رأي حر

كيف حالك؟

الهدى 1210                                                                                                                               يونيو 2019

كيف حالك؟ سؤال من كلمتين فقط، حيرتني إجابته لسنوات عديدة، سؤال يُنطق تلقائيًا في معظم الأماكن والمناسبات ومع معظم الأشخاص، سؤال بسيط له عدة إجابات نموذجية وهي، «الحمد لله، نشكر الله على كل حال، والجميع بخير…»، فهي إجابات عامة شاملة تعطي انطباعًا إيمانيًا إيجابيًا.
لكن بالتأمل في هذه الإجابات نجد أنها تغلق أبواب الحديث في بعض الأشياء وبعض الأوقات التي ربما تكون مؤلمة لنا حينها.
إجابة نموذجية لكن لا أخفيكم سرًا أنا لست على قناعة كافية بها، وأتساءل في أوقاتٍ كثيرة هل يصح الحمد والشكر لله علنًا في الأوقات التي ربما نكون نعاتب الله بها سرًا…؟! وهل من المنطق أن تكون الإجابة «الجميع بخير وأنا أيضًا» في الوقت الذى تحنى فيه الهموم ظهورنا، تُكئبُ قلوبنا، تدمع عيوننا، وتنغص عيشًنا..؟!
هل منطق وقوة وايمان وشجاعة إجاباتنا هذه؟ والسؤال الأعمق: (هل بحق نحمده أم أننا اعتدنا القول دون العيش؟ أم أننا نرفض بإجاباتنا هذه الكلام؟)
وهنا تتدفق الإجابات لكن تتوقف الكلمات. ففيما تبدو الكلمات تأكيدًا على أنه ايمان وقوة وشجاعة واستحقاق لله بكل حمد وثناء، والتأكيد على أنه لا يجب أن نشارك الأخرين ما يحدث معنا وفينا فالجميع مصابون وقليل يريد سماع مصاب غيره. وتتوقف كلماتي عن الإجابة وقلمي عن الكتابة واتجرأ بمحبة لأسألك عزيزي القارئ: «كيف حالك الان؟»
واصمت ….. ثم أعود لأكمل: كيف حالك عزيزي؟ هل أنت بخير بصدق؟ أم أنك تعافر في هذي الحياة من كرب الهموم ولا يوجد طوق نجاة؟
إذا كنت بخير فليباركك الإله ويحفظ خيرك طول الحياة، وإن لم تكن فلتكن بخير. فلتكن بخير بطرح همومك عند قدمي الإله وتسليمه جميعها فهو قادر أن يسيرك فوق مرتفعات، فلتكن بخير بمشاركة أخرين أمناء يحبونك بصدق بهمومك والسماح لهم بمساعدتك، فلتكن بخير بتغيير فكرك واتجاهاتك فأحيانًا نحن من يجب أن نتغير لنواجه الهموم أو نتجنب حدوثها. فلتكن بخير عن طريق الرضى والشكر، وأيضًا عن طريق الثقة في نفسك تستطيع أن تجتازها جميعًا وأنك وُلدت بطلًا حقيقيًا ولك صورة الإله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى