لماذا تنجبون؟!
الهدى 1210 يونيو 2019
ثقافة الإنجاب في المجتمع العربي ثقافة تتميز بالأنانية والسذاجة وانعدام المسؤولية بالإضافة أنها قديمة وغير مناسبة اليوم ودوافع السيطرة على العالم بالعدد وليس بالجودة نظرية ثبت فشلها .
ويقول يشوع ابن سيراخ في كتابه (أحد كتب الأدب المسيحي)
«لاَ تَشْتَهِ كَثْرَةَ أَوْلاَدٍ لاَ خَيْرَ فِيهِمْ، وَلاَ تَفْرَحْ بِالْبَنِينَ الْمُنَافِقِينَ، وَلاَ تُسَرَّ بِكَثْرَتِهِمْ، إِذَا لَمْ تَكُنْ فِيهِمْ مَخَافَةُ الرَّبِّ». هناك فرق بين الاتكال على اللّه والتواكل. فالاتكال على اللّه يتطلب السعي من الإنسان. قرار الإنجاب يعتبر أيسر قرار عند الفقراء والأميين ويزداد صعوبة عند البشر كلما زاد تحضرهم فليس غريبًا أن نجد عدد المواليد يزداد طردياً عند فئة الناس الأكثر جهلا وفقرا وحتى الدول الأكثر تخلفاً وفقراً ومرضاً نجدها تعاني من انفجار سكاني وبالتبعية أزمة اقتصادية.
فالإنسان كلما تعلم واتسعت مداركة في الحياة وأزداد قرباً لله زاد إحساسه بالمسؤولية في أن يكون كفء لتقديم إنسان سوي أخلاقياً وصالح للمجتمع.
فكلما أدرك من خلال عقله تميزه عن كلما كان قراره أكثر صعوبة، ويسبقه سؤال هام هل أنا مؤهل لأكون أماً أو أباً صالحاً، فنجاح الحيوان باستمرار سلالته أمَّا نجاح الانسان فيبرز في الإضافة الروحية والعلمية والفكرية للبشرية التي تجعل العالم أكثر جمالاً وسلاماً.
فقد تستمر ذكرى إنسان رغم عدم إنجابه وقد ينجب شخص الكثير ولا تكون له ذكرى غير اللعنة أو يحتقره أبنائه كما رأينا في الفيلم المبدع «كفر ناحوم» والتي قامت فيه نادين لبكى كمدافعة عن هؤلاء الأطفال في دور محامية في دراما الفيلم. فالأطفال الأن يدركون حقوقهم ويقيّمون أباءهم «تحية لهذا الجيل الواعي». فالطفل «زين» والذي يشكي أباه وأمه في قاعة المحكمة بتهمة إنجابه. لأنهم أتوا به للحياة ليكابد كل هذه المعاناة للحصول فقط على احتياجاته الأساسية كإنسان.
لابد من التفكير قبل الإنجاب كثيراً، بخاصة الأم لأنها أكثر المتضررين فالأم التي تعيش في مجتمع مثل مجتمعنا لا حصر لمعاناتها فلا يوجد ولا وسائل منع حمل محترمة ولا ثقافة المسؤولية الشخصية ومن خلال الحوارات المجتمعية التي قمت بها اكتشفت أن المرأة المصرية هي المصدر الأول لهذه الكارثة وخاصة الجاهلة ومسلوبة الإرادة
يقول الكتاب المقدس في إنجيل لوقا «وَمَنْ مِنْكُمْ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَبْنِيَ بُرْجًا لاَ يَجْلِسُ أَوَّلاً وَيَحْسِبُ النَّفَقَةَ، هَلْ عِنْدَهُ مَا يَلْزَمُ لِكَمَالِهِ؟» الأصحاح 14 اية 28.