الكويت بعيون مصرية
الهدى 1095 نوفمبر 2008
القس نادي لبيب
دولة الكويت هي دولة صغيرة لا يتعدي سكانها الوطنييين المليون نسمه ويعيش فيها الكثير من الأجانب والمغتربين والجاليات المختلفه. والذي يقرب عددهم من ضعف عدد السكان الأصليين أو أكثر , لكنها دوله تشعر فيها بالراحه والأمان وفي السطور التاليه سوف أسرد لكم خبرتي ونظرتي لهذا البلد من خلال زياراتي لها ومعيشتي لفترات ليست طويله فيها وذلك في ثلاث نقاط :
أولا : الكويت وشعبها
هذه الوله غريبه جدا في معاملتها لشعبها فلم أري بلدا يحترم ويقدر ابنائه مثل ما رأيت في الكويت انه بلد حريص علي أبنائه جدا وللكويتي في بلده الأولويه المطلقه في كل شئ قبل الأجنبي والاغريب مهما كان جنسية هذا الأجنبي , والأغرب من ذلك وهو بالنسبه لي خبرة شخصيه هو أنك كشخص تختلف في جنسيتك عن الكويتيين وتقدمت لطلب الزواج من كويتيه تفأجأ بأنه من ضمن شروط اتمام الزواج هو موافقة السفارة الكويتيه علي ذلك والسفارة بدورها تتحري عنك وترسل بياناتك للحكومه الكويتيه وتنتظر الرد بالموافقه أو الرفض حتي ولو كنت تضمن موافقة الأب والأم الكويتيين , أليس غريبا علي مسامعنا هذا الكلام ؟
لكن الأمر الإيجابي هو ان الكويت بهذها الأحترام لاولادها وبناتها خلق لديهم انتماء يفوق أي بلد وحب للكويت من القلب ودون أي اجبار من أحد فالكويتي يحب بلده عن قناعه ويسعي لحفظها وخدمتها.
ثانيا : الكويت والكنيسه
نحن المسيحيون نقيس دائما سماحة الوطن واحترامه للأقليات من خلال تسامح هذا الوطن مع الكنيسه ومقدار ما يسمح به من حريه لشئؤن الكنيسه المختلفه
وبهذا المقياس تكون الكويت من أرقي الدول العربيه التي تعرف أن تتعامل مع الكنيسه0 فالعلاقه بين الكنيسه والدوله هناك هي علاقة الكل بالجزء فالكنيسه هي جزء من الكيان الوطني الكويتي وليست غريبه او دخيله بل هي فعلا نسيج الوطن.
ان الكويتيين المسيحيين الذين لا يتعدون المئتين فرد هم أقليه لاتشعر بهذا المصطلح لكنها تحيا في ظل الحريه والتسامح والإخاء , فعندما تنوي كنيسة ما علي عمل مشروع اوبناء أو ترميم لا يكلفها الأمر سوي الورقه المقدم عليها الطلب والذي يتم الموافقه عليه في وقت قصير جدا وليس الوافقه فقط بل أيضا المساهمه من جهة الحكومه أو الشيوخ أو كبار الدوله مساهمة بالمال أو الجهد من الأخوة غير المسيحيين , فعندما تعمل الكنيسه سوقا خيريا للسلع والمنتجات تذهب للشركات والمصانع والأماكن التجاريه الكبيره والصغيرة وتعرض الفكرة التي تخدم من خلالها الكنيسه المجتمع المحيط من الفقراء والمسجونين والدول الفقيرة , تجد هذه الأماكن الكبيرة والغنيه تقدم وبسخاء دون تعصب ولا ازدراء بل بالحب وكأنهم شركاء في هذه الخدمه.
قد يكون هذا غريبا علي مسامعنا وآذاننا المصريه لكنه واقع وحقيقه وليست وعود ولا شعارات
ان الكنيسه في دولة الكويت تنعم بعصور ذهبيه حقيقة تساعدها هذه الظروف علي تأدية رسالتها بدقه وبقوة وبحب.
ثالثا : الكويت والمصريين
تري ماهو موقع الجاليه المصريه من الإعراب في المجتمع الكويتي المدني؟
انني وبكل الفخر أقول أن المصريين في الكويت يعاملون بكل الاحترام والحب من الشعب الكويتي فهم أقرب مجموعه عربيه للكويتيين
فالمصري شغل أكبر المناصب وارفعها وتغلغل في الكياني الكويتي المدني والخدمي والحكومي , وصارت العلاقه هي الود والاحترام والتقدير , ليس هذا فقط فالخدام في الكنائس المختلفه هناك من قسوس وعلمانيين أغلبهم من المصريين , ويشعرون بالدفئ في هذا الوطن وداخل جدران الكنيسه أيضا.
ان احترام وتقدير الكويتيين للمصريين جعلهم أكثر اخلاصا وحبا لهذا البلد وتفانيا في خدمته بل والعيشه بكل الأمان فيه,
وفي نهاية نظرتي للكويت اقول ان الكويت بلد الخير حقيقة وخيرها لها وللغير دون التفرقه مادام الشخص مخلص ويعمل باتقان عمله فله المكافأه حسب عمله
هذه هي الكويت كما أراها بعيوني المصرية