الصوم في المفهوم الإنجيلي
مما لا شكّ فيه، أنَّ الصَّوم يُعتبر أحدُ أهمّ أركان العبادة الأساسيّة، ولا تخلو منه العبادات في غالبيّة الأديان، وهو أمرٌ محمودٌ ومقبولٌ من البشرِ، بل ويسعون إليه، تقرُبًا لله، وطلبًا لنوال غفران خطاياهم. ومنهم مَنْ يصوُم لأسبابٍ تتعلق بالارتقاء بالحياة الروحيّة، أو تهذيب الجسد، أو الزهد والتقشف، أو لأسبابٍ تتعلق بالتعبيرٍ عن موقفٍ سياسي، أو مشاركة الفقراء في احتياجاتهم. وأحيانًا يكون الصَّوم فرديًا، أو جماعيًا، في أوقاتٍ مُحددة ودوريّة، أو في مناسبات حسب الحاجة. وفي كثير من الأحيان، وبعد فترات طويلة من الصَّوم، يتساءل بعضٌ، لماذا صُمنَا، ولماذا لم يقبل الله صيامنا؟
وفي العهد الجديد أكَّد السيد المسيح على أهميّة الصَّوم، ذلك التأكيد الذي ظهر في حياته، وتعاليمه، وفي حواراته مع قادة الدين آنذاك، وعلى مثاله عاش وعلَّم التلاميذ والرسل، وفي حين يُتَّهم الإنجيليين بأنَّهم لا يصُومون، نجد أنَّ المُصلحين الأوائل، مارتن لوثر، وجون كالڨن، وغيرهم، قد أكَّدوا على أهميّة الصَّوم قرين الصلاة ووسائط النعمة المختلفة، مِفتاحًا لحياة التقدُّم في حياة الإيمان، وسُلَّمًا نحو الارتقاء الرُّوحيّ.
يُقدِّم هذا الكُتيب «الصَّوم في المفهوم الإنجيليّ»، محاولة لتقديم وجهة النّظر الإنجيليّة في الصَّوم، على أساسٍ كتابي، عارضًا أصوامًا تبدو مقبولة من البشر، لكنَّها مرفوضة من الله، في مقابل الصَّوم المقبول من الله؛ وهكذا يختم بالتأكيد على أهميّة الصَّوم، والطّريقة التي يقبل الله على أساسها أصوامنا، ويرتقي فيها بحياتنا الروحيّة.
لقراءة الكتيب أو تحميله في صيغة PDF |
|