من شيخ إلى شاب
الهدى 854 السنة 72 أكتوبر ونوفمبر 1982
من شيخ إلى شاب
عزيزي الشاب المسيحي:
في رسالتي السابقة تركت معك في ختامها هذا السؤال:
هل لك حياة شباب النعمة؟؟
ولعلك أدركت معي سمو ورفعة هذه الحياة، ولا شك أن السعادة تغمر قلبك وأنت تسير قُدُماً في حياتك يوماً بعد يوم.
إني أغبط كل شاب يحيا حياة التقوى في شركة مع الله، وحياة البر في معاملاته مع الناس، وفي حياة التعقل في سلوكه اليومي الخاص، ولكني أشاركك الشعور بأنها الطريق الضيق الذي اختاره لنا الرب وأن الطريق الآخر ـ الرحب ـ يبدو أمامنا في بعض الأوقات ـ وكأن زهوره يانعة، وقطوفه دانية، ثماره أكثر حلاوة. عندما يتمالك هذا الشعور أفتح كتابك المقدس وأقرأ المزمور الثالث والسبعين، ثم أقول لك إن أحسست يوماً بأن مسارك قد مال ولو قليلاً يمنة أو يسرة، ففي الحال صحح هذا المسار. فالقول الإلهي صريح “من هو قائم فلينظر أن لا يسقط” (1كو 10: 12) فالسقوط محتمل لمن هو قائم؛ لكن الوعد صريح والعود وارد “اذكر من أين سقط” (رؤ 2: 5) عد إلى شركتك مع الرب لأن فقدان الشركة أو ضعفها، أبعدك عن مسارك. عد إلى عشيرتك مع شباب النعمة ـ أبناء الملكوت ـ لماذا أهملت عشرة الصديقين؟؟
ما هو الكتاب الذي قرأته بالأمس فحَّول عينيك للنظر إلى الباطل، وأبعد عن فكر التعقل؟
تصحيح المسار يبدأ من ذات المكان الذي حدث فيه الميل أو الإنحراف وتصحيح المسار يبدأ فور الإحساس بأنك فقدت شيئاً، ولو حاولت التجربة أن تخدعك بأن الأمر بسيط وأن المسألة لا تعدو أن تكون أمراً طارئاً سرعان ما يزول.
لا تصرف وقتاً في التبرير لما حدث، فلا مبررات له. نعم أنها غفلة، هفوة، زلة، ضعف في الإرادة، سلب للفكر، ربما خدعة أو على سبيل المزاج، أو من أي دافع خارج عن النفس.
قم. انهض. اعمل. لا تؤجل. أما أنت أيها الشاب الذي مازلت في سعيك في حياة النعمة السوية والحياة الشبابية المسيحية، فعاون آخرين في طريق سعيهم فهذا يزيدك ثباتاً ونمواً وتقدماً.
وإلى أن نلتقى أرجو لك سعود الأوقات.
القس حبيب حكيم