في طريق السعادة نعمة القرب من الله
الهدى 1226 ديسمبر 2020
ما أروع الحياة القريبة من الله! وما أجمل الإنسان الذي يختاره ويقربه الله إليه! إنَّها قصة جميلة تلك القصة التي تحكي علاقة الله بالإنسان وعلاقة الإنسان بالله، وهذا هو محور الكتاب المقدّس كله، كيف يلتقي الإنسان بالله وكيف يصل الإنسان إلى الله.
إنَّها قصة حب ظهرت بوضوح في الخلق والفداء. فأصبح الله هو محور ومركز الوجود، وهذا ما يعبر عنه مزمور 65 بكل وضوح وجلاء.
«لَكَ يَنْبَغِي التَّسْبِيحُ يَا اَللهُ فِي صِهْيَوْنَ، وَلَكَ يُوفَى النَّذْرُ. يَا سَامِعَ الصَّلاَةِ، إِلَيْكَ يَأْتِي كُلُّ بَشَرٍ. آثامٌ قَدْ قَوِيَتْ عَلَيَّ. مَعَاصِينَا أَنْتَ تُكَفِّرُ عَنْهَا. طُوبَى لِلَّذِي تَخْتَارُهُ وَتُقَرِّبُهُ لِيَسْكُنَ فِي دِيَارِكَ. لَنَشْبَعَنَّ مِنْ خَيْرِ بَيْتِكَ، قُدْسِ هَيْكَلِكَ.» (مزمور 65: 1-4)
الله هو المركز في التسبيح والصلاة لأنَّه الخالق والفادي، يكشف هذا المزمور عن الاعتراف بأنَّ الله هو الخالق والفادي. الله الذي يأمر الأرض (الخالق) والذي يغفر الذنوب (الفادي) ينال تسبيح احتفالي في الهيكل (عـ 1). إنَّ الله باعتباره الفادي يستحق الثناء ويحمد، لأنَّ الله هو الذي يجيب الصلاة (عـ 2)، وهو الذي يغفر الخطيئة (عـ 3)، وهو الذي يعمل أعمال النجاة (عـ 5). يحتفل «كل (بشر) جسد» (عـ ٢)، مع «كل أقاصي الأرض» (عـ 5).
وحسب «وارزبي» هذا هو أول مزمور من بين أربعة مزامير (65-86) تركِّز على تسبيح الرب من أجل بركاته الكثيرة التي تذخر بها الطبيعة، ومن أجل معاملاته الكريمة مع شعبه فهو إله الخليقة وإله العهد. وحسب (الكتاب الدراسي NIV، 1988، 1362) تشمل هذه المزامير الأربعة أسباب التسبيح وهي: أعمال الله القدير في حفظ نظام الخليقة وجعله مثمرًا حتى يتبارك البشر بغنى، وأعمال الله المخلصة نيابة لشعبه. وتتناول المزامير الأربعة هذين الموضوعين على نحو تبادلي؛ يتناول المزمور 65، 67 الموضوع الأول، في حين يتناول المزموران 66، 68 الموضوع الثاني، وهكذا، تستعرض هذه المجموعة القصيرة أعمال الله الصالحة كما أن دائرة مجتمع التسبيح تتسع لتشمل كل البشر. وهنا لا توجد عنصرية أو تمييز، فالله له علاقة خاصة مع خليقته.
وحسب «ملطي» يرى أنه مزمور شكر لله بعد أن أنقذهم من مجاعة حلت بالبلاد. يقدم شعب الله الشكر لله بكونه مخلص الإنسان من خطاياه، والخالق العجيب المهتم بخليقته، ومن أجل عمله معهم في بيته المقدس، كما يلمسون عنايته الفائقة وعطاياه الإلهيّة، خاصة عطية روحه القدوس، الذي يحول برية حياتهم القفرة إلى جنة مبهجة.
إنَّ المزمور احتفالي، كما في العنوان تسبحة، بمناسبة الحصاد ورأس السنة، وتاليًا هو احتفال وطني جامع، أو أن المرنم يصلي ويرجو وفرة المحاصيل وكثرتها بعد جفاف طويل (راجع 1ملوك 8: 35- 36). ويمكن تقسيم هذا المزمور إلى الأفكار الآتية:
1) الله هو مركز العبادة
2) الله يكفّر عن المعاصي والأثام
3) الله يسمع الصلاة
4) الله جوَّاد كريم
الفكرة الأولى: الله هو مركز العبادة
يمكننا طرح مجموعة من الأسئلة: لمن نقدم التسبيح؟ ولمن نصلي؟ ولمن نقدم العطايا؟ هل نسبح لكي يرضى الله عن البشر؟ أو نصلي لكي يعلم الناس أننا أتقياء؟ هل نعطي لكي نظهر قدَّام الناس أننا أسخياء؟ يتبين من مزمور 65 وكل الكتاب المقدس إننا نقوم بكل هذه الأمور لأنّ الله هو مركز عبادتنا وحياتنا له نسبح، ونصلي نقدم العطايا، ونطلب منه غفران الخطايا والأثام والمعاصي.
مزمور 65 بقدر ما نجد فيه نغمة الحمد والشكر ولغة العبادة ظاهرة بقوة، نجد أنَّه يوجه أنظارنا نحو الله وحده. فيقول إجمالاً وتقريرًا: «لَكَ يَنْبَغِي التَّسْبِيحُ يَا اَللهُ فِي صِهْيَوْنَ، وَلَكَ يُوفَى النَّذْرُ.» (عـ 1). ولعل سفر المزامير يشير إلى النذور والوفاء بها كرد فعل لعمل وإحسانات الله، مثل: «مِنْ قِبَلِكَ تَسْبِيحِي فِي الْجَمَاعَةِ الْعَظِيمَةِ. أُوفِي بِنُذُورِي قُدَّامَ خَائِفِيهِ.» (مزمور 22: 25)، «هكَذَا أُرَنِّمُ لاسْمِكَ إِلَى الأَبَدِ، لِوَفَاءِ نُذُورِي يَوْمًا فَيَوْمًا.» (مز 61: 8)، «أَدْخُلُ إِلَى بَيْتِكَ بِمُحْرَقَاتٍ، أُوفِيكَ نُذُورِي الَّتِي نَطَقَتْ بِهَا شَفَتَايَ، وَتَكَلَّمَ بِهَا فَمِي فِي ضِيقِي» (مز 66: 13-14)، «مَاذَا أَرُدُّ لِلرَّبِّ مِنْ أَجْلِ كُلِّ حَسَنَاتِهِ لِي؟ كَأْسَ الْخَلاَصِ أَتَنَاوَلُ، وَبِاسْمِ الرَّبِّ أَدْعُو. أُوفِي نُذُورِي لِلرَّبِّ مُقَابِلَ كُلِّ شَعْبِهِ.» (مزمور 116: 12-14).
التسبيح مرتبط بتقديم النذور والعطايا التي أخذها الإنسان على نفسه من قبل: اسبح، أرنم، أقدم. العبادة هنا عبادة تفاعليّة ديناميكيّة فيها نوع من التفاعل بين الإنسان والله، الإنسان يسبح يصلي الله يسمع ويستجيب بغفران الخطايا، الإنسان يعطي، وهكذا تعبر عن حيوية وحركة العبادة في كافة تفاصيل الحياة.
هذا المزمور يفتح أمامنا نوعًا مختلفًا من التسبيح، عكس ما تعودنا عليه، وهو التسبيح الصامت، فلقد جاءت كلمة التسبيح في الأصل تعني الوقوف في دهشة وصمت رهيب، حيث يتأمل الشعب كما المؤمن عطايا الله التي تفوق الفكر. وأن يندهش المؤمن يقف في صمت ينتظر أن يتعرَّف على إرادة سيده الذي أفاض عليه بالعطايا.
فهل يمكن أنْ نسبح الله بصمتنا المتأمل؟
الفكرة الثانية: الله يكفر ويغفر الأثام والمعاصي
في هذه الفكرة نواصل طرح بعض الأسئلة أيضًا مثل: ما هو هدف وجودنا في العبادة؟ لماذا نتعبد لله؟ لماذا نصلي؟ لماذا نأتي إلى بيت الله؟ الهدف هو التمتع بالله عن طريق غفران الخطايا، يقول المرنم: «آثامٌ قَدْ قَوِيَتْ عَلَيَّ. مَعَاصِينَا أَنْتَ تُكَفِّرُ عَنْهَا.» (عـ 3). هنا يقر بأنه كإنسان ضعيف، فالأثام غلبته، والخطية انتصرت عليه، وأرتكب معاصي كثيرة. وهذا هو موقف الإنسان في بعده عن الله فهو ضعيف تمتلكه الخطية، ولكن عندما يقترب من الله: «مَعَاصِينَا أَنْتَ تُكَفِّرُ عَنْهَا»، معاصينا أنت تمحوها، تغطيها، لا تعود تذكرها فيما بعد، ففي قربه نجد الراحة. الله رؤوف: «أَمَّا هُوَ فَرَؤُوفٌ، يَغْفِرُ الإِثْمَ وَلاَ يُهْلِكُ. وَكَثِيرًا مَا رَدَّ غَضَبَهُ، وَلَمْ يُشْعِلْ كُلَّ سَخَطِهِ.» (مزمور 78: 38)، وهو المنجي الغافر المعين: «أَعِنَّا يَا إِلهَ خَلاَصِنَا مِنْ أَجْلِ مَجْدِ اسْمِكَ، وَنَجِّنَا وَاغْفِرْ خَطَايَانَا مِنْ أَجْلِ اسْمِكَ.» (مزمور 79: 9)، ومن إحسناته: «الَّذِي يَغْفِرُ جَمِيعَ ذُنُوبِكِ. الَّذِي يَشْفِي كُلَّ أَمْرَاضِكِ.» (مزمور 103: 3).
لب وقلب العبادة هو غفران الخطايا، أن يتأكد الإنسان من خلال الإيمان ببر المسيح أن خطاياه قد غفرت وذلك من خلال الإقرار والاعتراف بها، والندم عليها، وعدم العودة لها مرة أخرى سواء بالفكر أو بالفعل. يوجد موقفان يبرهنان على ذلك، وهما مرتبطان بلحظات العبادة، وحدثا في الهيكل:
الموقف الأول: موقف إشعياء عندما أقرّ بأنه: «فَقُلْتُ: «وَيْلٌ لِي! إِنِّي هَلَكْتُ، لأَنِّي إِنْسَانٌ نَجِسُ الشَّفَتَيْنِ، وَأَنَا سَاكِنٌ بَيْنَ شَعْبٍ نَجِسِ الشَّفَتَيْنِ، لأَنَّ عَيْنَيَّ قَدْ رَأَتَا الْمَلِكَ رَبَّ الْجُنُودِ». (إشعياء 6: 5)، وأمام هذه الاعتراف لم يتلق إدانة أو توبيخ ولكن حدث الآتي: «فَطَارَ إِلَيَّ وَاحِدٌ مِنَ السَّرَافِيمِ وَبِيَدِهِ جَمْرَةٌ قَدْ أَخَذَهَا بِمِلْقَطٍ مِنْ عَلَى الْمَذْبَحِ، وَمَسَّ بِهَا فَمِي وَقَالَ: «إِنَّ هذِهِ قَدْ مَسَّتْ شَفَتَيْكَ، فَانْتُزِعَ إِثْمُكَ، وَكُفِّرَ عَنْ خَطِيَّتِكَ».» (إشعياء 6: 6، 7).
الموقف الثاني: ذكره المسيح في لوقا 18، في مقابل الفريسيّ الذي ذكر أفعاله وامتيازاته وتفرده، وقف العشار قائلاً: «وَأَمَّا الْعَشَّارُ فَوَقَفَ مِنْ بَعِيدٍ، لاَ يَشَاءُ أَنْ يَرْفَعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ، بَلْ قَرَعَ عَلَى صَدْرِهِ قَائِلًا: اللّهُمَّ ارْحَمْنِي، أَنَا الْخَاطِئَ.» (لوقا 18: 13).
في كل مرة نأتي فيها لنعبد الله يجب أن نتيقن من محبته وقبوله لنا وبالإيمان نثق أنه يغفر خطايانا، من خلال اعترافنا، تقول كلمة الله: «إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ.» (1يوحنا 1: 9).
الفكرة الثالثة: الله يسمع ويستجيب
يقول المرنم: «يَا سَامِعَ الصَّلاَةِ، إِلَيْكَ يَأْتِي كُلُّ بَشَرٍ.» (عـ 2) هذه هي عظمة الله أنه يسمع الصلاة، يسمع ويصغي إلينا، وهو يميل أذنه إلينا، هو قريب جدًا منا يدرك من هو الإنسان؟ ويعرف ما هي اتجاهاته ودوافعه؟ وهو قادر على كل شئ حين يسمع ويستجيب. الصورة التي يعبر عنها المزمور هي أن الله هو في المركز، ويأتي كل بشر، من كل ناحية يطلبون من فيض وغنى رحمته، وهو في المقابل يعطي بسخاء ولا يعير، ويعطي أكثر جدًا مما نطلب أو نفتكر. يعلم احتياجاتنا قبل أن نسأل أو نطلب، إلهنا إله حي والصلاة تربطنا بهذا الإله الحي فنحيا نحن من حياته.
الله يسمع ويستجيب بطرق كثيرة، فقد يستجيب لنا سريعًا، وقد يؤجل الاستجابة وقتًا من الزمن، وقد يصمت ولا يستجيب، وكل ذلك في دور المشيئة والعناية وفق ترتيب الله وعنايته الخاصة، ويكون أمام كل استجابة نوع من أنواع الرضى والقبول.
الفكرة الرابعة: الله جوَّاد كريم
سر السعادة الحقيقي في هذه الآية: «طُوبَى لِلَّذِي تَخْتَارُهُ وَتُقَرِّبُهُ لِيَسْكُنَ فِي دِيَارِكَ. لَنَشْبَعَنَّ مِنْ خَيْرِ بَيْتِكَ، قُدْسِ هَيْكَلِكَ.» (عـ 4)، مزمور 33: 12، مزمور 78: 68، الله كريم في اختياره للإنسان، الاختيار يُبنى على محبة الله وسلطانه، فالله يختار الإنسان ليقربه ليسكن في دياره. يقرب فعل يستخدم مع تقديم الذبيحة لاويين 3: 7، 12. يقرب الذبيحة أمام الرب، وتقديم الجسد كذبيحة حية. «لَنَشْبَعَنَّ مِنْ خَيْرِ بَيْتِكَ» الله مضيف كريم، وهو يشبع الجميع من على مائدته الله «يَأْكُلُ الْوُدَعَاءُ وَيَشْبَعُونَ. يُسَبِّحُ الرَّبَّ طَالِبُوهُ. تَحْيَا قُلُوبُكُمْ إِلَى الأَبَدِ.» (مزمور 22: 26)، وهو الذي يرتب كل شيء في الشبع المادي والروحي والإرتواء أيضًا: «تُرَتِّبُ قُدَّامِي مَائدَةً تُجَاهَ مُضَايِقِيَّ. مَسَحْتَ بِالدُّهْنِ رَأْسِي. كَأْسِي رَيَّا. إِنَّمَا خَيْرٌ وَرَحْمَةٌ يَتْبَعَانِنِي كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِي، وَأَسْكُنُ فِي بَيْتِ الرَّبِّ إِلَى مَدَى الأَيَّامِ.» (مزمور 23: 5-6)، وهو يمنح الآرتواء: «يَرْوَوْنَ مِنْ دَسَمِ بَيْتِكَ، وَمِنْ نَهْرِ نِعَمِكَ تَسْقِيهِمْ.» (مزمور 36: 8)، وهو يشبع أيضًا: «كَمَا مِنْ شَحْمٍ وَدَسَمٍ تَشْبَعُ نَفْسِي، وَبِشَفَتَيْ الابْتِهَاجِ يُسَبِّحُكَ فَمِي» (مزمور 63: 5).
ويعطي العهد الجديد أعظم صورة للشبع الروحي في المسيح والأغتذاء به: «وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ أَخَذَ يَسُوعُ الْخُبْزَ، وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى التَّلاَمِيذَ وَقَالَ: «خُذُوا كُلُوا. هذَا هُوَ جَسَدِي». وَأَخَذَ الْكَأْسَ وَشَكَرَ وَأَعْطَاهُمْ قَائِلًا: «اشْرَبُوا مِنْهَا كُلُّكُمْ، لأَنَّ هذَا هُوَ دَمِي الَّذِي لِلْعَهْدِ الْجَدِيدِ الَّذِي يُسْفَكُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ لِمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا».(متى 26: -26 28)
غاية جود الله ليس فقط العطايا المادية ولكن أعطى الله ذاته في التجسد، من خلال جوده، وهذا ما أكد عليه يحيى بن عُدي فيلسوف مسيحي عربيّ من القرن العاشر، في حديثة عن وجوب التجسد، قائلاً: الجوَّاد يجود بأجود الموجودات. وأجود الموجودات ذات الله. فيجود الله بذاته علينا اذًا، وهذا ما حدث بإتحاده بنا.»
رسائل ختامية مختصرة:
1) العبادة تغير، وصلوات الاعتراف والتوبة في العبادة ليست أمورًا ثانوية ولكنها أساسية يجب التركيز عليها وتحفيز المتعبدين عليها، فالعبادة التي تخلو من التوبة وإقامة علاقة صحيحة مع الله لا ولن تغير أحدًا.
2) التطويبة الورادة في هذا المزمور لم تكتب لتوضع على شواهد القبور ولكن تؤكد على علاقة الأحياء بالله لكي يستمتعوا به فهناك نعمة من الاقتراب إلى الله.
3) ارتبطت المياه بالخطر (الطوفان)، عجيج البحار، ولكنها في نفس الوقت ارتبطت بالحياة، وإن حدث هناك فوضى في العالم فالله قادر على ضبط الأمور. الإله الذي يضبط ضجيج البحار وعجيج الأمم هو قادر أن يضبط كافة الآثار السلبية الواقعة على العالم من جراء جائحة كورونا، فلنثق فيه، ولنعتمد عليه.
4) تسبيح الله في كنيسته هو جزء من تسبيح الطبيعة والكون بأكمله الذي يسبح بحمد الله وغناه وكرمه وفدائه، وإعلان محبة الله لخليقته.
5) «طُوبَى لِلَّذِي تَخْتَارُهُ وَتُقَرِّبُهُ لِيَسْكُنَ فِي دِيَارِكَ. لَنَشْبَعَنَّ مِنْ خَيْرِ بَيْتِكَ، قُدْسِ هَيْكَلِكَ.»… (مزمور 65: 4-5)، الاختيار دائمًا وأبدًا دليل على محبة وسلطان الله لنا، التي ظهرت في المسيح يسوع ما أروع هذه الأنشودة التي أنشدها بولس وننشدها نحن أيضًا معه: «مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بَارَكَنَا بِكُلِّ بَرَكَةٍ رُوحِيَّةٍ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ، كَمَا اخْتَارَنَا فِيهِ قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، لِنَكُونَ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ قُدَّامَهُ فِي الْمَحَبَّةِ،» (أفسس 1: 3، 4).