الكنيسة الإنجيلية في العوام
الهدى 1240-1241 فبراير ومارس 2022
تقع الكنيسة بقرية العوَّام جنوب مدينة المنيا بحوالي 12 كم، وتتبع إداريًا مجمع المنيا الإنجيلي.
أولاً: نشأة الكنيسة
تأسس العمل الإنجيلي بالعوَّام منذ عام 1908 حيث كانت العوام جهة كرازية تابعة للكنيسة الإنجيلية بعكاكا التابعة لمجمع المنيا الإنجيلي. فكانت تقام الاجتماعات في الشارع أسفل إحدى الأشجار التي كانت موجودة في منطقة «بوابة القطوطة» التي بها الكنيسة الآن.
وفي عام 1952 قام طيب الذكر القس إسحق حنا بتأسيس كنيسة العوَّام، التي كانت تعرف وقتها وحتى وقت قريب باسم «الكنيسة الإنجيلية بأبو قط» وكان يأتي إلى الخدمة في العوام بصورة مستمرة وكان يعاونه كلًا من: الشيخ حنا صليب، والشيخ منسى، والشيخ أبادير. وقد تم عمل منارة وجرس للكنيسة عام 1981، حيث كانت الكنيسة الإنجيلية بالعوام هي الكنيسة الوحيدة التي تخدم قرية العوام، وبعض العزب المجاورة لها.
وعند وفاة القس إسحق حنا أكمل العمل من بعده ابنه طيب الذكر القس شكري، الذي حصل على قرار جمهوري عام 1997 بإقامة شعائر دينية وممارسة الفرائض بالكنيسة، وفي عام 2003 تم الحصول على قرار هدم وإعادة بناء الكنيسة 3 طوابق، فأصبحت مساحة الكنيسة 200 متر بعدما كانت 80 متر فقط.
ومن اللحظات التي لا تُنسى وتُسطَّر في تاريخ الكنيسة، هي تلك اللحظة التي أعلن فيها القس شكري -يوم الأحد صباحًا- خبر الحصول على ترخيص هدم وبناء الكنيسة، مما كان له عظيم الأثر في نفوس شعب العوام، حيث صفق الشعب وتعالت أصوات الزغاريد، تعبيرًا منه عن فرحته وامتنانه للرب على حصولهم على القرار. وقام الشعب في نفس لحظة إعلان الخبر بتقديم كل ما كان معهم من ذهب وأموال كبداية. وكذلك من الأشياء التي لا تنسى أنه تم هدم وحفر أساسات الكنيسة في يوم واحد.
ثانيًا: الخدمة المجتمعية
1. التعليم
تهتم الكنيسة بخدمة التعليم، وذلك من خلال إقامة حضانة لتقديم التعليم في المرحلة قبل الابتدائية، مع التركيز على تنمية الأطفال رياضيًا وإبداعيًا واجتماعيًا وتعليميًا وثقافيًا، وذلك من خلال معلمات متميزات، يقمن بالإشراف على عملية التعليم بالحضانة، كما تقوم الكنيسة بالاهتمام بأبنائها الطلاب تعليميًا في المرحلة الابتدائية من خلال تقويتهم وتقويمهم بدروس تحت مسمى «خد بإيدي»، وذلك من خلال إحدى خادمات الكنيسة.
2. خدمة الرحمة
إيمانًا من الكنيسة بأن رسالتها ليست روحية فحسب، بل أيضًا الاهتمام بجوانب الإنسان المختلفة، وكذلك محبة الكنيسة لأبنائها. لذلك تقوم الكنيسة بالاهتمام بشعبها وذلك من خلال تقديم المساعدات المادية والعينية للأسر الأكثر احتياجًا، وكذلك إقامة معارض لبيع الملابس بأسعار رمزية.
3. خدمة المجتمع
إيمانًا من الكنيسة بأنَّ دورها وتأثيرها لا يقتصرا على المجتمع الكنسي فحسب، بل يمتد أيضًا لخدمة المجتمع المحيط بها سواء مسيحيين أو مسلمين، لذلك تقوم الكنيسة بعمل شراكات مع الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية من خلال برامجها المختلفة، وذلك لخدمة المجتمع، والعمل على نموه، منها على سبيل المثال لا الحصر: تنظيم قوافل طبية من خلال مستشفى حورس، عمل مبادرة لمواجهة فيروس كورونا، وذلك من خلال عمل توعية وتوزيع مطهرات وكمامات لكل أهل القرية من مسلمين ومسيحيين، كما يوجد فريق لخدمة المجتمع يتكون من مجموعة من خدام الكنيسة، يقومون بخدمة المجتمع من خلال أنشطة كثيرة منها: قوافل طبية، تقديم العلاج بأسعار رمزية، زيارة معهد الأورام، وتقديم فقرات متنوعة وهدايا للأطفال بهدف إسعادهم والتخفيف عنهم.
4. الامتداد والنمو
من الجدير بالذكر أن الكنيسة بالرغم من وجودها في قرية صغيرة، وإمكانياتها محدودة لكنها تقوم برعاية جهتين كرازيتين هما: عزبة طيبة، وعزبة التل. وكأن التاريخ يعيد نفسه. حيث أنه لنا في هاتين الجهتين اجتماعات بصورة مستمرة، وتقدم دروس خاصة بالعقيدة الإنجيلية مع عمل عشاء رباني بصورة مستمرة من خلال القس هاني عادل راعي الكنيسة. وكذلك نقوم بمجموعات تلمذة وإعداد خدام مما نتج عنه وجود مجموعة من الخدام الذين تم تجهيزهم لتحمل مسؤولية خدمة الكنيسة التي نأمل أن تقام بهما. وقد تم شراء قطعة أرض بإحدى الجهتين، ونصلي أن يفتح لنا الرب الأبواب للمساعدة في وجود كنيسة في كلٍ من الجهتين.
ثالثًا: خدام الكنيسة
خدم بالكنيسة مجموعة من الخدام المباركين: القس إسحق حنا، ومن بعده ابنه القس شكري إسحق حنا، الأخ أمير سمير، القس ماجد مجدي (فترة تدريب صيفي تابعة لكلية اللاهوت)، الأخ ناثان عبده، الأخ عاطف لطفي، القس سامي فؤاد. ويرعى الكنيسة الآن القس هاني عادل منذ عام 2018، مع العلم أنه ثاني راعٍ للكنيسة، وفي عهده تم رسامة أول مجلس أصيل للكنيسة.
كما رأس مجلس الكنيسة كلٌ من: القس شكري إسحق، القس يعقوب حنين، القس مكرم روفائيل، القس نسيم فضل، القس رجائي محيي، القس عماد بطرس.