الهدى 1227 يناير 2021
الكاتب: جوني دي برتو
العمل من المنزل يصاحبه دائمًا عدد من التحديات. من المهم أن تنعم بمكان هادئ تستطيع أن تعمل فيه، وبه أقل ما يمكن من عوامل التشتيت، ويتيح لك الحفاظ على الروتين، ويوفر التركيز على الأهداف التي تريد إنجازها يوميًا.
إنَّ العمل من البيت مع وجود الأطفال قد يضيف المزيد من التحديات على وظيفتك. عندما يتواجد الأطفال في إجازة طويلة من المدرسة، في نفس المكان، يصبح التشتيت سهلاً، مما يؤثر على الإنتاجية.»
عندما تعمل من البيت، ربما يكون لديك أهداف تحتاج إلى الإنجاز كل يوم، ومع ذلك من غير الواقعي أن تظن أن استجابة أطفالك ستنسجم مع أهدافك. وبالتالي، كيف تجد المكان الهادئ الجميل الذي يمكنك فيه تحقيق أهدافك، وفي نفس الوقت تتجاوب بشكل إيجابي مع أطفالك؟
فيما يلي ثماني خطوات للحفاظ على عقلك وعلى سعادة أطفالك بينما تعمل من المنزل:
1) ضع جدولاً زمنيًا بالمهام
فكّر في جدول المهام الخاص بأطفالك، وما هو أكثر وقت يحتاجون فيه لتواجدك وانتباهك. خطط ليومك بحيث تعمل في الوقت الذي لا يحتاجونك فيه كثيرًا. وإذا كانوا صغارًا جدًا بحيث لا يقدرون على إشغال أنفسهم في وقت عملك، ربما تحتاج أن تخطط للعمل قبل استيقاظهم، ثم تأخذ استراحة من لعمل أثناء أكثر ساعاتهم نشاطًا من اليوم، ثم العودة مرة أخرى للعمل بعد أن يناموا.
2) ضع خطة
خطط لكيف تريد أن يسير الجدول الزمني لكل يوم. تحدَّث عن هذه الخطة مع أبنائك، وأخبرهم أنه سيكون عليكم أن تعملوا معًا كعائلة لتنفيذ هذا الجدول، بحيث تتمكن أنت من إنجاز عملك، ويتمكنون هم من إنجاز مهمة واجباتهم المدرسية. دوّن هذا الجدول الزمني، وربما تريد أن يساعدوك في تزيينه. ثم ثبت هذا الجدول في مكان مناسب ليروه بسهولة، واتبعوا الجدول الزمني بدقة بقدر الإمكان.
3) استراحات منتظمة
أخبر أطفالك أنكم ستحصلون على استراحات منتظمة كل ساعة، والتزم بها. خلال أوقات الاستراحة، وجّه اهتمامك وانتباهك نحو أطفالك.. تفاعل معهم. وفي نهاية الاستراحة، ذكّرهم بأنك سترجع إلى العمل لفترة قصيرة أخرى من الوقت، وستعود للرجوع إليهم بعد ساعة. قد يبدو هذا صعبًا من جهة التنفيذ، لكن الأطفال الأكبر سنًا، الذين يقدرون على العمل باستقلالية ودون مساعدة، يمكنهم في المعتاد التركيز لما يقرب من ٤٥ دقيقة في كل مرة. إذا لم يكونوا كبارًا هكذا، يجب أن يقدروا على العمل بمفردهم لمدة نصف ساعة. جرّب أحد الاقتراحين التاليين خلال اليوم:
٤٥ دقيقة عمل + ١٥ دقيقة استراحة أو
·٣٠ دقيقة عمل + ٥-٧ دقائق استراحة
استخدام «التايمر» قد يساعد الصغار على متابعة وقت عملك ومتابعة متى سيحصلون على استراحة.
4) تذكَّر وقت الفسحة
تذكَّر أن الفسحة للأطفال في المرحلة الابتدائية هي جزء ضروري من الجدول اليومي. لا يجب أن نتوقع من الصغار أن يظلوا جالسين أمام المكتب طوال اليوم. أتح لهم ممارسة بعض الأنشطة الحركية، وشجعهم عليها. وافعل نفس الشيء لأطفالك الأكبر سنًا. كما يحتاجون أيضًا وقتًا للتنفيس عن الطاقة التي تتراكم داخلهم أثناء جلوسهم للمذاكرة لفترات طويلة من الوقت. تذكر أنك تحتاج أنت أيضًا أن تبتعد عن مكتبك. العمل من المنزل مع وجود أطفال يوفر فرصة كبيرة للانضمام لأبنائك. كما يمثل اللعب طريقة رائعة للتعلق بهم، وزيادة الرابطة بينكم. الفسحة هي شيء رائع لتفعله أثناء الأوقات التي لا تنجز فيها الكثير خلال اليوم. وبعد أن تدرك بأنك لن تنجز العمل بأعلى درجة مطلوبة من الدقة خلال هذا الوقت، استغل هذا الوقت لعمل بعض التمرينات والأنشطة.
5) المكافآت
الأطفال في عمر ٨-١٩ سنة هم كبار بما يكفي ليفهموا مبدأ «الإشباع المتأخر» للرغبات: أي أن العمل والتخطيط الآن سيكون له فوائده لاحقًا. تحدث مع أطفالك عن أهمية الالتزام بجدول المهام للحصول على المكافأة لاحقًا. ثم خطط لمفاجأة لا يتوقعونها، وفاجئهم بها خلال الأسبوع في وقت لا يتوقعونه أبدًا.
6) علمهم الانضباط الذاتي
الأطفال الأكبر سنًا يمكن أن يفهموا أيضًا احتياجهم لوضع حدود لأنفسهم. إذا وجدتهم يقاطعونك في عملك أكثر من اللازم، يمكنك إخبارهم بأنه مسموح لهم أن يسألوك أو يقاطعوك عددًا محددًا من المرات في اليوم. ومن خلال هذا يستطيعون أن يتعلموا بعض الانضباط الذاتي عندما يقررون أي الأسئلة أو الطلبات يحتاجون فعلاً أن يطرحوها عليك، وأيها يمكن الانتظار عليها لوقت لاحق.
7) شجّع على الاسترخاء
أوقات القيلولة مفيدة للصغار وللوالدين أيضًا. لا تتردد في التشجيع على أن يأخذ أطفالك وقتًا للقيلولة. كذلك المراهقون، أثناء نموهم خلال فترة البلوغ، يشعرون بالإجهاد سريعًا. أطفالك الأكبر سنًا سيرفضون على الأرجح فكرة القيلولة، لكن ربما يتجاوبون جيدًا إذا قلت لهم مثلاً: « تبدو متعبًا. ربما تحتاج أن ترقد قليلاً على السرير.» عندما كنت أخبر أبنائي المراهقين بهذا، ويوافقون على اقتراحي، كنت أجدهم يغوصون في النوم سريعًا بعد ٥ دقائق. الحصول على الراحة يمثل وسيلة نافعة جدًا لتحسين تركيزك ومقدار إنتاجك ولتقليل التوتر.
8) عزِّز الإيجابيات
تذكّر ألا تغفل تشجيع أبنائك عندما يلتزمون بجدول المهام بدرجة كبيرة، أو ببعض الحدود التي فرضتها. واحرص على أن تشكرهم على مساعدتهم وتعاونهم!
من خلال الخطوات الثماني السابقة يمكنك خلق مناخ فعّال وأقل توترًا لك ولأطفالك بينما تعمل من المنزل. الأوقات التي يحصل فيها أطفالك على إجازات طويلة من المدرسة تمثل فرصًا ذهبية لتعليمهم العمل الجماعي في الالتزام بجدول المهام. العمل من البيت يمثل أيضًا وقتًا رائعًا لتحقيق الترابط والتواصل مع أبنائك بطرق جديدة.
https://www.focusonthefamily.me