القيامة والصعودقضايا وملفاتملفات دينية

براهين قيامة المسيح

الهدى 1231                                                                                                                                    مايو 2021

توجد دراسات كثيرة موسعة تقدم براهين عديدة عن قيامة المسيح من بين الأموات أهمها:
أولًا- براهين كتابية:-
1) القبر الفارغ: «قبر جديد منحوت في الصخر لم يدفن فيه أحد» (متى 27:60، مرقس 15: 46) يقول لوقا في انجيله: «.. ووضعه [أي يوسف الرامي] في قبر منحوت حيث لم يكن أحد وضع قط» (لوقا 23: 53) انظر أيضاً (يوحنا 19: 41)، قبر جديد لم توضع فيه أي جثة من قبل. قد قام المسيح من بين الأموات وترك القبر فارغًا إلى اليوم.
2) الختم الروماني: وهو عبارة عن حبل ممتد على الحجر له طرفين عند حافتي الحجر ومثبت بلاصق خاص وعليه ختم خاص بالسلطة الرومانية [يشبه حالياً غلق محل بالشمع الأحمر] وكسر هذا الختم جريمة يحاكم عليها القانون الروماني. لكن قد كسر هذا الخاتم، ولم توجه تهمة لأحد، لأن المسيح قد قام من بين الأموات.
3) الحجر الكبير: «وإذا زلزلة عظيمة حدثت، لأن ملاك الرب نزل من السماء وجاء ودحرج الحجر عن الباب وجلس عليه، وكان منظره كالبرق ولباسه أبيض كالثلج ..» (متى 28: 3) «لأن الحجر كان عظيماً جداً [أي ضخم جدًا في حجمه ووزنه]» (مرقس 11: 4)، دحرج الحجر الضخم بقوة إلهية وظل القبر مفتوحاً ليكون من السهل لأي إنسان أن ينظر داخل القبر ليجده فارغاً فيرى ويؤمن.
ومن الجدير بالذكر أن الحجر لم يدحرج ليسمح للرب يسوع المسيح بالخروج من القبر، لأنه كان قد غادر القبر لتوه، فما من حواجز مادية أو غير مادية تعيق قيامته بالجسد لقد فتح القبر من أجل السماح للنساء والتلاميذ بالدخول إلى القبر ولأي إنسان ليرى ويؤمن بحقيقة قيامة المسيح من بين الأموات.
4) الحرس الروماني: «فمن خوفه [أي من منظر الملاك] ارتعد الحراس وصاروا كأموات» (متى 28: 4) كان الحراس شهود عيان [وهم وثنيون] للقبر الفارغ، واعترفوا أمام رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب اليهودى بحقيقة ماحدث من قيامة المسيح حتى أنهم أعطوهم فضة كثيرة كرشوة ليشيعوا عند اليهود بأن تلاميذ المسيح أتوا ليلاً- وهم نيام – وسرقوه، وادعوا أنه قد قام من بين الأموات ! (متى 28: 11-15).
تقديم رشوة ضخمة لأجل نشر إشاعة كاذبة وطمس الحقيقة، وهذا ما يواجهه الحق كثيرا أمام الباطل وادعاءاته الكاذبة المضللة:
• ادعاء أن المسيح لم يصلب في جسد مادي بل في شبح روحي، ورفضت الغنوسية كل مايتعلق بطبيعة المسيح البشرية وموته الكفاري وقيامته. (راجع المسيحية عبر العصور ص 112 ايرل كيرنز ترجمة عاطف سامي – تاريخ المسيحية – حبيب سعيد – دار النشر الأسقفية ج1 ص118)
• ادعاء أن المسيح لم يصلب بل رفع حيًا …..
• ادعاء أن المسيح لم يقم من بين الأموات (كما ادعى اليهود) .
ومع ذلك لم تثبت هذه الإشاعة وتلك الادعاءات، لأنه من السهل القبض على التلاميذ العزل وإظهار جسد المسيح المسروق لديهم لإثبات ما يدعون من كذب 0
5) الأكفان: ينفرد انجيل يوحنا بالتركيز على وضع الأكفان بعد قيامة المسيح من الأموات «وانحنى فنظر (أي يوحنا) الأكفان موضوعة ولكنه لم يدخل» (يوحنا 20: 5) «ثم جاء سمعان بطرس يتبعه ودخل القبر ونظر الأكفان موضوعة والمنديل الذي كان على رأسه ليس موضوعا مع الأكفان بل ملفوفا في موضع وحده» (يوحنا 20: 6-7) «فحينئذ دخل أيضاً التلميذ الآخر(يوحنا) الذي جاء أولاً إلى القبر ورأى وآمن « (يوحنا 20: 8).
فما هي قصة الأكفان؟ كانت هذه الأكفان إحدى البراهين القوية لقيامة المسيح من بين الأموات التى دعت كل من بطرس ويوحنا للإيمان بقيامة المسيح من بين الأموات – لماذا؟ لأن وضع الأكفان وهي ملفوفة بالجسد ظلت كما هي دون أن تبعثر هنا وهناك، أي أن المسيح انسحب بجسده من الأكفان وتركها كما هي، وهذا ما يؤكد حقيقة قيامة المسيح بجسده. لكن لو حدثت سرقة كما أشاع شيوخ اليهود ورؤساء كهنتهم لحدثت بعثرة لكل الأكفان، فالسارق عندما يسرق لا يرتب الأشياء بل يبعثرها في أماكن شتى.
6) نبوات العهد القديم عن قيامة المسيح: أشهرها:
• مزمور16: «لأنك لن تترك نفسي في الهاوية، لن تدع تقيك يرى فسادًا» (مزمور 16: 10)
• نبوة هوشع: «يحيينا بعد يومين في اليوم الثالث يقيمنا فنحيا معه. لنعرف فلنتتبع لنعرف الرب. خروجه يقين كالفجر. يأتي إلينا كالمطر. كمطر متأخر يسقى الأرض « (هو6: 2-3).
7) ظهورات المسيح: للتلاميذ وغيرهم، يقول لوقا في سفر أعمال الرسل: « الذين أراهم أيضا نفسه حيا ببراهين كثيرة بعدما تألم وهو يظهر لهم أربعين يوماً وتكلم عن الأمور المختصة بملكوت الله « (أع1: 3) وتعددت ظهورات المسيح لأتباعه في عشرة ظهورات على الأقل وهي كالتالي:
1- ظهوره لمريم المجدلية عند القبر: (مرقس 16: 9، يوحنا 20: 11-18)
2- للنساء على الطريق: (متى 28: 9-10)
3- لتلميذي عمواس: (لوقا 24: 13-32)
4- لبطرس: (لوقا 24: 34، 1كورنثوس 15: 5)
5- للتلاميذ بدون توما: (لوقا 24: 36-43، مرقس 16: 14، يوحنا 20: 19-25)
6- للتلاميذ ومعهم توما بعد ثمانية أيام: (يوحنا 20: 26-31)
7- لسبعة من التلاميذ على شاطئ بحر الجليل [بحر طبرية] (يوحنا 21: 1-25)
8- لأكثر من خمسمائة أخ: « وبعد ذلك ظهر دفعة واحدة لأكثر من خمسمائة أخ أكثرهم باق إلى الآن ولكن بعضهم رقدوا» (1كورنثوس 15: 6) ربما على أحد جبال الجليل (متى 28: 16).
9- ليعقوب وللرسل أجمعين: (1كورنثوس 15: 7)
10- للرسل عندما صعد إلى السماء: (أعمال 1: 3-11)
11- لشاول الطرسوسى (بولس لرسول) بعد صعود المسيح: « وآخر الكل كأنه للسقط ظهر لى أنا « (1كو15: 8) . ظهـوره الأخيـر في مجد في المستقبل عند مجيئه ثانية حيث يستعلن لكل أمم الأرض. يؤكد ذلك الشواهد الكتابية التالية:
– « وحينئذٍ تظهر علامة ابن الإنسان في السماء [المسيح نفسه هو العلامة] وحينئذٍ تنوح جميع قبائل الأرض ويبصرون ابن الإنسان آتيا على سحاب السماء بقوة ومجد كثير « (متى 24: 30 مع 1تسالونيكي 4: 13-18)
– «أيها الأحباء الآن نحن أولاد الله ولم يظهر بعد ماذا سنكون؟ ولكن نعلم أنه إذا أظهر نكون مثله لأننا سنراه كما هو» (1يوحنا 3: 2)
– وسيظهر أيضا بقوة ومجد كثير للأشرار وللذين رفضوه: «هوذا يأتي مع السحاب، وستنظره كل عين والذين طعنوه، وينوح عليه جميع قبائل الأرض» (رؤيا 1: 7).
ثانيًا: براهيـن منطقية: –
1) عدم توقع التلاميذ قيامة المسيح:
• النساء أتين إلى القبر حاملات حنوط لدهن جسده باكراً جداً في أول الأسبوع (أي في اليوم الثالث من دفنه). (مرقس 16: 1، لوقا 24: 1)
• يوسف الرامي ونيقوديموس: «أخذا جسد يسوع ولفاه بأكفان مع الأطياب كما لليهود عادة أن يكفنوا» (يوحنا 19: 40) وهما بتكفينه لم يكن لديهما أي توقع على الإطلاق بقيامته 0
• سيطرة الحزن على التلاميذ والنساء: « أما مريم فكانت واقفة عند القبر خارجاً تبكي» (يو20:11؛ لوقا 24:17، مرقس 16:10)
• سيطرة الخوف على التلاميذ (يو20: 19)
• فقدان الأمل والرجاء في أنه المسيا مخلص اسرائيل: «ونحن كنا نرجو أنه هو المزمع أن يفدى اسرائيل « (لوقا 24: 21)
• استيلاء الحيرة والاندهاش على التلاميذ والنساء: (لوقا 24: 22 مرقس 16: 5-6، 8)، (لوقا 24: 12، 41).
2) شكوك بعض التلاميذ وعدم التصديق بسرعة: «.. ولكن بعضهم شكوا» (مت28: 17) شك توما (يوحنا 20: 24-25) « فلما سمع أولئك أنه حى وقد نظرته لم يصدقوا « (مرقس 16: 11 انظر أيضًا مرقس 16: 12 لوقا 24: 41)
« أخيراً ظهر للأحد عشر وهم متكئون ووبخ عدم إيمانهم وقساوة قلوبهم لأنهم لم يصدقوا الذين نظروه قد قام « (مرقس 16: 14) «.. فجزعوا وخافوا وظنوا أنهم نظروا روحاً، فقال لهم ما بالكم مضطربين ولماذا تخطر أفكار في قلوبكم ..» (لوقا 24: 36- 43).
3) شهود العيان للقبر الفارغ: – الحرس الروماني وهم وثنيون «وفيما هم ذاهبان إذا قوم من الحراس جاءوا إلى المدينة وأخبروا رؤساء الكهنة بكل ما كان ..» (متى 28: 11-13)
– التلاميذ والنسوة: وهم شاهدوا القبر الفارغ من جسده، ورأوه شخصيا طوال أربعين يوما (أع1: 3) (انظر أيضا أحداث ظهورات المسيح المقام في الأصحاحات الأخيرة لكل الأناجيل الأربعة) ولأكثر من خمسمائة أخ (1كو15: 6)، فهي شهادة عيان وهى شهادة موثقة وصادقة بمصداقية هؤلاء الشهود الذين غيرت قيامة المسيح من بين الأموات حياتهم، «فيسوع هذا أقامه الله ونحن جميعا شهودٌ لذلك « (أعمال 2: 32، لوقا 24: 48) .
4) مصداقية الرسل وكتاب الأناجيل وأسفار العهد الجديد كله: – الذين سجلوا حياة السيد المسيح وأحداث قيامته من بين الأموات سجلوها بكل أمانة وصدق وبسلطان وإرشاد الروح القدس، وحياتهم تشهد بأمانتهم وبصدق شهادتهم عن موت المسيح مصلوبا وعن قيامته بالجسد من بين الأموات (أع2: 32) 0
– مواجهة أهوال الإضطهاد واستشهاد بعضهم لم يكن من أجل إشاعة كاذبة أو من أجل وهم وخيال بل من أجل حقيقة يقينية راسخة وهي قيامة المسيح من بين الأموات. « هذا أقامه الله في اليوم الثالث وأعطى ان يصير ظاهراً، ليس لجميع الشعب، بل لشهودٍ سبق الله فانتخبهم لنا نحن الذين أكلنا وشربنا معه بعد قيامته من الأموات « (أعمال 10: 40- 41)
5) تغيير حياة التلاميذ: – تغيرت حياتهم من الحزن الشديد إلى فرح عظيم «فسجدوا له ورجعوا إلى أورشليم بفرح عظيم، وكانوا كل حين في الهيكل يسبحون ويباركون الله « (لو24: 52- 53)
– تغيرت حياتهم من الخوف الشديد إلى شجاعة منقطعة النظير واستعداد للاستشهاد في أية لحظة، إنكار بطرس للمسيح يتحول إلى اعتراف وشهادة علانية: «.. يسوع الناصري رجل قد تبرهن لكم من قبل الله بقوات وعجائب وآيات. هذا أخذتموه مسلما بمشورة الله المحتومة وعلمه السابق وبأيدي أثمة صلبتموه وقتلتموه، الذي أقامه الله ناقضاً أوجاع الموت إذ لم يكن ممكناً أن يمسك منه (أع 2: 22-24)
– طاعة التلاميذ للمسيح المقام للكرازة بالإنجيل (متى 28: 18- الخ، مرقس 16: 15 – الخ، أع 10: 42- 43).
6) تغيير حياة الملايين إلى اليوم وإلى أن يأتي ثانية: مازال المسيح المقام من الأموات يغير حياة الكثيرين في كل زمان من كل القبائل ومن كل الشعوب بمجرد الإيمان به رباً وفاديًا ومخلصًا.
ثالثـــاً: براهين تاريخية: –
1) تقديس يوم الأحد، العيد الأسبوعي لقيامة المسيح من بين الأموات:
منذ بداية الكنيسة وخاصة بعد انسكاب الروح القدس في يوم الخمسين وقد تبدل السبت اليهودى بيوم الأحد (أول الإسبوع) وهو يوم قيامة السيد المسيح وصار هذا اليوم هو يوم العبادة يوم الرب المقدس في جميع أنحاء العالم المسيحى (متى 28: 1-6، مر16:2-6، لو 24: 1-7، يو20: 1-9 ) بعض ظهورات المسيح كانت في يوم الأحد (لو24: 21، يو20: 19، 26، 21: 14) 0 انسكاب الروح القدس على الكنيسة في يوم الخمسين (أول الإسبوع – الأحد) (أع 2: 1) يقول يوحنا الرائي: « كنت في الروح في يوم الرب [الأحد] « (رؤ1: 10)
2) العشاء الرباني: العشاء الرباني مارسته الكنيسة منذ الأيام الأولى لقيامة المسيح، وهو يحمل معان هامة في الإيمان المسيحي فهو يذكرنا – ونخبر أيضا- بموت المسيح الكفاري على الصليب، وبقيامته من بين الأموات، وبمجيئه ثانية 0 لقد مارس المسيح العشاء الربانى مع تلاميذه قبيل عيد الفصح قبل موته على الصليب (لو22: 1-7) ثم مارسه مع تلميذي عمواس في أول الأسبوع (لو24: 30) وقد أمر المسيح تلاميذه وكنيسته بممارسة هذه الفريضة فريضة دهرية إلى أن يأتى ثانية 0 (انظر لو24: 30، أع2: 42، 46، 20: 7)
3) المعمودية المسيحية بالماء: فريضة أمر بها الرب يسوع المقام لتمارسها الكنيسة لكل من يؤمن فينضم لعضوية الكنيسة ليكون حجراً حياً في بيت الله وضمن عائلة الله المقدسة، والمعمودية في الإيمان المسيحي تحمل معنى هام وهى دفننا مع المسيح (فمتنا عن الخطية) وقيامتنا معه (في حياة جديدة مع المسيح وبالمسيح وفي المسيح) (رومية6: 3-5) وقد مارست الكنيسة هذه الفريضة عبر التاريخ طاعة لوصية السيد المسيح (انظر متى 28:19، مرقس 16: 16، أع2: 38،8: 36-38،1 كولوسي 1: 14، 16 أعمال 8: 12، كو2: 12)
4) الكنيسة الجامعة الرسولية: كنيسة المسيح ليست جمادا أو مبنى يمكن أن يدمره بشر أو يزيله زلزال أو بركان لكنها جماعة المؤمنين بالمسيح المقام، هو أسسها واقتناها بدمه فولدت حية مقدسة مؤسسة على صخر الدهور حجر الزاوية الذى رفضه البناؤن «هوذا قد صار رأس الزاوية»، هي هيكل الله الشامخ الراسخ الذى يزداد صلابة وقوة أمام قوى الشر. هذه الكنيسة تمتد وتنتشر إلى أقصى الأرض لتشمل وتضم شعبا مفديا مقدسا من كل قبيلة ومن كل لسان ومن كل أمة على وجه الأرض، قال بطرس للمسيح: «أنت هو المسيح ابن الله الحى، فأجاب يسوع وقال له: طوبى لك يا سمعان بن يونا أن لحماً ودماً لم يعلن لك، لكن أبى الذى في السماوات، وأنا أقول لك أيضًا: أنت بطرس وعلى هذه الضخرة أبنى كنيستى وأبواب الجحيم لن تقوى عليها ..» (متى 16: 17- 18) ( انظر أيضًا: أفسس 2: 17- الخ)
5) تحية المسيحيين لبعضهم في القرون الأولى بعبارة مشهورة هي:
المسيح قام (خرستوس أنِستى) Christos anesty بالحقيقة قام (أليثوس أنِستى) Alythws anesty
6) كلمة السر بين المسحيين في الكنيسة الأولى (السمكة): وهي: اخثوس باليونانية Ichthws وهي اختصار لجملة يونانية كل أول حرف من كل كلمة فبها يكون كلمة اخثوس اليونانية والتي تعنى سمكة وترجمة هذه الجملة: «يسوع المسيح ابن الله المخلِّص».

القس رأفت مهني

الراعي السابق للكنيسة الإنجيلية في إدفو، واستمر في الخدمة لمدة أكثر من أربعين عامًا منها ثمتنية وثلاثون عامًا في إدفو. وهو الآن متقاعد ويخدم في بعض المناطق الجديدة في القاهرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى