عرض كتاب

عرض كتاب: الوعظ بالمسيح من العهد القديم

الهدى 1240-1241                                                        فبراير ومارس 2022

ينبغي أنَّ نعظ من العهد القديم: «كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ» (2 تي 3: 16).
هذا هو إيماننا تجاه الكتاب المقدس بعهديهِ القديم والجديد. فنؤمن أنَّ كل كلمة موحى بها من الله نافعه لنا ولحياتنا، ولَا يمكن تجاهل أيّ جزء من الكتاب المقدس داخل التعليم الكنسيّ. فكما نَعظ من العهد الجديد ينبغي أنّ نعظ من العهد القديم أيضًا! فعندما سُئل الكاتب عن تلخيص منهجيته باختصار في كتابه قال: «الوعظ بالمسيح هو خِطاب وعظيّ يدمج رسالة النص (العهد القديم) مع ذروة إعلان الله: في شخص وأعمال وتعاليم السيد المسيح في العهد الجديد». ولَا يمكن أنّ ننكر وجود بعض الصعوبات عندما نَعظ من العهد القديم، وقد تكون هذه الصعوبات سببًا يقود البعض لتجاهل نصوص العهد القديم داخل الكنيسة اليوم. وفي هذا المقال أسرد قراءة لجانبين من كتاب الوعظ (الكرازة) بالمسيح من العهد القديم. الجانب الأول يرصد الكاتب أربعة تحديات تواجه الخادم عند الحديث عن الوعظ من العهد القديم: أولًا، تحديات تاريخية_ثقافية. ثانيًا، تحديات لاهوتية. ثالثًا، تحديات أخلاقية. رابعًا، تحديات عملية تطبيقية. الجانب الثاني يستعرض الكاتب بعض الأسباب إجابةً على سؤال: لماذا ينبغي أنّ نعظ بالمسيح من العهد القديم؟ وأذكر هنا ثلاثة أسباب تُشير وتؤكد على ضرورة الوعظ بالمسح: أولًا، العهد القديم جزء من القانونيّة الكنسيّة. ثانيًا، العهد القديم يكشف تاريخ الفداء الطويل الذي يتوج بمجيئ المسيح. ثالثًا، العهد القديم يعلن حقائق لا نكتشفها من العهد الجديد.
الجانب الأول: صعوبات تواجه الخادم عند الوعظ من العهد القديم.
أولًا: التحديات التاريخية-الثقافية.
تتمثل هذه التحديات في أنَّ العهد القديم يُعتبر كتاب موحى به في عصر لم نحيا فيه (مجتمع زراعي ترحالي). فهذا العالم غريب علينا اليوم من معابد مقدسة وذبائح حيوانية، فهو يُعتبر بعيد ثقافيًا عن الكنيسة اليوم والحياة الصناعية والتكنولوجية، والواعظ يتقابل وجهًا لوجه مع هذا الواقع الثقافي والتاريخي. فالفجوة الثقافية تجعلنا نرى أنه من الصعب الوعظ من العهد القديم، فهذه الفجوة الثقافية والتاريخية الكبيرة تعد سبب من أسباب نقص الوعظ من العهد القديم في كنائسنا اليوم.
ثانيا: التحديات اللاهوتية.
منذ أكثر من 800 عام، «Marcion of Sinope» تحدى الكنيسة ببعض الصعوبات اللاهوتية في الوعظ من العهد القديم. على سبيل المثال: هو لاحظ الاختلاف بين الإعلان عن الله في العهد القديم والجديد: في العهد القديم الله أمر إسرائيل بإبادة البعض بلا رحمة (يشوع11: 20)؛ لكن المسيح نهى عن استخدام القوة ووعظ بالرحمة والسلام _ الله في العهد القديم أرسل نار بناء على طلب إيليا (2ملوك1: 9 _ 12)، لكن المسيح رفض طلب التلاميذ عندما طلبوا نار من السماء _ فالعهد القديم يُظهرُ الله قاضيُا صارمًا (خروج20: 5)، بينما العهد الجديد يقدم الله بأنه أحب العالم إلى المنتهى (يو3: 16 ، 1يوحنا1: 9) _ العهد القديم يُقدم بركات الله من جانب الماديات: الغنى، كثرة الأطفال، الماشية، الحصاد (تثنية:30: 9)؛ بينما بركات الله في العهد الجديد هي الحياة الأبدية (يو3: 16) _ يُقدم العهد القديم الخلاص بالأعمال (تثنية30: 16)، بينما العهد الجديد يقدم الخلاص من خلال الإيمان (رو5: 1).
ثالثًا: التحديات الأخلاقية.
بالإضافة للصعوبات التاريخية الثقافية واللاهوتية، نرى الوعاظ أمام صعوبات أخلاقية، من 800 عام قام «مارسيون» أيضًا بطرح بعض من هذه الصعوبات فالشريعة تقول: عين بعين بعكس العهد الجديد، وقتل القاتل والسحرة وعبدة الأوثان (خر22: 18، تث13: 6 _ 10)، بالإضافة للتوسلات في بعض المزامير لإبادة للإعداء (مزمور137 : 9). وهذه الصعوبات تقتضي الدخول لعالم النص وفهم الرسالة بالنسبة للمتلقي الأصلي، والظروف التي نشاء فيها، وكيف اكتملت الصورة النهائية.
رابعًا: التحديات التطبيقية العملية.
يصف «foster McCauley» هذه التحديات بقوله: إنَّ العهد القديم يتطلب معرفة شاسعة في الأدب واللاهوت والحياة العملية للمجتمعات عبر قرون عديدة، بعكس العهد الجديد الذي يغطي قرن واحد. فكيف نفهم رسالة النص في زمنها! وكيف ننقلها لنا اليوم لتناسب الاحتياجات العملية والواقعية.
الجانب الثاني: لماذا ينبغي أن نَعظ من العهد القديم في الكنيسة.
أولًا: العهد القديم جزء من القانونيّة الكنسيّة.
السبب الأول للوعظ من العهد القديم هو أنَّ الكنيسة قبلت مجموعة أسفار العهد القديم ضمن الأسفار الكتابية، فقبول وثيقة كواحدة من الأسفار القانونية هذا يعني أنها معيار للإيمان والأعمال. فإذا كان العهد القديم جزء من القانونية، إذًا ينبغي استخدامه في الكنيسة. مثال كتابيّ: بولس عندما يعطي لتيموثاوُس توصيات: أعلن له أهمية القراءة للكتاب المقدس ككل، وهذا يتضمن العهد القديم، وكان يحرضه على التعليم بها. «إِلَى أَنْ أَجِيءَ اعْكُفْ عَلَى الْقِرَاءَةِ وَالْوَعْظِ وَالتَّعْلِيمِ» (١تيموثاوس ٤: ١٣)، فبولس الرسول لاحقًا طرح قضية أن العهد القديم موحى به (أنفاس الله) ليكون مفعلًا ومستخدمًا، مُؤكِّدًا على ضرورة الوعظ به والكرازة بالمسيح من خلاله. فيقول: وَأَنَّكَ مُنْذُ الطُّفُولِيَّةِ تَعْرِفُ الْكُتُبَ الْمُقَدَّسَةَ، الْقَادِرَةَ أَنْ تُحَكِّمَكَ لِلْخَلاَصِ، بِالإِيمَانِ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ. كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ، لِكَيْ يَكُونَ إِنْسَانُ اللهِ كَامِلاً، مُتَأَهِّبًا لِكُلِّ عَمَل صَالِحٍ (٢تيموثاوس ٣: ١٥-١٧). فيؤكد الرسول بولس ويوضح أنَّ العهد القديم نافع للتعليم للمسحيين، فهو يتضمن تعاليم العهد الجديد ويقودنا للمسيح؛ الرسول بولس يدعوه الكتابات المقدسة القادرة أن ترشدك للخلاص من خلال الإيمان بيسوع المسيح. فالعهد القديم أيضاً نافع للتوبيخ فهو يكشف للخطأة خطاياهم وطرقهم الشريرة، لكي يعودوا إلى حياة القداسة. هو صالح للتأديب، للعمل على استقامة طرقنا المعوجة. في النهاية بولس يقول هو صالح للبر فهو يؤدبنا يرشدنا ويقودنا لنعيش حياة مستقيمة أمام الله، بولس يضيف عامل الرجاء الذي نستقبله من العهد القديم قائلًا: لأَنَّ كُلَّ مَا سَبَقَ فَكُتِبَ كُتِبَ لأَجْلِ تَعْلِيمِنَا، حَتَّى بِالصَّبْرِ وَالتَّعْزِيَةِ بِمَا فِي الْكُتُبِ يَكُونُ لَنَا رَجَاءٌ، (رومية ١٥: ٤). ويتفق بطرس مع بولس في أهمية وضرورة استخدام العهد القديم فهو كُتب لمسحيين الشتات: الَّذِينَ أُعْلِنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ لَيْسَ لأَنْفُسِهِمْ، بَلْ لَنَا كَانُوا يَخْدِمُونَ بِهذِهِ الأُمُورِ الَّتِي أُخْبِرْتُمْ بِهَا أَنْتُمُ الآنَ، بِوَاسِطَةِ الَّذِينَ بَشَّرُوكُمْ فِي الرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُرْسَلِ مِنَ السَّمَاءِ. الَّتِي تَشْتَهِي الْمَلاَئِكَةُ أَنْ تَطَّلِعَ عَلَيْهَا (١بطرس ١: ١٢). فكل كنيسة أمينة الآن تحتاج لتسمع كلمات العهد القديم التي وظيفتها التعليم والتوبيخ والتقويم والترويض على القداسة، وكذلك للرجاء والتقويم الذي يجلبه الخلاص من خلال الإيمان بيسوع المسيح.
ثانيًا: العهد القديم يكشف تاريخ الفداء الطويل الذي يتوج بمجيئ المسيح.
يحتوي العهد القديم على كنوز من الحقائق الكتابية العقائدية، فيمكننا القول أنَّ العهد القديم يشكل العقائد الكتابية الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها. فيكشف العهد القديم أعمال الله الخلاصية في التاريخ الذي يمتد من الخلق إلى مجيء المسيح، يكشف لنا كيف أن الله بحث عن خلاصنا لعلاج سقوطنا في الخطية، واسترداد ملكوته على الأرض مرة أخرى. يكشف لنا فداء الله أعماله عبر العصور والوعود التي تحققت وستتحقق! لا نجد القصة الكبيرة لتاريخ الفداء في العهد الجديد، فهو يُلخص لنا ويبنيّ على العهد القديم، وبما أن العهد القديم هو وحده الذي يكشف عن هذا التاريخ الفدائي، فإنه لا غنى عنه بالنسبة للمسيحيين. فيخبرنا عن أعمال الله غير المحدودة لحماية شعبه: دعوة الله لإبراهيم ووعد الله له بالإثمار والأرض والبركة. وَقَالَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ: «اذْهَبْ مِنْ أَرْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ وَمِنْ بَيْتِ أَبِيكَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُرِيكَ. فَأَجْعَلَكَ أُمَّةً عَظِيمَةً وَأُبَارِكَكَ وَأُعَظِّمَ اسْمَكَ، وَتَكُونَ بَرَكَةً. وَأُبَارِكُ مُبَارِكِيكَ، وَلاَعِنَكَ أَلْعَنُهُ. وَتَتَبَارَكُ فِيكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ» (التكوين ١٢: ١-٣). وَتَسِيرُ شُعُوبٌ كَثِيرَةٌ، وَيَقُولُونَ: «هَلُمَّ نَصْعَدْ إِلَى جَبَلِ الرَّبِّ، إِلَى بَيْتِ إِلهِ يَعْقُوبَ، فَيُعَلِّمَنَا مِنْ طُرُقِهِ وَنَسْلُكَ فِي سُبُلِهِ». لأَنَّهُ مِنْ صِهْيَوْنَ تَخْرُجُ الشَّرِيعَةُ، وَمِنْ أُورُشَلِيمَ كَلِمَةُ الرَّبِّ (إشعياء ٢: ٣). الخروج من أرض مصر، حكم الملك داود، العودة من السبي، وأيضًا إلى الآن لَم نصل للذروة بعد. فيأتي الاكتمال في العهد الجديد بأن الله يرسل ابنه لخلاص العالم، وفقًا لذلك لا نستطيع فهم الحالة النهائية بدون معرفة الأعمال السابقة. بما أن هذه الأعمال سجلت فقط في العهد القديم، إذًا الوعظ من العهد القديم أساسي وضروري للكنيسة الأمينة كتابيًا.
ثالثًا: العهد القديم يعلن حقائق لا نكتشفها في العهد الجديد.
السبب الثالث للوعظ من العهد القديم هو أنه يكشف حقائق لا نستطيع أنّ نعرفها من مصادر أُخرى، فعندما سُئل المسيح عن ما هي أعظم وصية في الناموس استخدم العهد القديم ليعرفهم ما هي: فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «إِنَّ أَوَّلَ كُلِّ الْوَصَايَا هِيَ: اسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ. الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ. وَتُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ. هذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى. وَثَانِيَةٌ مِثْلُهَا هِيَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. لَيْسَ وَصِيَّةٌ أُخْرَى أَعْظَمَ مِنْ هَاتَيْنِ». فَقَالَ لَهُ الْكَاتِبُ: «جَيِّدًا يَا مُعَلِّمُ. بِالْحَقِّ قُلْتَ، لأَنَّهُ اللهُ وَاحِدٌ وَلَيْسَ آخَرُ سِوَاهُ (مرقس ١٢: ٢٩-٣٢). العهد الجديد لَم يكرر كل شيء في العهد القديم، هو ببساطة افترض بأن تعاليم العهد القديم مقبولة (كلمة الله). على سبيل المثال: في العهد القديم فقط نحن استلمنا الإعلان الكامل عن الله الخالق صاحب السيادة هو آخر عن الخليقة؛ في العهد القديم نحن نتعلم أن الله خلق الإنسان على صورته للشركة معه ومع الآخرين، وفوض الإنسان ليعمل ويهتم بالأرض. فقط في العهد القديم نرى ونعرف صورة الإنسان الساقط في الخطية والذي أنتج الموت والانكسار، فقط في العهد القديم نسمع اختيار الله لإبراهيم (إسرائيل) لاسترداد مملكته على الأرض. فقط في العهد القديم نجد تفاصيل عن عهد الله مع إسرائيل الوصايا العشر، فقط في العهد القديم نسمع عن مجئ المسيح ويوم الرب. التعاليم المتنوعة في العهد القديم كافية لتكوين نظرة شاملة عن العالم، تسمى العلاقة بين الله ومصير العالم؛ فهو يقدم لنا شبكة لفهم العالم وتفسيره. العهد القديم ونظرته المختلفة تمامًا عن نظرة العالم: التعددية، وحده الوجود، الغنوصية، الربوبية، الإلحاد، المذهب الطبيعي. العهد الجديد لا يقدم نظرة عالمية مختلفة، ولكنه ببساطة يُلخص ويوضح ويكمل ما جاء في العهد القديم. إلى جانب هذه التعاليم التأسيسية، يقدم العهد القديم مجموعة من التعاليم الأخرى: سيادة الله على كل الأمم، مشكلة معاناة شعب الله (أيوب ومزامير)، مسئولية الإنسان في تعزيز وطلب العدالة الاجتماعية (تثنية، عاموس، ميخا، أشعياء). عطية الحب بين الرجل والمرأة (تكوين ٢)، الرجاء في الأرض الجديدة. فالحرمان من الوعظ من العهد القديم يسبب فقر، فيقول: مايكل دوت: بالنسبة لنا إهمال هذه الكتب في وعظنا هي أن نتخلى عن اللاهوت. فهذه القراءة تعتبر دعوة للتساؤل والبحث أكثر من كونها قراءة لسرد كتابيّ لاهوتي!
يَقول الكاتب في حوار معه أفضل نَصيحَة للَّذين يرغبون فِي الوعظ مَن العهد القديم هي التي قالها Charles Spurgeon: «ألا تعرف أيها الشاب انه من كل مدينة وكل قرية وكل درب صغير في إنجلترا أينما كُنت، هُناك طَّريق إلى لندن! لذلك من كل نَص في الكتاب المقدس هُناك طَّريق للمسيح. فعملكَ هو عندما تَعظُ بالنَص أنّ تَقول: ما الطَّريق للمسيح؟ فكل نَص (طَّريق) في الكتاب يقودنيّ للمسيح، فالعظة لا يمكنها أنّ تفعل شيءً دون المسيح.»
Preaching Christ from the Old Testament, A Contemporary Hermeneutical Method, Sidney greidanus “Sidney Greidanus is Professor of Preaching, Calvin Theological Seminary, Grand, Rapids, Michigan”. William B. Eerdmans Publishing Company Grand Rapids, Michigan / Cambridge, U.K.

مينا عبدالله أنس

حاصل على ليسانس كلية التربية العام، جامعة المنيا قسم اللغة الفرنسية 2016 - 2017.
حاصل على ICDL من جامعة المنيا.
حاصل على ماجستير اللاهوت والرعاية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى