من كنائسنا

الكنيسة الإنجيلية في الجبل الأصفر

الهدى 1244-1245                                                                 يونيو ويوليو 2022

تقع الكنيسة الإنجيلية بالجبل الأصفر في منطقة منشية الجبل الأصفر التابعة لمركز الخانكة محافظة القليوبية، وتتبع الكنيسة إداريًا مجمع القاهرة الإنجيلي.
نبذة مختصرة عن تاريخ الكنيسة
تأسست الكنيسة الإنجيلية بالجبل الأصفر على يد الفاضل القس جيمي وجيه، والذي وضع على قلبه تأسيس الكنيسة في المنطقة أثناء دراسته بكلية اللاهوت، فبدأت الخدمة هناك تقريبًا سنة ٢٠٠٨م، حيث بدأ بعمل اجتماع روحي في منزله، وابتدأ يشجع الناس على الحضور، وتم عمل مدارس الأحد للأطفال أيضًا، وبعد ذلك -مع زيادة العدد- أُخِذَ بيت بالإيجار للاجتماع، وكان يتم فيه عقد الاجتماعات ومدارس الأحد باستمرار، وكان عمل الله ينمو ويزداد من خلال الكنيسة، وقد تم أيضا عمل حضانة للأطفال في هذا البيت كجزء من رسالة الكنيسة بالمنطقة، ثم بعد ذلك تم شراء قطعة أرض للكنيسة على مساحة ٣٠٠ متر تقريبًا، وقد بُنِيَتْ بالرغم من كل التحديات والمعوقات ليصل ارتفاعها إلى ستة طوابق، وبالرغم من عدم تشطيب معظم هذه الطوابق إلى الآن، إلا أنه تم نقل الاجتماع منذ نشأتها من البيت المُستأجَر إلى الكنيسة حيث كان قد شُطِّبَ الدور الأرضي ليكون مهيئًا، لعمل الاجتماعات، وكانت فرحة كبيرة غمرت الشعب لنقل الاجتماع إلى مبنى الكنيسة، وبالفعل بدأت الاجتماعات أيضا بقوة في الكنيسة، وفي الحقيقة بالإضافة إلى مجهود الراعي والخدام معه، فإنه يرجع الفضل أيضًا إلى كنائس مُحِبّة ومُشجِعة قد تبنّت الكنيسة الناشئة، هذا بالإضافة إلى جهات كثيرة وأشخاص عظماء كانوا يمدون الكنيسة بتبرعات كثيرة من أموال ومواد البناء والتشطيبات المختلفة اللازمة، متابعين سير العمل على قدم وساق حتى اكتمل بناء مبنى الكنيسة، وظهرت ملامحه على السطح. ولكن إلى الآن لم تنته الكنيسة بعد من تشطيب باقي الطوابق الأربعة، حيث أن الكنيسة خصصت كل طابق لخدمة معينة، فعلى سبيل المثال الطابق الأرضي الذي تقام فيه الاجتماعات حاليًا هو مخصص كقاعة استقبال، أما قاعة الكنيسة الرئيسية التي سوف تُقام فيها الاجتماعات الرئيسية فمخصص لها الدور الثاني، والذي نسعى لتشطيبه في الفترة الحالية ليكون مهيئًا لذلك الغرض، وهناك طابق مخصص لمدارس الأحد هو الطابق الثالث، وقد تم تشطيبه خصيصًا لهذا الغرض، والطابق الرابع غير مشطب وهو مخصص كمستوصف طبي لخدمة أبناء المنطقة، وهكذا. وتنتظر الكنيسة دورها في التقنين، لتستأنف أعمال البناء المتبقية في الطابقين الخامس والسادس، والتشطيبات الداخلية، وواجهة الكنيسة الخارجية، وثقتنا أن الذي ابتدأ هذا العمل الصالح بالمنطقة قادر أن يكمله على أكمل وجه حتى تكون الكنيسة منارة فاعلة ومؤثرة من خلال دورها الروحي والاجتماعي في المنطقة.

الدور التنموي للكنيسة
تلعب الكنيسة دورًا كبيرًا في المجال التنموي، حيث قامت الكنيسة بعمل شراكة مع خدمة لمسة محبة، والتي تتبع كنيسة مصر الجديدة الإنجيلية، وتتم تحت إشرافها وإدارتها، حيث أن هذه الخدمة تخدم فئات كثيرة من شعب المنطقة عن طريق الكنيسة من خلال تقديم قروض صغيرة في حدود خمسة آلاف جنيها للفرد بشروط معينة تجبره على فتح مشروع صغير ليساعده على المعيشة، وفي نفس الوقت تضمن طريقة السداد، وهكذا تقوم الكنيسة بالإشراف على هذه الخدمة التي جعلت الكنيسة متميزة في هذا الجانب.
هذا بالإضافة إلى دور الكنيسة في القوافل الطبية بتخصصات مختلفة لمساعدة الناس في الكشف عليهم، ومحاولة توفير العلاج، كما تهتم الكنيسة بالفقراء والمحتاجين، حيث أنها من خلال المساعدات التي ترسلها بعض الكنائس المهتمة، وبعض الأشخاص الذين يثقلهم الرب بالكنيسة ممن يهتمون بشئون الكنيسة، فمن خلال كل ذلك تقوم الكنيسة في الأعياد المختلفة بعمل عدد شنط مساعدات ليس بقليل لتقدم كمساعدات أو كعيدية لعدد كبير من الناس في المنطقة، هذا بالإضافة إلى مساعدة بعض الأسر بتقدمات شهرية، وأيضا تساعد الكنيسة بعض المرضى غير القادرين على العلاج بتوفيره لهم بطرق مختلفة، أو إجراء عمليات معينة وفحوصات، وغيرها.
كما تسعى الكنيسة أيضًا لعمل حضانة داخل مبنى الكنيسة لخدمة أطفال المنطقة إدراكًا لأهمية الدور التعليمي للأطفال في الصغر، وذلك نظرًا لتوقف الحضانة التي كانت قد بدأت منذ سنوات قليلة في البيت الذي أستأجرته الكنيسة في بداية نشأتها، ثم توقفت بعد ذلك لظروف معينة.
الدور الروحي للكنيسة
تعتبر الكنيسة حتى الآن كنيسة كرازية، أي أنها تتبع الجهات الكرازية التي تتبع لجنة العمل الرعوي والكرازي بمجمع القاهرة، وتقوم بمتابعتها والإشراف عليها، حيث أن الكنيسة حتى الآن لم يتم تنظيمها ككنيسة رعوية، لكن هذا ما نأمله ونتطلع إليه في الفترة القادمة. ويخدم بها كاتب هذه السطور القس صموئيل عطا منذ 1 نوفمبر 2020م، وهكذا تواصل الكنيسة دورها الروحي في المنطقة من خلال الاجتماعات المختلفة، فالاجتماعات العامة في أيام الجمعة والأحد، والاثنين مساءًا اجتماع درس الكتاب، أما صباحًا اجتماع السيدات، واجتماع شباب ناشيء يوم الخميس مساءًا، واجتماع مدارس الأحد يوم الجمعة ظهرًا، ويوم السبت اجتماع الصلاة، هذا بالإضافة إلى مجموعات التلمذة للخدام، وأيضا مجموعات التلمذة لشباب ناشيء، كما أن الكنيسة بالإضافة إلى العبادة، والدور التعليمي في القطاعات والاجتماعات المختلفة، وممارسة الفرائض الكتابية، فإنها تقوم أيضًا بترتيب أيام انتعاشية، ونهضات روحية، ورحلات للشباب والأطفال. وأيضا عمل بعض اللقاءات إيمانًا بدور ورسالة الكنيسة وتأثيرها في المجتمع، وهكذا تحاول الكنيسة جاهدة بمساعدة أبنائها وخدامها في مواصلة الخدمة الروحية والاجتماعية في مختلف المجالات رغم التحديات الكبيرة التي تواجه الكنيسة كغيرها من الكنائس، خاصة في ظل أزمة كورونا، لكن صلاتنا أن يرفع الرب الوباء عن مصر وكل العالم، وأن تواصل الكنيسة نموها، وعملها، وخدمتها للجميع، وأن يكتمل العمل فيها من أعمال البناء، والتتشطيبات وغيرها لتكون كنيسة قائمة بذاتها، فاعلة ومؤثرة في مجتمع الجبل الأصفر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى