ريشة العدد فبراير ومارس 1991
الهدى العدد 929 فبراير ومارس 1991
منذ 2 أغسطس 1990 وقد غطت أحداث العراق والكويت الأنباء العالمية في كل وسائل الاعلام وأصبحت تطورات الموقف الشغل الشاغل للعالم أجمع عامة، والشرق الأوسط خاصة.
وقد كانت الأحداث فريدة من نوعها فالعراق دولة عربية، اغتصب دولة عربية أخرى هي الكويت، وضمتها إليها. وفي الوقت الذي اجتمعت فيه كلمه العرب أفضل المستويات تفجرت هذه المشكلة، التي أثارت التفرق.
كان من ممكن للدول العربية الأخرى أن تهمل القضية ولكن هذا غير ممكن فما يؤثر على دولة يؤثر على باقي دول المنطقة ولو تركنا مجال الاغتصاب فالمغتصب لن يشبع، وهو يمتد إلى مناطق أخرى ما لم يمنعه أحد.
وهناك قضية أخطر وهي الدفاع عن الحق سواء كان الحق يمس الدول الأخرى، أو لا يمسها فالحق لقد حملت مصر دورها الإيجابي المسؤول من منطلق ادراكها لمسؤوليتها التاريخية ودعت الى مسانده الحق والدفاع عن المظلوم وطالبت بعوده الكويت لشعب الكويت واسترداد الشرعية لدولة الكويت كما دعت مصر للدفاع عن السعودية والدول الشقيقة
ولقد كان دور الرئيس محمد حسني مبارك رائعًا عندما قاد المسيرة في اتجاه الحق والعدالة وطالب بتحقيق السلام على أساس العدل وعندما توقفت وعندما توقف ذلك كانت الحرب لا محال قادمة.
اننا نشعر بالأسى لكل ما تتركه الحرب من أثار مدمره ومن آلام للبشرية فإن أمنياتنا هي امن المواطنين سواء أكانوا عراقيين أو كويتيين أو سعوديين اننا نحرص على الانسان احترامًا لآدميته فهو خليقة الله
ونحن نقدر الطموح فلكل دولة طموحاتها ونحن نساند ذلك ولكننا نفرق بين الطموح والطمع فالطموح فضيلة والطمع رذيلة الطموح يدفع الإنسان للتقدم والطمع يبني أمجاد صاحبها على حساب الغير
إننا نصلي أن ينقذ الله الشرق الأوسط، من محنه حاليه وقادمه ونرجو أن يعود الرئيس صدام حسين إلى عقله ويرحم شعب العراق وغيرهم من أطماعه.