مقالات

القس باقي صدقه .. القائد المستنير

الهدى 1228                                                                                                                  فبراير 2021

عدد خاص عن وداع القس باقي صدقه راعي الكنيسة الإنجيلية الأولى في أسيوط

اشتهر القس باقي صدقه كخادمٍ في كرم الرب وذلك قبل رسامته قسًا، فقد بدأ نجمه يتلألأ في سماء الخدمة والعطاء منذ أن كان صبيًا في الثالثة عشر من عمره حيث بدأ يعظ على منبر الكنيسة، ثم شابًا يكتب في مجالات الكنيسة، ويترجم كتبًا ويتحرك إلى القرى المجاورة ليكرز ويعظ. وُصِف بأنَّه شاب نابه له مستقبل عظيم. وبعد أن أصبح مدرسًا للغة الإنجليزية واستخدم فرصة التدريس في المدارس المختلفة للتلاقي مع التلاميذ والمدرسين وذلك لتوصيل المبادىء المسيحية دون كلل.
ثم سافر في البعثة إلى السودان وقضى سنوات من الخدمة والوعظ شارح للكتاب المقدس للجميع، وكان السفر للسودان يُعتبر فرصة للمدرسين الأخرين للاستثمار ماديًا، أمَّا بالنسبة له فقد كانت استثمارًا روحيًا دون إقامة وزن للأمور المادية. ثم انتقل في خدمته حيث أصبح شيخًا مُدبرًا للكنيسة، وقد كان مؤثرًا إداريًا وروحيًا ولم يقتصر ذلك على الكنيسة المحلية بل كانت له أدوارًا في الكنيسة العامة من خلال المجمع والسنودس وقد كان صاحب رأي ورؤية ولا يخشى في الحق لومة لائم. هذا بجانب خدمته المتسعة في جمعيات خلاص النفوس سواء في أسيوط أو في كل الجمهورية.
وفي ظروف صعبة تولى رعاية الكنيسة الإنجيلية الأولى وقام بنهضة روحية ومعمارية شملت كل المنطقة المجاورة وإقامة مباني ملحقة وتجديد الحالية. وقد دافع عن ممتلكاتها ولم يهدأ حتى صارت للكنيسة مكانتها المتميزة في أسيوط بل وفي مصر.
قام بالخدمة العامة من خلال الإذاعة في عدة برامج لتصل الرسالة آنذاك للجميع، وذلك بالتوازي مع خدمة تدريب الخدام في أسيوط من خلال صف دراسة اللاهوت الذي تخرج منه شباب التحقوا بكلية اللاهوت وصاروا خدامًا ورعاة، وأيضًا تدريب الخدام على مستوى الشرق الأوسط في معهد حجاى.
كان له دورًا في دار أبناء الكنيسة الإنجيلية للأولاد والبنات وتهيئة هذه البيوت للعمل والخدمة والحفاظ عليها. وكذلك دوره في بناء مبنى إقامة الأساتذة في كلية اللاهوت ومبنى فولر ومبانٍ أخرى في السنودس.
قدَّم أيضًا من وقته لخدمة الكنيسة العامة فأدار كلية اللاهوت كمديرٍ غير متفرغٍ في فترة حرجة، وأيضًا خدم السنودس في خدمات متسعة ومواقع مختلفة وأسس الإدارة المالية الموحدة لخدمة الرب في الكنائس. زار بلادًا كثيرة ليخدم ويعظ ويكرز ويعلم وكان دائمًا طموحًا لا يكل ولا يمل. وكان خطيبًا مفوهًا يجذب الأذان والقلوب ويدفع للتفكير والإلهام.
لم يتأخر عن أية دعوة سواء للخدمة أو رسامة زميل أو حتى بدون دعوة تجده يجلس في المقاعد الخلفية ليتعبد في كنيسة مغمورة وراعى مغمور ليشجعه ويشاركه. كان كلما التقيت وتحدثت إليه تكتشف أنَّه متقدمًا بخطوة في التفكير والرؤى والأحلام بل وأيضًا التنفيذ.
كان رائدًا في مجالات لم تكن معتادة اذكر منها:
– الاهتمام بالكتاب والحث على القراءة وكان يهدى كتبًا لكل من يقابله وخصوصًا الكتاب المقدس بجانب الكتب الأخرى.
– كان مهتمًا بالكنائس والقرى المجاورة، يزور ويخدم ويشجع وبعضد.
– شجع القس باقي أن تجلس الأسرة معًا بجانب بعضهم البعض في مقاعد الكنيسة دون التفريق بين الرجال والنساء.
– أقر مبدأ العطاء التلقائي في التعهدات والعطايا في العبادة وألغى اطباق العطاء التي تمر على المتعبدين ليحل محلها صناديق تُعلّق في الحائط الخلفي للكنيسة حيث يُقدم فيها الناس عطاياهم بتلقائية.
– أسس مشروعات للمحبة العملية والعاملة مثل المستوصف وخدمة الفقراء وخدمات أخرى.
– دعم شراكة العمل والخدمة فدعى للخدمة مع قسوس آخرين مشاركين ومساعدين.
منحه الله مواهب متعددة أذكر منها:-
* الكتابة: فقد كتب عشرات الكتب.
* الترجمة: ترجم مراجع هامة.
* الوعظ: كان واعظًا وخطيبًا مفوهًا.
* التعليم: علم في المدارس والكنائس.
* التدريب: تدريب خدام وقيادات على اوسع نطاق.
* الإدارة: أدار كلية اللاهوت والسنودس والمجمع والكنيسة.
* الترنيم: كان مرنمًا ذا صوتٍ جهورٍ عذبٍ.
* العزف: كان يعزف موسيقى كل كتاب نظم المزامير على البيانو.
* الرعاية: كان يهتم بالجميع وبكل التفاصيل.
* الكرازة: كرز داخل وخارج مصر بكافة الوسائل.
كاتب المقال: القس باسم عدلي
راعي الكنيسة الإنجيلية الأولي بأسيوط

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى