
التي لم تقدر مساحيق التجميل على إزالته
وقلبها الذي كان يكشفُ حقيقته
وظلت تتسأل
“هل ذنبي أني عشت محترمة؟”
تباً لذلك المجتمع الملئ بالخراب
الذي يبيع الزمرد والألماس بثمن التراب
وبعد تغيير البذلة والفستان
ظل صاحب البذلة كما كان قبل الإشهار والإعلان
وبعد أيامٍ وسنوات
ظل الوضع على ماهو عليه
هو يبات خارجاً طوال الليل
وهي تندبُ حظها وتبكي بالكيل
وتأتي ابنتهما لتسألها
“أين أبي؟”
فتتنهد وترد
“ادعي ليهديه الله هيا اذهبي”
وتنظر لأعلى وتهمس
ويا ليتها ما ارتدت الفستان.