مفاهيم خاطئة في عيد الميلاد
الهدى 1227 يناير 2021
قصة الميلاد مشهورة جدًا لدرجة أننا صدقنا تفاصيل كثيرة تخصها دون التدقيق فيما تقوله كلمة الله. على سبيل المثال:
1) لم يكن القديس يوسف ولا القديسة مريم يجريان في شوارع المدينة في منتصف الليل يطرقان على الأبواب بحثًا عن مكان يمكن للقديسة مريم أن تضع ابنها فيه…بل كانا في بيت لحم عند الأقرباء قبلها بفترة (لوقا 2: 6).
2) لم يترك القديس يوسف القديسة مريم على ظهر الحمار وهي تعاني من آلام الوضع باحثًا عن حجرة في فندق، ليكتشف أن نسبة الأشغال ١٠٠٪. القديس يوسف والقديسة مريم نزلا ومكثا عن أحد أقربائه بوقت كاف قبل ميعاد الميلاد. هو ليس غريبًا على بيت لحم!
3) كلمة καταλύματι والمترجمة (منزل، أو كما يظن البعض «فندق») لا علاقة لها بمفهومنا المعاصر عن «الفنادق.» الكلمة تعني «حجرة الضيوف» (انظر لوقا 22: 11؛ مرقس 14: 14). بعض الترجمات الإنجليزية (NIV) استدركت الأمر في تنقيحات لاحقة. ولم يقع في هذا الخطأ المترجمون العرب المسيحيون في العصر الوسيط. فهناك كلمة يونانية أخرى للحديث عن الفندق نجدها في مثل السامري الصالح (لوقا 10: 34).
4) لم يكن مذود البقر هو المكان الذي ولدت فيه القديسة مريم ابنها. المذود هو مكان في الجزء الأسفل من البيوت آنذاك، كان أكل البهائم يوضع فيه. وكانت البيوت، كمعظم البيوت الشرقية، مكونة من حجرة كبيرة للمعيشة، ويوجد أسفلها مكان لحفظ البهائم ليلًا (انظر 1صموئيل 28: 24).
5) المسيح ولد في بيت أقرباء القديس يوسف ثم وضع في المذود. كان البيت ممتلئًا بأقرباء القديس يوسف الذين أتوا بغرض الاكتتاب أيضًا—مثلهم في ذلك مثل العائلة المقدسة.
6) سبّح الرعاة الله وشكروه تعالى من أجل كل ما رأوه، وهذا معناه أنهم شعروا بقدر العناية التي شملت القديسة مريم والطفل يسوع. ولو كانوا قد شعروا بعكس ذلك، لعرضوا على العائلة المقدسة ترك هذا المكان العفن فورًا والذهاب معهم لبيت من بيوتهم. فكرم الضيافة فضيلة شرقية.
أخيرًا، حتى لو كان المسيح وُلّد في قصر من زمرد وياقوت ويشب، فمجرد نزوله إلينا بيانٌ لقمة تواضعه، وعظمة مكانتنا وقدرنا عنده. لكن يلزم أن نفهم القصة كما تقولها كلمة الله، بمنظورها الشرقي، لا بحسب سانتا كلوز!