كيف تفرح وسط الظروف الصعبة؟
الهدى 1246 أغسطس – ديسمبر 2022
في رحلة الحياة، ستكون هناك أوقات نعمة عظيمة وأوقات صعبة للغاية. ستكون هناك أوقات نشعر فيها بالفرح وقد تكون هناك أوقات نشعر فيها باليأس تمامًا. ولكن مهما كانت ظروفك اليوم، يقول الله لك: «فَرِحِينَ فِي الرَّجَاءِ صَابِرِينَ فِي الضَّيْقِ مُواظِبِينَ عَلَى الصَّلاَةِ» (رومية 12: 12). ومعنى «فَرِحِينَ فِي ٱلرَّجَاءِ» أي مسرورين بتوقع الخير المستقبل وهو «المجد العتيد أن يُستعلن فينا».
وتتعدد الأسباب الكتابيّة التي تُشجعِنا على حياة الفرح، أذكر منها:
1) أسماؤنا كتبت في سفر الحياة: بعد عودة التلاميذ والرسل من رحلتهم التبشيريّة التي أرسلتهم فيها الرب يسوع، رجعوا فرحين، «قَائِلِينَ: «يَا رَبُّ حَتَّى الشَّيَاطِينُ تَخْضَعُ لَنَا بِاسْمِكَ». فَقَالَ لَهُمْ: «رَأَيْتُ الشَّيْطَانَ سَاقِطاً مِثْلَ الْبَرْقِ مِنَ السَّمَاءِ. هَا أَنَا أُعْطِيكُمْ سُلْطَاناً لِتَدُوسُوا الْحَيَّاتِ وَالْعَقَارِبَ وَكُلَّ قُوَّةِ الْعَدُّوِ وَلاَ يَضُرُّكُمْ شَيْءٌ. وَلَكِنْ لاَ تَفْرَحُوا بِهَذَا أَنَّ الأَرْوَاحَ تَخْضَعُ لَكُمْ بَلِ افْرَحُوا بِالْحَرِيِّ أَنَّ أَسْمَاءَكُمْ كُتِبَتْ فِي السَّمَاوَاتِ». (لوقا 10: 20).
2) سكنى الروح القدس فينا، يكتب الرسول بولس قائلًا: «وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ صَلاَحٌ، إِيمَانٌ. وَدَاعَةٌ تَعَفُّفٌ ..» (غلاطيّة 5: 22، 23).
3) أمر رسولي، «اِفْرَحُوا فِي الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ وَأَقُولُ أَيْضاً افْرَحُوا». (فيلبي 4: 4، 1تسالونيكي 5: 16).
لكن ربما سؤال يطرح نفسه، هل يمكن أن نفرح، ونعيش حياة الفرح وسط ظروفنا الصعبة، أو وسط ظروفٍ صعبة مثل التي نعيشها ويجتازها عالمنا اليوم؟
إنّ الرجاء الذي يتحدث عنه بولس ليس شعوراً متفائلاً بأنّ الأمور ستتحسن. بل كان يُدرِك أنَّ الناس الأشرار … سينتقلون من السيئ إلى الأسوأ (2تيموثاوس 3: 12، 13). «وَجَمِيعُ الَّذِينَ يُرِيدُونَ انْ يَعِيشُوا بِالتَّقْوَى فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ يُضْطَهَدُونَ. وَلَكِنَّ النَّاسَ الأَشْرَارَ الْمُزَوِّرِينَ سَيَتَقَدَّمُونَ إلَى ارْدَأَ، مُضِلِّينَ وَمُضَلِّينَ.»؛ كما أنَّ الرجاء الذي يجب أن نبتهج به هو الرجاء المجيد الذي هو أملنا في المسيح. هذا الرجاء ليس موجودًا في هذا العالم، بل في عالم جديدٍ، وصفه كاتب سفر الرؤيا، بأنَّه، أرض وسماء جديدة.
ولكي تختبر فرح الرجاء في حياتك رغمًا عن الظروف المحيطة بك، إليك ثلاث أفكار:
1. لا تُهيء نفسك لخيبة أمل: يبدأ كل عامٍ، بتوقع متزايد على أنه عام البركة، والتعويضات، وسرعان ما نكتشف أنَّه عام ككل عامٍ، وربما أصعب ما مرَّ بنا من أعوام. إنَّ الرجاء، وتوقع حدوث شيء لا يحدث أبدًا يجعلك تشعر بالإحباط، لذا، لا تضع نفسك في هذا الموقف. لا تهيئ نفسك لخيبة أمل. «الرَّجَاءُ الْمُمَاطَلُ يُمْرِضُ الْقَلْبَ وَالشَّهْوَةُ الْمُتَمَّمَةُ شَجَرَةُ حَيَاةٍ.» (أمثال 13: 12).
2. لا تضع ثقتك في خططك: غالبًا ما يقول الأشخاص الذين لديهم خطط بثقة، «إليكم ما أريد القيام به: سأعيش في هذه المدينة أو تلك. سأذهب إلى هذه الكلية وأتابع هذه المهنة. سنتزوج، وسننجب أطفالًا. سوف نزرع كنيسة. سوف نغير العالم!» من الرائع أن يكون لديك خطط للمستقبل، لكن تذكّر، عندما تخطط للمستقبل، أنك لا تعرف حتى ما إذا كنت ستكون هنا غدًا! لا تضع ثقتك في خططك بل في ضمان الله ومعيته.
3. ضع رجاءك فيما ينتظرك: في عالم مليء بالغموض، ووسط خليقة تئن وتتمخض، أين يمكننا أن نجد الرجاء والأمان والفرح؟ ويتساءل المُرنم: «وَالآنَ مَاذَا انْتَظَرْتُ يَا رَبُّ؟ رَجَائِي فِيكَ هُوَ». (مزمور 39: 7)، انتظار الله يضع الرجاء والأمان والحب، ويشجعنا الرسول بولس أن نرفع عيوننا لننتظر الرجاء المبارك، «مُنْتَظِرِينَ الرَّجَاءَ الْمُبَارَكَ وَظُهُورَ مَجْدِ اللهِ الْعَظِيمِ وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ» (تيطس 2: 13).
وأخيرًا، تذَّكر أنَّ: «الفرح ليس موسمًا، أو وقتًا نعيشه، ويمضي، لكنَّه أسلوب حياة»؛ كما أنّ «الفرح ليس بالضرورة غياب المعاناة، لكنَّه العيش في حضور الله». وعندما تتعلم أن تفرح في الرجاء، فلن تنهزم أمام صعوبات الحياة. لكنك سوف تتغلب عليها.