رئيس التحريركلمات وكلمات

كلمات وكلمات مايو ويونيو 2023

الهدى 1249                                                                                                                        مايو ويونيو 2023

حدث القيامة أحد الأحداث الضخمة التي اختلف عليها الكثيرون بداية من تلاميذ السيد المسيح في القرن الأول الميلادي وحتى اليوم والأناجيل تحكى لنا من تلاميذ المسيح الذين عاصروه عن أهمية القيامة وتثبتها بطرق مختلفة ومتنوعة بداية من العهد القديم الذي تنبأ بها حتى نهاية كتابة العهد الجديد بكل ما يحفل به من تفاصيل مهمة للقيامة والاختلاف على القيامة من اللحظة الأولى حتى بين التلاميذ، ومع الزمن صارت القيامة هي العلامة للمسيحية وللمسيحي الذي يؤمن بتجسد وحياة وموت وقيامة الإنسان يسوع المسيح وكل من رفض قيامة يسوع المسيح في اليوم الثالث لم يعد له مكان وسط شعب الرب، وهكذا صار الإيمان بقيامة المسيح هو الأساس الذي بنيت عليه المسيحية والمختلف عن أي أساس آخر في أي رسالة أو دين من الأديان، فالإسلام بنى أساسه على كتاب القرآن الموحى به من الله واليهودية بنت أساسها بالاعتراف بالأنبياء الكبار والصغار أما المسيحية فمنطقها وأساسها وعمودها هو قيامة يسوع من بين الأموات ولو آمن شخص بكل ما في الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد وأنكر القيامة لا يطلق عليه لقب مسيحي، فقيامة يسوع من بين الأموات في اليوم الثالث من صلبه ودفنه هي أساس العهد الجديد، وعدم الإيمان بحدث القيامة يُسقط من الشخص لقب المسيحي، حتى لو آمن بالعهد القديم والجديد بكل التفاصيل فقيامة الإنسان يسوع بن الله المتجسد هو شرط كل من يريد الانضمام لجسد الرب وشعبه، وهذا ليس مجرد دستور يٌردده كل من يؤمن بالمسيحية فقط لكنه خبرة روحية حقيقية لكل من يريد الانضمام لشعب الرب، حيث أن كل من يريد الانضمام عليه أولاً أن يعترف بأن يسوع المسيح هو رب. وأنه ابن الله الذي تجسد في الإنسان يسوع المسيح الذي ولد من مريم العذراء وصلب في الثلاثين من عمره وقام في اليوم الثالث من بين الأموات وصعد إلى السماوات وهو يجلس عن يمين الآب، وقد صار الاعتراف بقيامة الأموات على أساس قيامة يسوع المسيح هو شرط القبول كعضو في جسد الرب يسوع وكنيسته، ولو فرضنا أن شخصا ما آمن بالمسيح والكنيسة والفرائض والحياة الأبدية … إلخ، ولم يؤمن بحدث قيامة يسوع من الأموات، لن تعتبره الكنيسة عضواً في جسد الرب أي الكنيسة.
من هنا ينبع احتفالنا بالقيامة، فحياتنا لم ولن تخضع للموت الجسدي، لأن الإله الذي نعبده تجسد في صورتنا وعاش بيننا وصلب ودفن لكنه قام في اليوم الثالث من بين الأموات، من هنا بدأ تاريخ جديد للإنسان والإنسانية يكتب بحروف من نور أن الموت لن يكون فيما بعد وأنه لو مات جسدنا الأرضي فلنا في السماوات حياة ومجد إلى أبد الآبدين.
ثنائيات نادرة في الخدمة الكنسية
إستر وبخيت مع أليصابات وبولس، هؤلاء الأربعة يكونون مدرسة متفردة في الخدمة، تتميز هذه المدرسة بالتواضع ونقاء السريرة والبساطة الشديدة مع الروحانية الصادقة وقبول الذات والذي ينبعث منه قبول الآخر مهما كان ذلك الآخر مسيحيًا كان أم مسلمًا أرثوذكسيًا أم بروتستانتيًا عالمًا أم جاهلًا صغيرًا أم كبيرًا، إنها قلب خدمة الإنسان يسوع المسيح إلى كل البشر بدون تمييز في الدين أو الطائفة أو العرق أو الجنس وقد كان الإنطباع عند من يعرفونهم عن قرب أنهم يرون يسوع فيهم وبالفعل رأى الناس فيهم يسوع في الكنيسة والشارع والمدرسة.
نحن نحتاج إبراز هذه النوعيات من الخدام الذين يخدمون في صمت بدون ضجيج وبإبتسامة وإتضاع وحب وعطاء غير منتظرين لردود الأفعال سواء بالقبول أو الرفض، فهم يقومون بعمل الرب بطريقة الرب. وليتنا نفعل.
مختارات
يا من أقمت المائتين وقمت من بين اللحود
يا من قهرت الموت يا رب القيامة والخلود
قم وأنقذ الأرواح من قبر الضلالة والخطية
قم قو إيمان الرعاة ولمم أشتات الرعية

د. القس إكرام لمعي

قسيس في الكنيسة الإنجيلية المشيخية
رئيس مجلس الإعلام والنشر
كاتب ومفكر وله العديد من المؤلفات والكتابات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى