الكنيسة الإنجيلية في الناصرية
الهدى 1231 مايو 2021
تقع الكنيسة الإنجيلية بقرية الناصرية، شرق النيل بمركز بني مزار بمحافظة المنيا، وتتبع مجمع المنيا الإنجيلي.
نبذة مختصرة عن تاريخ الكنيسة
بدأ العمل الإنجيلي بالقرية 1880، حيث أتوا المرسلون للقرية –تحت قيادة القس ريد ستران- في قارب شراعي، وقدموا البشارة للقرية وقرى شرق النيل. وبعد عام تمّ عمل أول اجتماع بمكان بسيط من أعواد الذرة (زريبة)، كان يمتلكه أحد المتعبدين وهو الراحل ميخائيل روفائيل. وفُتِحَ المجال للعمل الإنجيلي على مصراعيه. وما بين 1886- 1919 تمكن العابدون من شراء قطعة أرض صغيرة لإقامة مكان للعبادة إلى أن تطور الأمر 1920 عندما تبرع الخواجة جبرائيل يني سليمان بقطعة أرض مساحتها حوالي 1000 متر من أملاكه لإقامة كنيسة عليها، في 4 فبراير 1924. تعيَّنَ ق. يعقوب عبد الملك للخدمة بالكنيسة وتمت رسامته وتنصيبه 1925- 1958 كأول قس مرتسم بالكنيسة، وفي أغسطس 1926 شُكِّلَ أول مجلس للكنيسة برسامة الشيخين: يسى سليمان، مرقس مينا، والشمامسة: عبد الملاك إبراهيم، يوسف السيد العبد، رزق اسطفانوس.
وبعد مدة رعاية ق. يعقوب التي استمرت إلى نهاية حياته، حضر ق. كرم عياد إلى القرية (1 يونيو 1959- 1971م.)، وفي عهده تم تجديد مجلس الكنيسة برسامة شيوخ وشمامسة جدد يوم 7 نوڤمپر 1967 الشيوخ هم: لبيب السيد جرجس، زكي إبراهيم، مينا عزيز، سليمان يسى، والشمامسة هم: لطفي إبراهيم يونان، سمير جبرائيل، حنا يونان، قدسي فهيم. وبعد فترة تم تدعيم المجلس بالشيخ داود يسى. تَتَابع الرعاة على الكنيسة (1960- 1999) ق. صفاء داود، ق. وديع لطف الله، ق. عوني شحاتة، ق. صموئيل حبيب إبراهيم (تم تنصيبه)، ق. منير قزمان، ق. سمير كامل، ق. سامي حنين، ق. راضي عطا الله، ق. سامي منير، ق. رأفت لوقا (تم تنصيبه)، ق. رضا وديع، وفي نهاية 1999 تم دعوة ق. صموئيل حبيب إبراهيم لرعاية الكنيسة فترة ثانية، وتزامن ذلك مع بناء مبنى جديد للكنيسة، واستمر حتى 2009، وخدم أثناء الدراسة بكلية اللاهوت ق. باسم فريد، ق. إسحق سعد، ثم تم تنصيب ق. جرجس جورج (خدم في الفترة 2011- 2018). ثم بعد ذلك ترأس المجلس ق. عزت عفيفي، وتمت رسامة شيوخ وشمامسة للكنيسة في 17 مايو 2019، والشيوخ هم: حنا معوض، مدحت داود، رفعت حنا، أشرف حنا، سعد صلاح. والشمامسة هم: حنا جبرائيل، عزت كمال، أمجد حنا، عيد كمال، مدحت حكيم، رأفت عادل. وفي 7 سبتمبر 2020 تم تنصيب ق. أرميا عبد المسيح رزق راعيًا للكنيسة.
ثانيًا: الدور الروحي للكنيسة في القرية
منذ أن أتى المُرسلون للقرية لم تكف الكنيسة عن دورها الروحي في نشر رسالة الإنجيل، من خلال الامتداد والكرازة للأماكن المجاورة مثل أبو جلبان، والشيخ فضل. فكانت مثل «كوكب الشرق المنير للقرى المحيطة» كما أُطلق عليها في عدد الهدى مايو 1925م. كما تميز أعضاءها بالقراءة والدراسة العميقة لكلمة الله التي شكلت حياتهم، وأخص بالذكر الشيخ داود يسى، والشيخ زكي إبراهيم والشماس لطفي «شاعر الكنيسة»، الأستاذ نصحي سليمان. وهناك من تعلموا القراءة والكتابة عن طريق دور الكنيسة التعليمي، ليدرسوا كلمة الله وينهلوا منها مثل الشماس حنا يونان، والأخ فريد سلامة، والأخ صلاح سعد. ويستمر تاريخ الكنيسة الإنجيلية بالناصرية عامرًا بالحجارة الحية في كل عصر؛ حيثُ خرج من رحمها القس عيد صلاح، القس مراد عادل، القس عياد صلاح.
ثالثًا: الدور التنموي
قام القس يعقوب عبد الملك (1925- 1958م.) بزراعة حديقة الكنيسة، وكان يستخرج منها الأعشاب لمعالجة الأمراض المنتشرة في ذلك الوقت، نظرًا لغياب الخدمات في القرية والبُعد عن المدينة. واستمر العمل الإنجيلي بدوره التنموي بالقرية إيمانًا بوعي الكنيسة بتكامل خدمة الإنسان على كل المستويات. ولعبت الهيئة الإنجيلية دورًا هامًا في مساعدة أبناء القرية في تنمية الزراعة والثروة الحيوانية. واستمر دور الهيئة لوقت ليس بقليل في تنمية القرية؛ كما قامت الكنيسة بدور تنموي في تنظيم الأسرة ورفع كفاءة ووعي المرأة بالناصرية.
رابعًا: الدور التعليمي
نظرًا لصعوبة الموقع الجغرافي للقرية وغياب المدارس، قامت الكنيسة في بداية الثلاثينيات بإنشاء مدرسة داخلها، تعلّم فيها الكثير من أبناء القرية مسلمين ومسيحيين حتى ستينات القرن الماضي. مما أحدث نهضة تعليمية بالناصرية وكان القس يعقوب ناظر المدرسة والمشرف عليها. كما عملت الكنيسة بالشراكة مع الهيئة الإنجيلية فصول محو الأمية، مما ساهم ذلك في دراسة كلمة الله، واهتمام الآباء بتعليم أولادهم.
بارك الله هذه الكنيسة بأشخاص أمناء مثل الأستاذ سمير جبرائيل يني، وكان أستاذًا جليلًا آمن بدوره ورسالته في تعليم أولاد القرية منهم مَن وصلوا لمناصب قيادية بأماكن مختلفة، وقد رفض الترقية ليظل على رتبة معلم حتى خروجه على المعاش. كان موسوعة تعليمية ومُعلمًا متواضعًا، مما جعله علامة فارقة في حياة ووجدان كثيرين، ليس في الناصرية فحسب، لكن في العملية التعليمية في بني مزار أيضًا. وتأثر بحياته أولاد الكنيسة، وعلمهم كيف يسلكون حياة المسيح، معبرين عن أنفسهم، ومهتمين بأدق أمورهم الشخصية.
خامسًا: الدور المجتمعي
قامت الكنيسة بأدوار مجتمعية هامة مثل منع كثير من العادات البالية مثل الثالث، والأسبوع، والـ 15، والأربعين، والسنوية، كما منعت عادات أخرى مثل زيارة القبور، ولا سيما في المناسبات، ومنع ختان الإناث.
كما كان للكنيسة -من خلال أبنائها- دورًا بارزًا في الاهتمام بالفقراء وتحقيق العدالة والسلم المجتمعي، وأخص بالذكر الخواجة جبرائيل يني (1887- 1946م.)، وكان مشهودًا له بأنه لم يظلم أجيرًا مسكينًا، بل كان يترأف ويُعطي. وأكمل الرسالة من بعده الشيخ مينا عزيز (1942- 2019م)، وكان مرجعًا كبيرًا لكل أهل القرية، مشيرًا حكيمًا، ساعد في حل كثير من مشاكل القرية، ولم يتوانى عن خدمة الكنيسة والمجتمع. فقدّم علامة وقيمة كنموذج فريدٍ لشيخ كنسيّ له عمل مجتمعي مميز بالقرية.
سادسًا: حاضر ومستقبل الكنيسة
استمرارًا للدور الروحي للكنيسة نقوم بعمل مدرسة لتعليم الموسيقى والتسبيح، نسعى لضم أعضاء جدد للكنيسة، نرسل كثيرين من القيادات للمدن بسبب سوق العمل لخدمة مجد الله داخل الكنيسة العامة في كل ربوع البلاد يتميزون باتزانهم الروحي والفكري. قُمنا بإنشاء صندوق لخدمة المدمنين داخل القرية يساعد بجزء في تكلفة العلاج، نقوم بعمل أربع قوافل كرازية داخل القرية، ونُعَدْ لإقامة فريق كرازي من الكنيسة للخدمة بالقرية في ظل كثرة عدد المسيحيين بها، كما نسعى لتأسيس خدمة للاهتمام بالبنات روحيًا ونفسيًا.
وانطلاقًا من الدور التعليمي تقوم الكنيسة بالاهتمام ببعض الأطفال الفقراء لتطويرهم تعليميًا من خلال دعم أعضاء الكنيسة المالي، كما تتطلع الكنيسة إلى إنشاء حضانة لخدمة أولاد القرية في العام 2021- 2022، وسيتم إطلاق أسماء مَن أثروا في العملية التعليمية -داخل البلدة قديمًا- على الفصول تكريمًا لذكراهم.
ونسعى من خلال دور الكنيسة التنموي والاجتماعي لخدمة كل أولاد القرية بالشراكة مع بيت المال «لجنة الزكاة» التي تهتم بخدمة الفقراء والأرامل بالقرية، ونكن لهم كل احترام وتقدير من خلال الدور المتبادل والعلاقات فيما بيننا لخدمة المحتاجين. كما تقيم الكنيسة بالشراكة مع الهيئة الإنجيلية أحداث للعيش المشترك لكل أولاد القرية بكل طوائفها. واهتمت الكنيسة بكل أولاد القرية في أزمة كورونا دون استثناء، وقامت بشراء مُعدات طبية، كما قامت بإعداد وجبات وصنعت شراكات مع هيئة ومؤسسات لخدمة ما يقرب من 500 أسرة سواء من المحتاجين أو العمالة غير المنتظمة، نشكر الله لأجل نجاح عمل نادي لخدمة أولادنا في ظل تعدد الأماكن التي أثرت أخلاقيًا على أولادنا، وتتطلع الكنيسة لإنشاء جمعية تنموية لخدمة أولاد القرية، كما تسعى في المستقبل القريب لشراكات مع هيئات مختلفة للتوعية ضد مخاطر الإدمان، ولله المجد في كنيسته.
في المعلومات التاريخية التي تخص الكنيسة وخدمتها. تمت الاستعانة بكتيب للكنيسة شارك في إعداده القس عيد صلاح، والشيخ سمير فرج