الكنيسة الإنجيلية في أسوان
الهدى 1235 سبتمبر 2021
تأسست الكنيسة الإنجيلية بأسوان سنة 1886م، وتقع الكنيسة بشارع عباس فريد وهو واحد من الشوارع الرئيسية بأسوان، كما تتبع الكنيسة إداريًا مجمع الأقاليم العليا.
وقد خدم بالكنيسة عددٌ من القسوس الأفاضل، من الأقدم للأحدث: القس شاكر جندي، القس فهيم الأخضري، القس هارون ناشد طوس، القس صبري كامل جيد، القس وجيه وديع سليمان، القس موريس مكرم بخيت، تتميز الكنيسة بأقدميتها عن كنائس كثيرة موجودة في أسوان، كما أن شعبها مزيج من أهل أسوان والمغتربين.
وقد أخرجت الكنيسة عددٌ من المؤمنين الأتقياء المتواجدين حاليًا خارج القُطر المصري، مثل: د. نصرت جبرة، د. جودت جبرة أولاد الشيخ الراحل جبرة شيخ الكنيسة الإنجيلية بأسوان، والمقيمين بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث كان لهم دورًا كبيرًا في بناء الكنيسة، لقد دعاني الرب للخدمة في كنيسة أسوان في الفترة من 1 سبتمبر 2013 إلى 1 يوليو 2021م، كان وقتئذ الكنيسة قد أستلمت رخصة هدم وبناء من جديد، بعد معاناة شديدة لإستخراج الرخصة أيام الفاضل القس وجيه وديع، كان هذا الأمر تحدي كبير بالنسبة لي شخصيًا حيث أن إمكانيات الكنيسة المادية لا تسمح، فقد كان في صندوق الكنيسة المخصص للمباني وقتئذ حوالي 250 ألف فقط، وبعد صلاة وصراع مع الرب أن هذا الامر تحدي كبير بالنسبة لي، وجدت الرب يشجعني بفتح أبواب عظيمة من خلال كنائس د. نصرت، د. جودت بأمريكا، ومن خلال الأشخاص الأمناء الذين أعطوا قلوبهم أولاً للرب، وفي أول شهر مايو 2015 أخذنا قرارًا بهدم الكنيسة، وكان الأمر في غاية الصعوبة، نظرًا لأن البيوت التي تقع حول الكنيسة قديمة جدًا، وكان هناك مشاكل كبيرة مع مجلس المدينة، لكن بنعمة الرب استطعنا أن نعبر كل المشاكل، وتم بناء الكنيسة على مساحة 600 متر مربع، 450م قاعة الكنيسة، 150م مبنى إداري للكنيسة، ثلاثة أدوار وبدروم به قاعتين، الدور الثالث به سكن ضيافة وملعب ونادي للأطفال، والدور الثاني به مكاتب وقاعة جالري، والدور الأول به قاعة الكنيسة الرئيسية، تم تشطيب الدور الثالث والبدروم كاملاً وتشغيلهم، والدور الثاني والأول نصف تشطيب.
من القصص المشجعه أثناء بناء الكنيسة التي لن أنساها أبدًا
الموقف الأول: أثناء الجمع للمباني أول سنة 2015 أخذت عظة عن العطاء لبيت الرب من خلال سفر حجي، بعدها بأسبوع وجدت شاب في ثانوي يقول لي: «يا قسيس موريس أنا كنت مدخر 300 جنيه، وانا عايز أتبرع بيهم كلهم للكنيسة.» فرحت جدًا أن الرب يعمل في الشباب الصغير ويعلمهم العطاء.
الموقف الثاني: كان في الكنيسة أخت أرملة تتعبد للرب كل أسبوع بأمانة وإخلاص، فوجئت أنها تعطيني كيس للكنيسة، وعندما فتحت الكيس وجدت غوشتين ذهب، كنت رافض أن أخذهم لأني أعرف ظروفها جيدًا، لكنها قالت: «بيت الرب محتاج أكثر مني»! وقتها بكيت أمام الرب لأني رأيت كيف يعمل الرب في الكنيسة، لكن الأصعب بعدها بفترة وجدت هذه الأرملة تعطيني آخر شيء تمتلكه «دبلتها»، رفضت بشدة هذه المرة لكنها قالت لي: «مش أغلى علىَّ من بيت الرب»! عندما انتقلت هذه الأخت الأرملة، قُلت للكنيسة: «فقدنا الأرملة صاحبة الفلسين!».
من الأمور المشجعة التي اختبرناها في كنيسة أسوان، أن الرب فتح أبواب عظيمة للشراكة مع الهيئات الحكومية، مع قصر ثقافة أسوان، المجلس القومي للمرأة، الشباب والرياضة، حيث قمنا بعمل العديد من الحفلات في قصر الثقافة، وأيام رياضية لطلبة الجامعة وندوات مع المجلس القومي للمرأة، كانت أمور مشجعة جدًا للكنيسة والشباب حيث رأينا عمل الرب بقوة في هذه الكنيسة، أذكر من ضمنها أن محافظ أسوان قال لي في يوم من الأيام: «عايزين تعملوا لينا أنشطة توعية للشباب واعملوا كل حاجة تحت رعايتي.»، هذا الأمر كان بمثابة كارت لنا وأعطانا الفرصة لنعمل أنشطة كثيرة مختلفة.
أشكر الرب لأجل كل ما صنعه في الكنيسة الفترة الماضية من خلال كل قسيس خدم بها، وأصلي أن يكمل الرب عمله في الكنيسة بقوة عظيمة جدًا، وتكون الكنيسة منارة وسبب بركة للكثيرين.