الإصلاح الديني وليتورجيا العبادة
الهدى 1260 – 1263 سبتمبر – ديسمبر 2024
تحتلّ العبادة مكانة مركزيَّة في الفكر المُصلَح، لذا، لم يدَّخر المصلِحون جهدًا في دعوة الكنيسة لإصلاح العبادة لاهوتيَّا ومُمارسة. في الواقع يمكن وصف حركة الإصلاح الإنجيلي في أوروبا في القرن السَّادس عشر بأنَّها أساسًا حركة لإصلاح العبادة واسترداد مكانتها في حياة الكنيسة. اتَّفق جميع قادة الإصلاح الإنجيليّ في أنَّ قوَّة الكنيسة الحقيقيَّة وفاعليَّتها في العالم تنبعٌ من إدراكٍ واعٍ وفهم عميق للعبادة لاهوتيًّا وممارسةً. فالعقيدة السَّليمة أو Orthodoxy، تقود إلى مُمارسة سليمة أو Orthopraxy.
اختلَف المصلحون مارتن لوثر وهولدريخ زونجيلي وجون كالڤن مع فهم الكنيسة الكاثوليكيَّة للعبادة كمفهوم وممارسة وكانت نقطة انطلاقهم هي كلمة الله، الكتاب المقدَّس. فماذا يقول الكتاب المقدَّس عن العبادة؟ يناقش هذا المقال الإصلاح الدِّيني في أوروبا في القرن السَّادس عشر وليتورجيَّة العبادة، من خلال إلقاء الضَّوء على أهمّ ملامح العبادة المُصلَحة. ثمَّ تقديم نموذج ليتورجي للعبادة كما صاغه جون كالڤن. لكن قبل أن ألقي بعض الضَّوء على أهمّ ملامح العبادة في الفكر المُصلَح، سأقدِّم أوَّلًا ملاحظتان مهمَّتان عن ليتورجيا العبادة بشكل عامّ.
هل هناك ضرورة لوجود ليتورجيا للعبادة؟
ما هي الليتورجيا؟ كلمة «ليتورجيا» يونانية «λειτουργία» تعني «خدمة الشَّعب»، أو «نظام العبادة المُقدَّم لشعب الرَّبّ». وكلمة «ليتورجيا العبادة» هي كلمة غير مُستحبَّة في الدَّوائر الإنجيليَّة في مصر، وربَّما معظم كنائس الشَّرق الأوسط، إذ ترتبط اللّيتورجيا في ذهن كثيرين بنظام العبادة في الكنائس التَّقليديَّة، والتي لا تتَّسق مع الفكر المُصلَح. ويظنّ بعضٌ أيضًا أنَّ تبنِّي ليتورجيا معيَّنة للعبادة قد يؤدِّي إلى جمود العبادة وطقوسيَّتها، بل وذهب بعضٌ آخر إلى المناداة بأنَّ وجود ليتورجيا ثابتة للعبادة قد يتنافى أساسًا مع «حرِّيَّة الرُّوح».
بالطَّبع، لا أساس لكلِّ تلك المخاوف أو الاتهامات. العكس تمامًا هو الصَّحيح «لأَنَّ اللهَ لَيْسَ إِلهَ تَشْوِيشٍ بَلْ إِلهُ سَلاَمٍ، كَمَا فِي جَمِيعِ كَنَائِسِ الْقِدِّيسِينَ» ١كورنثوس ٣٣:١٤. لقد تبنَّت الكنيسة الأولي نظامًا معيَّنًا للعبادة، والذي عبَّر عنه لوقا في (أعمال الرسل ٤٢:٢) «وَكَانُوا يُواظِبُونَ عَلَى تَعْلِيمِ الرُّسُلِ، وَالشَّرِكَةِ، وَكَسْرِ الْخُبْزِ، وَالصَّلَوَاتِ.» صحيح أنَّ العبادة في سفر الأعمال كانت بسيطة وخالية من التَّعقيد، لكنَّها كانت في الوقت نفسه واضحة الملامح. والجدير بالذِّكر هنا أنَّ الكنائس المصلَحة حول العالم، بما فيها الكنيسة المشيخيَّة، لديها ليتورجيا واضحة للعبادة بعناصر متعدِّدة تقود شعب الرَّبّ إلى عبادة الرَّبّ بطريقة سلِسة وبتوازن خلَّاق بين أجزاء العبادة المختلفة. عندما هاجرتُ من مصر عام ٢٠٠٢م. وقبلتُ دعوة رعويَّة لرعاية إحدى الكنائس المشيخيَّة في جنوب ولاية نيوجيرسي، كانت هذه هي خبرتي الأولى لاتِّباع ليتورجيا العبادة وتقييم ما لها وما عليها. وبعد أكثر من عشرين عامًا من استخدام ليتورجيا العبادة أستطيع أن أقول إنَّ ما لها أكثر بكثير ممَّا عليها، فتلك الصَّلوات وأجزاء العبادة المعدَّة مُسبقًا كُتبت أيضًا بقيادة روح الله، وتسمح بنسبة من المرونة كافية أن تحميها من الوصول إلى الجمود والطَّقسيَّة.
ليتورجيا العبادة وخدمة الكلمة
الأمر الثَّاني هو القراءات الكتابيَّة وموضوعات العظات والتَّعليم لأيَّام الآحاد، أو الـ Lectionary. وهو أحد الأشياء التي لم نعتَد عليها في معظم الكنائس الإنجيليَّة في مصر والشَّرق الأوسط. هناك طرق عديدة يختار من خلالها الرُّعاة والوعَّاظ موضوعات عظاتهم والنُّصوص الكتابيَّة المرتبطة بتلك الموضوعات. قد يشعر الرَّاعي أو الواعظ باحتياج روحي ما في الكنيسة، أو مشاكل روحَّية معيَّنة، فيذهب إلى الكلمة المقدَّسة في محاولة لتقديم فكر كتابي من شأنه أن يعالج هذه الأمور. وقد يتناول سفرًا كتابيًّا معيَّنًا ويقدِّمه لمستمعيه، كدراسة تفسيريَّة مستخلصًا الدُّروس والعبر، عابرًا برعيَّته من عالم النَّصّ الكتابي إلى عالم اليوم بهمومه وتحدِّياته.
أثناء خدمتي في مصر كراعٍ للكنيسة الإنجيليَّة الأولى في الطَّيِّبة ( ١٩٩٣ – ٢٠٠٢)، اتَّبعت –معظم الوقت– مدرسة الوعظ التَّفسيري، وهي المدرسة التي تدرَّب عليها معظم جيلي، وتتلمذ في مدرسة أستاذنا الفاضل الدكتور القس مكرم نجيب. ومثل كثيرين من زملائي أيضًا، قدَّمنا عظات مختلفة تخاطب احتياجات خاصَّة لمسناها من خلال معاملاتنا الرَّعويَّة وإدراكنا لواقع الشَّعب الذي ائتمننا الرَّبُّ على خدمته. لم أسمع مطلقًا بالـ Lectionary حتى بداية خدمتي في الولايات المتَّحدة. كان أمرًا غريبًا جدًّا في بدايته، لكنَّني أرى أنَّ له إيجابيَّات عديدة.
الـ Lectionary هي خطَّة وخريطة للوعظ الكتابي دورتها ثلاث سنوات كاملة، أي إنَّ الواعظ سيقدِّم لشعبه الكتاب المقدَّس كلَّه مرَّة كلّ ثلاث سنوات. تقدِّم هذه الخطَّة موضوعًا كتابيًّا وأربعة نصوص كتابيَّة، اثنان من العهد القديم واثنان من العهد الجديد في كلِّ يوم أحد. تلك القراءات تشمل مزمورًا؛ قراءة من الأنبياء؛ قراءة من الإنجيل؛ وقراءة من الرَّسائل. تتناول القراءات الأربع موضوعًا واحدًا من زوايا متعدِّدة، كما تراعي المناسبات الكنسيَّة المختلفة، مثل: عيد الميلاد؛ عيد القيامة؛ يوم الصُّعود؛ يوم الخمسين… وهكذا. مِن وجهة نظري، هناك ميزتان مهمَّتان تقدِّمهما هذه الخطة الوعظيَّة. أوَّلًا، تحمي الواعظ من انتقاء نصوص وموضوعات للوعظ من دون غيرها، وبالتَّالي تحميه من تكرار نفسه. جميعنا مجرَّبون أن نعِظ من النُّصوص الكتابيَّة المحببَّة لدينا، ونتجاهل في المقابل نصوصًا أو أسفارًا كتابيَّة بأكملها لسبب أو آخر. ثانيًا، تهدف هذه الطَّريقة إلى تقديم كلّ مشورة الله، وتقديم الفكر الكتابيّ كوحدة واحدة من دون تجزئة، من التَّكوين إلى الرُّؤيا. في خطابه الوداعي لقسوس الكنيسة في أفسس، تكلَّم الرسول بولس عن هذا الأمر وكيف أنَّه قدَّم شموليَّة الفكر الكتابي «لأَنِّي لَمْ أُؤَخِّرْ أَنْ أُخْبِرَكُمْ بِكُلِّ مَشُورَةِ اللهِ» (أعمال الرّسل ٢٧:٢٠). لذلك، أرى أنَّ تلك الملاحظات بخصوص ليتورجيا العبادة بشكلٍ عام على جانب كبير من الأهمِّيَّة. السُّؤال الآن: «ما هي أبرز ملامح العبادة المُصلَحة إذن؟
ملامح العبادة المُصلَحة
أوَّلًا: أن تكون كتابيَّة
لا يمكن أن نتكلَّم عن ملامح العبادة المُصلحة من دون أن نذكر وجوب أن تكون كتابيَّة من الألف إلى الياء، لاهوتيًّا وممارسة. لكي نفهم دفاع المصلحون الأوائل عن كتابيَّة العبادة يجب أن نلقي الضَّوء على العبادة في الكنيسة الكاثوليكيَّة في القرون الوسطى. عندما غابت كلمة الرَّب من حياة الكنيسة في العصور المظلمة، غاب معها التَّعليم الكتابي وحلَّ التَّقليد الكنسي محلّ الوعظ. تكلم المصلحون عن خمسة عناصر رئيسيَّة للعبادة الكتابيَّة: قراءة الكلمة المقدَّسة (١تيموثاوس ١٣:٤)؛ الوعظ والتَّفسير الأمين لكلمة الرَّبّ (2تيموثاوس ٢:٤، رومية ١٤:١٠-١٥)؛ الصَّلاة (متَّى ١٣:٢١، أعمال ٢٤:٤-٣٠)؛ الممارسة الأمينة لفرائض المعموديَّة وعشاء الرَّبّ (متَّى ١٩:٢٨، ١كورنثوس ٢٣:١١-٢٦)؛ وأخيرًا التَّرنيم والتَّسبيح (أفسس ١٩:٥).
تميَّز مارتن لوثر عن جون كالڤن فيما يخصّ التَّرنيم والتَّسبيح في العبادة الجمهوريَّة. كان لوثر محبًّا جدًّا للتَّرانيم والموسيقى، وكتب ولحَّن كثيرًا منها مثل «الله ملجأٌ لنا وقوَّةٌ على الدَّوام.. عونٌ شديدٌ ثابتٌ في الضِّيقِ حصنٌ وسلام أو A Mighty Fortress Is Our God». رأى لوثر أنَّ المزامير، وكذا التَّرانيم الرُّوحيَّة جزء لا يتجزَّأ من العبادة المسيحيَّة. من النَّاحية الأخرى كان كالڤن صارمًا أكثر من لوثر في استخدام التَّرانيم. حيث علّم أنَّ الكنيسة يجب أن ترنِّم فقط التَّرانيم الكتابيَّة المتضمَّنة في سفر المزامير. قد يرى بعضٌ اليوم أنَّ كالڤن كان متشدِّدًا أكثر ممَّا يجب، لكنَّنا يجب أن نقرأ كالڤن في قرينته. كان يخشى –كغيره من المصلحين– أن تتحوَّل الكنيسة المصلحة إلى نسخة أخري من الكنيسة الكاثوليكيَّة وقتئذ، لذلك، كان السُّؤال المحوري لمعظم المناقشات اللاهوتيَّة والممارسات الكنسيَّة هو: ماذا يقول الكتاب المقدَّس –كلمة الله– عن هذا الأمر؟ إنَّ استعادة مركزيَّة العبادة ونقائها كان نتيجة مباشرة لحركة الإصلاح الإنجيلي.
ثانيًا: مركزيَّة عمل المسيح ومجد الله في العبادة
تميَّزت العبادة المصلحة بتركيزها الشَّديد على ما صنعه الله في المسيح لخلاص الخطاة وفداء البشريَّة السَّاقطة. ففي الوقت الذي قدَّمت فيه الكنيسة الكاثوليكيَّة آنذاك ما يجب أن يقوم به الخاطئ لنَيل الغفران الإلهي، قدَّم اللَّاهوت المصلَح عمل المسيح الكفاري كالأساس الأوحد لنَيل غفران الخطايا واسترداد العلاقة مع الله. فلا عجب أن يُصرّ كالڤن، رغم اعتراض مجلس مدينة جينيف، على ممارسة فريضة العشاء الرَّباني بشكل أسبوعي، كما تضمَّنت ليتورجيا العبادة الأسبوعيَّة صلاة لطلب الغفران Prayer of Confession وتأكيد الغفران المبني على كفاية عمل المسيح Assurance of Pardon. آمن كالڤن أنَّ شعب الرَّبّ لا بدّ أن يتذكَّر دومًا حاجته إلى عمل المسيح الخلاصي. وعندما يكون شخص الرَّبّ يسوع، وليس أيّ إنسان مهما سمَت مكانته، هو مركز العبادة، يتمجَّد الله في كلّ شيء. يتمجَّد في إيماننا بعمل المسيح الكفَّاري من أجلنا وقبولنا إيَّاه؛ بل ويرسلنا مجدَّدًا إلى العالم لمشاركة الأخبار السَّارَّة. لا تدعونا العبادة فقط إلى طريقة تفكير جديدة a new way of thinking or believing، بل إلى طريقة حياة جديدة a new way of living.
ثالثًا: المشاركة الفعَّالة في العبادة
نادت حركة الإصلاح الإنجيلي بالمشاركة الفعَّالة لشعب الرَّب في العبادة. فبينما تمركزت العبادة في الكنيسة الكاثوليكيَّة حول شخص الكاهن، علَّم اللَّاهوت المُصلَح بكهنوت جميع المؤمنين وأنَّ العبادة الكتابيَّة هي خبرة يجتاز فيها شعب الرَّبّ معًا. حذَّر المصلحون في القرن السَّادس عشر من أن يتحوَّل شعب الرَّبّ إلى مشاهدين وليسوا مشاركين في العبادة. كانت العبادة قبل صحوة الإصلاح خبرة سلبيَّة Passive إذ كان العابدون متلقُّون فقط، وكانت جودة العبادة تُقاس ليس بشِبع شعب الرَّبّ بعبادته، بل بجودة الموسيقى وجوقة التَّرنيم وعلوّ أجراس الكنيسة والأزياء الكهنوتيَّة والبخور وذخائر القدّيسين.
قلبت حركة الإصلاح الإنجيلي كلّ تلك الموازين رأسًا على عقب، وقدَّمت عبادة حيَّة يشارك فيها شعب الرَّبّ بشكل فعال. في يوحنا ٢٤:٤ تكلَّم الرَّبّ يسوع عن قلب العابد باعتباره جوهر العبادة: «اَللهُ رُوحٌ. وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لَهُ فَبِالرُّوحِ وَالْحَقِّ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدُوا». السُّجود بالرُّوح والحقّ وليس شُهرة المرنّم أو بلاغة الواعظ وفصاحته هو ما يقود شعب الرَّبّ إلى عبادة فعَّالة وخبرة حياتيَّة مُغيِّرة.
نموذج لليتورجيا العبادة المصلحة
في عام ١٥٤٢ نشر كالڤن هذه الليتورجيا للعبادة في سويسرا واستخدمها في كنيسة ستراسبورج Strassburg. بنى كالڤن هذه الليتورجيا على فهمه للاهوت العبادة كما تكلَّم عنه العهد الجديد، كما استعان بليتورجيا كان قد كتبها زونجيلي قبل ذلك بعدّة سنوات. الملاحظ في هذه الليتورجيا أنَّها تجنَّبت تمامًا كلّ مظاهر الطَّقسيَّة التي شهدتها العبادة في الكنيسة الكاثوليكيَّة، وكلّ الممارسات التَّقليديَّة التي ليست لها أسُس كتابيَّة. منع كالڤن وجود الصُّور والتَّماثيل في أماكن العبادة، وكّل ما من شأنه أن يجعل العبادة «حسِّيَّة» أكثر من كونها روحيَّة. رأى أنَّ المظاهر الطَّقسيَّة للعبادة من شأنها أن تُشتِّت عقل العابد وتُبعده عن التَّمتُّع ببركات إنجيل ربنا يسوع المسيح. هذه هي الليتورجيا التي استخدمها كالڤن للعبادة في الكنائس المصلحة:
- صلاة افتتاحيَّة Invocation
- دعوة للعبادة Call to Worship
- صلاة الاعتراف Prayer of confession
- إعلان أخبار الإنجيل السَّارة بغفران خطايانا Assurance of Pardon
- قراءات كتابيَّة من العهدَين القديم والجديد Scripture Readings
- مزمور مُرنَّمًا Psalm Sung
- صلاة رعويَّة وصلاة الاستنارة Pastoral Prayer and Prayer of Illumination
- عظة كتابيَّة The Word of God Preached (The Sermon)
- صلاة تشفُّعيَّة والصَّلاة الرَّبانيَّة Prayer of Intercession and the Lord’s Prayer
- فريضة العشاء الرَّباني The Lord’s Supper
- مزمور مرنَّمًا Psalm Sung
- البركة الرَّسوليَّة Benediction
آن الأوان أن تعيد الكنيسة في مصر غنى تراثها الكتابي واللَّاهوتي الخاصّ بالعبادة. آن الأوان أن تقف وقفة أمينة أمام نفسها لتقيِّم لاهوت العبادة وممارستها وتفصل التِّبن عن الحنطة. ستظلّ العبادة هي النَّشاط الأسمى للكنيسة في ترحالها هنا على الأرض، وستظلّ أيضًا تجربتها الكٌبرى هي الاحتفاظ بولائها الكامل لسيِّدها، وعدم السُّجود لآلهة أخرى، للأصنام، وما أكثر الأصنام الموجودة حولنا. أصنام اليوم ليست من فضة وذهب، لكنَّها أشياء قد تبدو عاديةٌ جدًّا. قد يصبح الولاء لواعظ بعينه صنمًا وكأنَّ كلّ ما يقوله وحيٌ؛ قد تصبح الموسيقى في كنائسنا صنمًا؛ قد تصبح الطَّائفة التي ننتمي إليها صنمًا وكأنَّها تملك كلّ الحقّ. فلا عجب أنَّ يقول جون كالڤن: «إنَّ قلب الإنسان مصنعٌ دائم للأصنام». «أَيُّهَا الأَوْلاَدُ احْفَظُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ الأَصْنَامِ» (١يوحنا ٢١:٥).
قائمة المراجع ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Calvin, John. Institute of the Christian Religion. Edited by John T. McNeill. Translated by Ford Lewis Battles. Vol. 2. Philadelphia, Westminster Pres, 1960.
Gibson, Jonathan and Mark Earngey, Eds. Reformation Worship: Liturgies from the Past for the Present. Greensboro, NC: New Growth Press, 2018.
Robin A. Leaver, Robin. Luther’s Liturgical Music: Principles and Implications. Minneapolis, MN: Fortress Press, 2017.
Schaff, Philip. History of the Christian Church, Volume VIII: Modern Christianity. The Swiss Reformation. Independently published, 2017.