الكنيسة الإنجيلية في جرجا
الهدى 1227 يناير 2021
تقع الكنيسة بمدينة جرجا جنوب مدينة سوهاج بحوالي 35 كم، وتتبع إداريًا مجمع سوهاج الإنجيلي.
أولاً: بداية النور
أمتد العمل الإنجيلي في كل القطر المصري بفضل رجال الله الأمناء الذين خدموا الله في مناخ معاكس، لكن طاعتهم لله أثمرت بمولد معجزة حقيقية في مصر هي الكنيسة الإنجيليّة المشيخيّة. لقد أتسع العمل الإنجيلي إلى أن «بدأ تأسيس سنودس النيل الإنجيلي في عام 1898، تحت مظلة مجمع واحد، لكن نظرًا لاتساع العمل وتباعد الكنائس والمراكز الكرازية جاء تقسيم المجمع إلى أربعة مجامع.» منها الرابع: «يبتدئ من مديرية جرجا شمالاً ويستمر جنوبًا إلى آخر ما يكون للكنيسة عمل في وادي النيل.» وهنا كانت البداية الحقيقية لزرع الكنيسة الإنجيليّة في مديرية جرجا وقتها.
البداية كانت في 14 أكتوبر عام 1910عندما ناب عن السنودس القس بولس عبد الشهيد راعي الكنيسة الإنجيلية بأخميم، والقس ولاس مكجل المُرسل الأمريكاني في الأقصر، بشراء قطعة أرض لبناء كنيسة إنجيلية مشيخية بمديرية جرجا. ثم من بعدهما القس غبريال الضبع والذي أضاف مساحة أخرى عام 1918، ومن بعده القس توفيق جيد والذي أضاف مساحة أخرى عام 1927، لتصل المساحة إلى 525 م2 بغرض بناء كنيسة ومدرسة إنجيليّة، وهو ما تم بالفعل حيث تم تأسيس وبناء الكنيسة الإنجيلية في عام 1928، «وكان بها مدرسة إنجيلية» لكن تحولت المدرسة بعدها إلى سكن للراعي.
هكذا بدأت الخدمة بعمل إلهي خاص في قلوب بعض أعيان جرجا لينضموا إلى الكنيسة الإنجيليّة ويحملوا نور الإصلاح لكل المدينة، فكانوا سببًا مبُاشرًا لاستمرار العمل، ومنهم: الراحل الدكتور بهنام حبشي وعائلته، والذي يُمثّل العائلة حاليًا الفاضل الدكتور مجدى حبشي. وأيضًا الراحل الدكتور غالى بشارة. ولقد حصلت الكنيسة مؤخرًا على قرار تقنين أوضاع من مجلس الوزراء بتاريخ 1 يناير 2020 والتصريح بالهدم وإعادة البناء.
ثانيًا: التنظيم الإداري
العمل الرعوي: بعد أن امتدت خدمة المُرسلين الأمريكان بالكنيسة منذ عام 1928ولفترة طويلة؛ خدم الله مجموعة مميزة من القسوس بالكنيسة، هم: القس مرقس داود خريج كلية اللاهوت الإنجيلية عام 1933، والقس برسوم سند من عام 1980 إلى 1996، والقس جوهر عزمي من 1998 إلى 2002، والقس أمجد ظريف من عام 2003 إلى 2018، ويخدم بالكنيسة حاليًا خريج كلية اللاهوت الإنجيليّة الأخ المُصرَّح نظمى فوزي.
مجلس الكنيسة: تم تنظيم الكنيسة إداريًا في عام 1998من خلال رسامة أول مجلس للكنيسة، وأعضاءه هم الأفاضل الشيوخ: الخواجة ناشد صليب، والدكتور إميل محفوظ، والأستاذ سمير بدر. ورسامة الشمامسة: المهندس عزت فؤاد، والدكتورة إكرام أديب، والسيدة شادية إسحق، والأستاذ جمال عزيز، والأستاذ سمير صبري. وفي عام 2005 تمت رسامة الشيخ: المهندس بولس عدلي. ورسامة الشمامسة: الأستاذ حنا شوقي. الأستاذ صبري صدقي. وفي 2018 تمت رسامة الشيوخ: الأستاذ جمال عزيز، والأستاذ جوزيف ذكرى، والأستاذ سمير صبري، ورسامة الشمامسة: الأستاذ جوزيف جمال، والأستاذ عماد عزت، والأستاذ جون سمير، والأستاذ فادى ملاك.
ثالثًا: الخدمة الروحية
التعليم الكتابي: تحرص الكنيسة على تأصيل الهوية الإنجيلية المشيخيّة في ضمير أعضائها، وذلك من خلال الاهتمام بتقديم التعليم الإنجيلي المُصلح في كل قطاعات الكنيسة، بدءًا من قطاع الطفل مرورًا بقطاع الشباب الناشئ والجامعي ومجموعات التلمذة، واجتماع السيدات وصولاً للاجتماعات العامة كاجتماع الأحد ودرس الكتاب والصلاة واللقاءات الروحية والكرازية.
الرعاية: تهتم الكنيسة بخدمة الافتقاد والرعاية لكل شعب الكنيسة والمترددين، والتواصل معهم في كل ظروفهم المختلفة، وتهتم أيضًا بتشجيع أولادها الناجحين والمتفوقين في التعليم، ومكافئتهم بدايةً من مرحلة التعليم الابتدائي إلى الجامعة.
التدريب وتطوير المهارات: تحرص الكنيسة على تدريب وتطوير مهارات خدامها، وإتاحة الفرصة أمامهم للمشاركة بالرأي والخدمة. وتعمل على استغلال مواهب أبنائها وتشجعهم على التعلم والتطور من خلال تشجيعهم على المشاركة في المؤتمرات والمسابقات وتوفير الإمكانات لهم. وترتيب دورات تعليمية في مجالات مختلفة مثل: التصوير والمونتاج والإخراج والتمثيل والموسيقى والترنيم.
الإرسالية: تُشارك الكنيسة خدمتها الروحية والكرازية بشكل خاص مع الكنيسة الإنجيلية بالعسيرات- سوهاج، والتي تبعد عنها بمسافة 15كم شمالاً.
رابعًا: الخدمة المجتمعية
التعليم: تهتم الكنيسة بخدمة التعليم قبل الابتدائي من خلال «أكاديمية الأفضل»، ويقضي التلاميذ فترة واحدة باليوم في الأنشطة الجماعية بمرافقة معلمات الأكاديمية، مع التركيز على تنمية النمو العقلي خاصةً اللغوي والرياضي لدى الأطفال، والنمو الإبداعي والاجتماعي. وتهتم الكنيسة بخدمة تعليم الطلاب غير المُتمكنين من التعلم المدرسي، من خلال فصول تعليم خاصة متميزة، مما ساعد التلاميذ على التفوق بشكل كبير.
خدمة الرحمة: تهتم الكنيسة بخدمة الرحمة بتقديم المساعدات المادية والعينية للأسر الأكثر احتياجًا، مع الحرص أن تكون بشكل لائق وبكل محبة. الخدمة الطبية: تهتم الكنيسة بخدمة المرضى من خلال خدامها الأطباء، ومن خلال خدمة القوافل الطبية وذلك بالتعاون مع الهيئة القبطية الإنجيليّة للخدمات الاجتماعية.
خامسًا: الرؤية
نؤمن ككنيسة أننا مُكلّفين بأن نحمل نور المسيح إلى العالم المُظلم، لذلك نُصلي أن يقودنا الله للنجاح في إعادة بناء الكنيسة التي مر على تأسيسها ما يقارب المئة عام، مجتهدين أن تكون الكنيسة في أفضل تصميم معماري. تعمل أيضًا الكنيسة على تأسيس خدمات جديدة كخدمة أصحاب الهمم، وخدمة السجناء، والتوسع في خدمة التعليم من خلال «أكاديمية الطفل» التي تهتم بالتعليم ما قبل الابتدائي، وتدريب وإعداد الخدام والتلمذة. ونحلم بأن نزرع كنيسة إنجيلية أخرى في جرجا في منطقة يسكنها عدد كبير من المسيحيين ولا يوجد بها كنائس.
أخيرًا: في كل هذا العمل يرجع «المجد لله وحده».
تم هذا التوثيق التاريخي بمعاونة الفاضل الشيخ سمير بدر يعقوب شيخ الكنيسة الإنجيلية بجرجا.