رأي الهدى

الكنيسة الأولى نموذجًا للكنيسة المُصلَّحة

الهدى 1260 – 1263                                                                                                    سبتمبر – ديسمبر 2024

نتطلع جميعًا إلى الكنيسة الأولى، كيف عاشت، كيف انطلقت وامتدت وحققت إرساليتها العظمى التي كلَّفها بها الربَّ يسوع قبيل صعوده إلى السماوات قائلًا: «دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ. فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ. وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ». آمِينَ» (متى 28: 18-20)؛ وقد رسم المسيح لتلاميذه خطة تنفيذ هذه الإرساليّة حينما أمرهم قائلًا: «سَتَنَالُونَ قُوَّةًمَتَى حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْكُمْ وَتَكُونُونَ لِي شُهُوداًفِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ» (أعمال 1: 8)؛ وحينما حلَّ الروح القدس على التلاميذ يوم الخمسين وجدهم مجتمعين، بنفس واحدة، فحلَّ عليهم وطفقوا يتكلمون بألسنة أخرى، ثمَّ قدَّم بطرس عظته الأولى، والتي انضم على إثرها نحو ثلاثة آلاف نفسٍ، وهكذا كانت بداية الكنيسة الأولى، كنيسة المسيح، التي نرغب أن نعيش مثلها. ويُمكننا بالطبع إن التزمنا بالأسس التي سجَّلها الروح القدس عن أعمدة الكنيسة التي بحسب قلب الرب، والتي تنجح في تحقيق رؤيته وإرساليته.
يُسجِّل الوحي المقدس الأسس التي يجب أن تقوم عليها الكنيسة، قائلًا: «وَكَانُوا يُواظِبُونَ عَلَى تَعْلِيمِ الرُّسُلِ وَالشَّرِكَةِ وَكَسْرِ الْخُبْزِ وَالصَّلَوَاتِ.» (أعمال 2: 42). وهنا نجد أربعة أعمدة ثابتة، راسخة، تساعد الكنيسة في أي زمانٍ ومكان أن تكون مثل الكنيسة الأولى، وهي الأعمدة هي:

  1. التعليم: والتعليم كما قدَّمه الرسل، نجده مؤسسًا على موت وقيامة المسيح تحقيقًا للنبوات الوارده عنه في الكتاب المقدس، وهكذا حققوا مبدًأ إصلاحيًا هامًا، هو: «الكتاب المقدس وحده».
  2. الشركة: معناها الشركة في كل شئ، في الروح، في الوعظ، في المحبة، في الخدمة، وعلى رأس كل هذا «شركة آلامه»(فيلبي 3: 10)، هذه الشركة التي تقودنا إلى نصرة قيامته.
  3. كسر الخبز: تحقيقًا لوصية المسيح، وقد علَّم الرسول بولس كنيسة كورنثوس مُذكِّرًا إياهم قائلًا: «إِنَّ الرَّبَّ يَسُوعَ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي أُسْلِمَ فِيهَا أَخَذَ خُبْزاً. وَشَكَرَ فَكَسَّرَ وَقَالَ: «خُذُوا كُلُوا هَذَا هُوَ جَسَدِي الْمَكْسُورُ لأَجْلِكُمُ. اصْنَعُوا هَذَا لِذِكْرِي». كَذَلِكَ الْكَأْسَ أَيْضاًبَعْدَمَا تَعَشَّوْا قَائِلاً: «هَذِهِ الْكَأْسُ هِيَ الْعَهْدُ الْجَدِيدُ بِدَمِي. اصْنَعُوا هَذَا كُلَّمَا شَرِبْتُمْ لِذِكْرِي». فَإِنَّكُمْ كُلَّمَا أَكَلْتُمْ هَذَا الْخُبْزَ وَشَرِبْتُمْ هَذِهِ الْكَأْسَ تُخْبِرُونَ بِمَوْتِ الرَّبِّ إِلَى أَنْ يَجِيءَ.» (1كورنثوس 11: 23-26).
  4. الصلاة: في الصلاة تتواصل الكنيسة مع الله، وتكون في شركة معه، فتؤثر في حياة أعضائها، ومجتمعها، هكذا كانت الكنيسة الأولى نموذجًا للكنيسة المُصلّحة.

(المُحرِّر: نون زين)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى