مقالات

دروس من حياة القس محروس حبيب

الهدى 1235                                                                                                                              سبتمبر 2021

لا نقُل وداعًا، بل إلى اللقاء جناب الوالد الغالي القس محروس حبيب
وفي الواقع أننا في مصر سنفتقد هذا الرجل العظيم وقد أخذت وقتًا حتى أستجمع أفكاري ومذكراتي حول هذ الرجل راجيًا أنَّ يستخدم الرب هذه الأفكار لنفع جيل الخدام الحالي وتمجيد إلهنا الصالح، وسأتأمل في ما اطلقت عليه دروس من حياه القس محروس حبيب من خلال معاملات شخصية ومواقف خاصة جمعتني به لذلك سأسرد ما أود قوله وتسجيله عنه من خلال النقاط التالية

أولًا: تأثير الخدمة الرعوية
ثانيًا: قيمه وتأثير الخدمات غير المنبرية
أولًا: تأثير الخدمة الرعوية
الخدمة الرعوية تحتاج دوما لجهد دؤوب لا يكل ولا يمل وهي ليست أبدًا خدمه بسيطة أو سهلة وقد رأيت في الوالد القس محروس الحرص على الاستماع الجيد الهادئ والمتاني فعندما كنت أقف معه لأسأله في أمر ما أو مشوره لي احتاجها بشدة في خدمتي الرعوية أنه لا يمل من أن يصغي جيدًا للتفاصيل الدقيقة وبمحبة خاصة ووداعة متميزة
الأمر الذي جعلني أسرد مقارنة سريعة تساعدنا كخدام أن نمضي قُدمًا إلى الأمام فمع سرعة الزمن تقل في حياتنا كخدام امكانيه الاستماع العميق مما قد يجعل البعض في خدمتنا يشعرون بفراغ كبير لأن الاهتمام الشخصي عنوان الرعاية الفعالة المثمرة
أذكر أنَّه كان لدي أمر صعب واجهته في إحدى الكنائس التي قمت برعايتها وعندما عرضت الأمر على القس محروس، تمهل وانتظر قليلًا قبل إبداء الرأي أو النصيحة ثم أعطاني نصيحة ثمينة في كلمات قليلة للغاية لكن -وللصدق أمام إلهي- كان جوابه شافيًا تمامًا للموضوع الدي سبب لي أرق لسنوات عديدة
أرى بفكري المتواضع البسيط أنه إذا ذبلت الخدمة الرعوية في الكنائس ساد تعب مرير في حياه الكثيرين. نحتاج إلى معونة الرب دومًا في هذا الأمر الهام.
ثانيًا: قيمة وتأثير الخدمات غير المنبرية
إن وجود الأب الغالي القس محروس حبيب بجانب العملاق د. ق فايز فارس ربما اعتقد البعض أنه يصعب مهمته في الخدمة، لكن العكس هو الصحيح لأن الخادم تحت المنبر له دور هائل لا يقل عن أهمية دوره فوق المنبر وقد كان المفكر العملاق د ق فايز فارس والقس محروس يدعم كلاهما الآخر، فوجود رجلٌ مقدام في المشورة الشخصية والنصائح الأبوية الغالية، أمر رائع.
فأرى أن: هارموني الخدمة وتناغهما إنما يتزايد بتنوع المواهب لا تطابقها وهذا درس هام أيضًا لنا اليوم حيث أنه لا توجد منافسه في الخدمة بل تعاون خلاق وواع لأن الله وهب لكل خادم وزنات خاصه كما ذكر الرسول بولس «لأَجْلِ تَكْمِيلِ الْقِدِّيسِينَ لِعَمَلِ الْخِدْمَةِ، لِبُنْيَانِ جَسَدِ الْمَسِيحِ» (أفسس 4: 12).
لِعَمَلِ الْخِدْمَةِ: الكل يقوم بواجبه وخدمته لبنيان جسد المسيح في وحدة،» فإن كانت المواهب متعددة، لكن الغاية واحدة هي «بنيان جسد المسيح الواحد، لنعلم يقينًا أن:
الله مبدع في استخدام خدَّامه وتوزيع الأدوار عليهم في الخدمة بما يبني ويدعم الجسد « جسد المسيح الحي»
فلذا كابن من أبناء المنيا الثانية:
أرى أن الرب شرفنا كجيل من الخدام نخدم الأن كقسوس في أماكن متعددة أن ننشأ في وقت كان فيه هذا العملاق الوديع الهادئ القس محروس حبيب ودوره الشخصي مع كل منا ومعي خاصة لا يمكن أن ينسي أبدًا.

القس رأفت رؤوف الجاولي

* تخرج في كليّة التجارة جامعة أسيوط 1988م،
* ثم تخرج في كليّة اللاهوت الإنجيليّة في القاهرة 1995م،
* خدم في الكنيسة الإنجيليّة في بنها،
* سِيمَ راعيًا للكنيسة الإنجيليّة الثانيّة بالطيبة، سمالوط، المنيا عام 1997م،
* نُصِّبَ راعيًّا للكنيسة الإنجيلية في سيدي بشر قبلي-الإسكندريّة عام 2000م،
* أصبح قسًا مرسليًّا (Missionary Pastor) وسط اللاجئين العرب في لوس أنجلوس 2011،
* يخدم مع عدد من الكنائس المشيخيّة الأمريكيّة في مجال الكرازة والتدريب، له عدد من الكتب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى