دراساتدراسات كتابية

كيف أفرح في الرب؟

الهدى 1234                                                                                                             أغسطس 2021

المتاعب جزء من هذه الحياة، تقول كلمة الله: «الإِنْسَانَ مَوْلُودٌ لِلْمَشَقَّةِ «. (أيوب ٥: ٧)، في بعض الأحيان، يتوقع المسيحيون أن يحفظهم الله من المشاكل والمعاناة، لكن الله لم يعد بذلك، يختبر المسيحيون، وكذلك الأشخاص غير المؤمنين تجارب ومشاكل ومعاناة» (يوحنا 33:16)، (أيوب 14: 1)، (2 تيموثاوس 12:3)، (أعمال 22:14)..
لكن الاختلاف يظهر في الطريقة التي نتلقى بها تجارب الحياة والطريقة التي نرى بها الأشياء ونؤمن بها داخليًا، إذا رأينا الأشياء من وجهة نظر إنسانية بحتة، فإننا سنثبط عزيمتنا ونهزم، إذا رأينا الأشياء من وجهة نظر الله، مع الاعتراف بطبيعته الصالحة ورؤية يده في جميع ظروفنا، فسوف نعرف السلام والفرح الحقيقيين، ونرى دعوة الله لنا أن نفرح كل حين (فيلبي 4:4) إذا كيف أفرح في الرب في كل الظروف؟
1. تأتي سعادتنا في مساعدة الآخرين:
قال ماكس لوكادو:
أ . « تحدث السعادة عندما نعطيها:
• كن فرد الأسرة الذي يعرض غسل الأطباق بعد العشاء.
• كن الزميل الذي يخدم الموظفين عن طريق الوصول في الوقت المحدد لكل اجتماع والاستماع بانتباه.
• كن عضو الكنيسة الذي يدعم القس بالصلاة وملاحظات التشجيع.
• كن الجار الذي يهتم باحتياجات بيت لزوجين مسنين.
• هل يمكنك أن تتخيل فوائد العطاء من هذه القرارات؟
ب . على النقيض هناك من يتوقع أن يخدمه الجميع:
• منذ اللحظة التي يستيقظ فيها يفكر، هل سيحضر لي شخص ما قهوة؟
• يترك المنزل ويفكر، من الأفضل أن تكون حركة المرور جيدة، وإلا تذمر.
• إذا كانت خدمة صاحب المتجر بطيئة، فإنه يصبح غاضب.
• إذا كان الموظفون في العمل يحتاجون إلى وقت أكثر مما يريد، يشمئز من العمل.
الخلاصة :
• الشخص الثاني لديه توقعات عالية من العالم، يتوقع أن يتم خدمته، ويتوقع أن يلبي الناس خططه ويلبي احتياجاته ويكافأونه، وبالتالي نادرًا ما يكون سعيدا.
• من ناحية أخرى فإن الشخص الاول يقيس نجاح يومه بهذا المعيار: من يمكنني أن أساعده اليوم؟ نظرًا لأن هناك دائمًا أشخاص يحتاجون إلى المساعدة، فإنه ناجح، يخدم زوجته ويعد قهوة الصباح، ويخدم موظف المتجر بابتسامته، يخدم في موقف السيارات السايس بالتشجيع، يحافظ على موقف إيجابي في العمل، يتقبل الطقس السئ؟ و زحمة السير؟ العالم غير موجود لرعايته، هو موجود لرعاية الآخرين، يذهب في النهاية إلى الفراش بابتسامة على وجهه.
• الشخص الثاني غير سعيد ويجعل الناس عابسين، الشخص الاول سعيد ويجعل الناس يبتسمون، أي شخص أنت؟ الاول ام الثاني؟، ربما حان الوقت للنظر إلى الحياة بشكل مختلف، لا تبني سعادتك على الطريقة التي يخدمك بها الآخرون، لانك غالبا ستشعر بخيبة أمل.
• إن فعل الخير للآخرين هو بالتأكيد عنصر رئيسي في السعادة، هذا ما قصده الملك سليمان في (جامعة 12:3) عندما قال «عَرَفْتُ أَنَّهُ لَيْسَ لَهُمْ خَيْرٌ إِلاَّ أَنْ يَفْرَحُوا وَيَفْعَلُوا خَيْراً فِي حَيَاتِهِمْ «، في أي وقت أركز فيه على نفسي، من السهل أن أصبح مهووسًا بما يحدث في حياتي، ولكن عندما أركز على احتياجات الآخرين، أجد أن مشاكلي الخاصة لا تبدو كبيرة جدًا.
2. سعادتنا في إيماننا به :
• في (لوقا 45:1) التي تقول «السعادة لمن امن أن الرب سوف يفي بالوعود التي قطعها له»، فالثقة أنه سيفي بوعوده يولد الرجاء، والرجاء هو منشئ السعادة القوي.
• يجب أن نؤمن أن الله يحبنا ويريد فقط ما هو الأفضل لنا: يقول الكتاب المقدس أن الله يحبنا كما يحب ابنه. إنه يرغب دائمًا في تحقيق أقصى درجات الخير لنا، حتى عندما نكون سعداء بأقل من ذلك. « مَا أَكْرَمَ أَفْكَارَكَ يَا اللهُ عِنْدِي! مَا أَكْثَرَ جُمْلَتَهَا!» (مزمور 139: 17).
• يجب أن نؤمن بهدف الله لنا في هذه الحياة: لفهم تعاملات الله معنا، يجب أن نعرف ما هو هدفه بالنسبة لنا، ليس هدفه فقط جعلنا سعداء وناجحين، إن هدف الله بالنسبة لنا هو يجعلنا نشبه صورة ابنه « لأَنَّ الَّذِينَ سَبَقَ فَعَرَفَهُمْ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ لِيَكُونُوا مُشَابِهِينَ صُورَةَ ابْنِهِ لِيَكُونَ هُوَ بِكْراً بَيْنَ إِخْوَةٍ كَثِيرِينَ.» (رومية 29:8).
3. سعادتنا في قوة الرب :
يقول (مزمور 84: 5) «سعداء هم الناس الذين قوتهم فيك وطرق بيتك في قلوبهم»، لذلك فمن المنطقي بالنسبة لي أنه عندما نحاول أن نعيش حياتنا على قوتنا الخاصة فلن نجد السعادة، بينما تتيح لنا قوة الله أن نسلم ثقل قلقنا له وأن نسير بفرح وحرية.
3. سعادتنا في طاعتنا للرب:
• وصايا الله هي دليلنا للسعادة، فالأشياء في حياتنا التي تؤدي إلى البؤس هي كل الأشياء التي تحدث خارج إرادة الله (الكبرياء، الأنانية، عدم التسامح، … ومع ذلك)، فإن الأشياء التي تؤدي إلى السعادة هي جزء من اتباع الله وطاعته، داخل إرادته نجد علاقات محبة، ومجتمعًا صحيًا.
• عندما لا تكون هناك رؤية، يكون الناس بلا قيود، لكن السعيد هو الذي يتمسك بالوصية. (أمثال 18:29).
• تأتي السعادة عندما نطلب الله ونطيعه في الإيمان، لكنني أعتقد أن الله لا يريدنا أن نكون سعداء فحسب، بل أعتقد أنه خلقنا لنكون سعداء.
• أجد الراحة في وجود قضبان للقطار لأنها تضمن عدم انحرافه عن الطريق، هذا ما أشعر به تجاه وصايا الله، فهي ليست مجموعة من القواعد تمنعني من الاستمتاع بالحياة، على العكس أجد الأمان والراحة والفرح بمعرفة أنه يعرف ما هو الأفضل بالنسبة لي.
يتساءل البعض «لقد وجدت السعادة في حياتي، فلماذا أحتاج إلى نوال الشعور بالهدف والسعادة من « الله»؟
• ربما تبدو على حق، يمكنك أن تجد السعادة الوقتية في الحياة دون الحاجة إلى الله في حياتك، يتمتع الكثير من الناس بالثروة المالية، والأسرة المحبة، ومشاكل قليلة في الحياة، ومع ذلك، بغض النظر عن مقدار السعادة التي لديك الآن، فإن حياتك ستكون أكثر إشباعًا مع الله فيها.
• معرفة الله تحدث فرقًا كبيرًا، أنه مثل ركوب دراجة ثلاثية العجلات يبدو ممتعًا للطفل، ولكن في وقت لاحق إذا كبر هذا الطفل وقاد سيارة بورش، فإن دراجة ثلاثية العجلات تبدو مملة جدًا، قد تعتقد أنك قد حصلت على كل ما تريده في الحياة، ولكن اعلم أنك قد تقول ذلك من منظور شخص يركب دراجة ثلاثية العجلات.
• قال يسوع أنه يستطيع أن يحقق رغباتنا، في الوقت الذي لا يمكن لشىء آخر أن يحققه (يوحنا 4: 13-14؛ 35:6)، هذا لأننا لسنا مجرد كائنات مادية، نحن كائنات روحية أيضًا، وحده الله يستطيع أن يشبع جوعنا وعطشنا الروحي بالكامل، وبينما قد نكون سعداء ظاهريًا بدون الله، إلا أنه من خلال معرفة الله يمكننا أن نحصل على الفرح والسلام والرضا الحقيقي.
• بعضنا يتعاطى المخدرات، الشهوة، الكحول، الجنس، والإباحية ليعطينا إحساسًا زائفًا بالفرح والسلام، ثم نستيقظ في صباح اليوم التالي، وما زلنا نشعر بالاكتئاب والقلق وعدم الرضا، نرى في (أمثال 16: 20) انه يمكنك أن تجد السعادة الحقيقية فقط في يسوع المسيح، يسوع هو الجواب لإيجاد السعادة الحقيقية في الحياة، هو الشخص الوحيد الذي لن يخونك أو يؤذيك أو يخيب آمالك، لا يتهمك ولا يدينك، حمل خطاياك على الصليب، إنه الخبز والماء الحي من السماء.
• كلنا خلقنا من قبل الله، لقد خُلِقنا لنكون في شركة معه، هناك رابط خاص بين الله وأولاده ولا يمكن أن يتحقق من قبل أي شخص أو أي شيء سوى الله نفسه، بمجرد أن يكون لديك الله في حياتك، ستصبح علاقاتك مع عائلتك أفضل وأقوى، ستعرف هدفك في الحياة، لن تحتاج إلى المخدرات وجميع الأصنام الأخرى في حياتك، ادعو الرب خلال التجارب في حياتك وسيملأ قلبك بالفرح والسلام، السعادة هي حقا هبة من الله ولا يمكن العثور عليها إلا من خلاله، لذا توقفوا عن البحث واطلبوا الله، اجعل يسوع مركز حياتك وسعادتك ستحيط بك إلى الأبد.
لقد خلقنا الله من أجل السعادة، والطريقة الوحيدة التي سنجد بها السعادة الحقيقية في هذا العالم هي عندما نجد قوتنا فيه، ونثق في كلمته ونحب الآخرين بلا أنانية، سنجد أن السعادة ليست بعيدة المنال إنها هدية من إله يسره فرح أولاده.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى