ما لنا في القيامة
الهدى 1231 مايو 2021
إنَّ قيامة الرب يسوع من الأموات هي حقيقة أساسيّة في إيماننا المسيحي والمسيح القدوس لم يكن للموت سلطان عليه لأنه لم تكن فيه خطية ولكن وضع حياته باختياره لَيْسَ أَحَدٌ يَأْخُذُهَا مِنِّي بَلْ أَضَعُهَا أَنَا مِنْ ذَاتِي. لِي سُلْطَانٌ أَنْ أَضَعَهَا وَلِي سُلْطَانٌ أَنْ آخُذَهَا أَيْضاً. الرب يسوع اختار أن يموت لكي يفدينا من الموت، ويقيمنا معه، الذي أَقَامَنَا مَعَهُ، وَأَجْلَسَنَا مَعَهُ فِي السماويات، وأنه ذاق بنعمة الله الموت لفداء البشرية وخلاصه ولكي يكسر شوكة الموت بموته ويعطى حياة لكل من يؤمن به.
1ـ في القيامة كسر المسيح حاجزي المكان والزمان
إذ تبدأ الحياة الأبدية هنا على الأرض وتستمر إلى ما لا نهاية. القيامة تبدأ من هنا حيث أن الرب القائم من الأموات قد كسر حاجز المكان بدخوله إلى العلية والأبواب مغلقة، وكسر حاجز الزمان إذ أعطى الأبدية للإنسان المؤمن والحياة الأبدية لأنه قال أنا هو الطريق والحق والحياة وكل من يقبله يقبل الحياة الأبدية من الآن وتستمر معه إلى الأبد.
2ـ قيامة المسيح مرتبطة بالإيمان والخلاص
لأَنَّكَ إِنِ اعْتَرَفْتَ بِفَمِكَ بِالرَّبِّ يَسُوعَ وَآمَنْتَ بِقَلْبِكَ أَنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ خَلَصْتَ.» (رومية 10 : 9)، لابد أن تعترف بفمك وتؤمن بقلبك أن قيامة المسيح حقيقة أكيدة لأنَّ المسيح قال: «فَكُلُّ مَنْ يَعْتَرِفُ بِي قُدَّامَ النَّاسِ أَعْتَرِفُ أَنَا أَيْضاً بِهِ قُدَّامَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ» (متى 10: 32)؛ «لأَنَّ مَنِ اسْتَحَى بِي وَبِكَلاَمِي فِي هَذَا الْجِيلِ الْفَاسِقِ الْخَاطِئِ فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ يَسْتَحِي بِهِ مَتَى جَاءَ بِمَجْدِ أَبِيهِ مَعَ الْمَلاَئِكَةِ الْقِدِّيسِينَ» (مرقس 8 : 38).
إن كنا نصبر فسنملك أيضًا معه. ان كنا ننكره فهو أيضًا سينكرنا (2تيموثاوس 2: 12)، إن الاعتراف بالفم بسيادة المسيح على القلب المبني على الإيمان بقيامة المسيح المعجزية من الموت يؤدى إلى الخلاص .. يجب على الإنسان يؤمن أن المسيح هو الرب وأنه مات وقام من أجله هذا هو الإيمان الخلاصي.
3ـ قيامة المسيح تدل على نبوته الأزلية لله ولاهوته وقدرته.
«وَتَعَيَّنَ ابْنَ اللهِ بِقُوَّةٍ مِنْ جِهَةِ رُوحِ الْقَدَاسَةِ بِالْقِيَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ» (رومية 1: 4)، تعين أي تبرهن.
بقيامة المسيح تأكدت حقيقة القيامة من الأموات إذ يقول الرسول بولس لكنيسة كورنثوس الذين ينكر بعضهم قيامة الأجساد.
ولكن إن كان المسيح يكرز به انه قام من الأموات فكيف يقول قوم بينكم انه ليس قيامة أموات (1كورنثوس 15: 12)، كلمة تعين تأتي بمعنى ثبت أو تبين أو تبرهن أنه هو ابن الله وذلك بانتصاره على الموت وأنه أقام نفسه وأنه قال وتنبأ عن قيامته وقال انقض هذا الهيكل وأقيمه في ثلاثة ايام وهذا يؤكد على ان المسيح هو الله الظاهر في الجسد القادر على كل شيء.
4ـ قيامة المسيح للتبرير
بقيامة المسيح تم التبرير للمؤمن، قال الرسول بولس أُسلم لأجل خطايانا وأقيم لأجل تبريرنا» (رومية 4: 25)، متبررين مجانًا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح فبالأولى كثيراً ونحن متبرورن الآن بدمه نخلص به من الغضب وبهذا يتبرر كل من يؤمن.
لقد قام الرب يسوع المسيح لكي يبرر كل من يؤمن به فالمسيح هو البديل عن الخطاة فكل من يقبله ربًا ومخلصًا لحياته يتبرر بالإيمان به ويخلص إنَّ أساس التبرير هو دم المسيح المدفوع وأننا متبررون بقيامته وهذا هو النطق بحكم التبرير لصالحنا.
5ـ قيامة المسيح مرتبطة بشفاعة المسيح لأجلنا
من هو الذي مات بل بالحري قام أيضًا عن يمين الله يشفع فينا.
«يَا أَوْلاَدِي، أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ هَذَا لِكَيْ لاَ تُخْطِئُوا. وَإِنْ أَخْطَأَ أَحَدٌ فَلَنَا شَفِيعٌ عِنْدَ الآبِ، يَسُوعُ الْمَسِيحُ الْبَارُّ. وَهُوَ كَفَّارَةٌ لِخَطَايَانَا. لَيْسَ لِخَطَايَانَا فَقَطْ، بَلْ لِخَطَايَا كُلِّ الْعَالَمِ أَيْضاً» (1يوحنا 2: 1-2). يقول كاتب العبرانيين «فَمِنْ ثَمَّ يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَ أَيْضاً إِلَى التَّمَامِ الَّذِينَ يَتَقَدَّمُونَ بِهِ إِلَى اللهِ، إِذْ هُوَ حَيٌّ فِي كُلِّ حِينٍ لِيَشْفَعَ فِيهِمْ (عبرانيين 7: 25)، كلمة شفيع تأتي بمعنى معزي ومعين ومحامي ومدافع من أجل أولاد الله فهو الشفيع الوحيد المقبولة شفاعته بشكل تام وكامل لأنه هو الذي كفر عن خطايانا وخطايا كل العالم.