تراث الهدى

قصة دار 6

العدد 820                                                           السنة 68                                                             مايو 1979

يكتبها القس عبد الملك مهنى

لم يكن الأمر بالسهل أو الهين ـ أخطرت هيئات وأنشطة الكنيسة المختلفة عن مدى حاجاتها من حجرات ومساحات في المبنى الجديد وعقدت اجتماعات مشتركة لمناقشة مختلف الآراء إلى أن تقرر تقسيم الأرض جزئين، جزء يمكن أن يقام عليه الكنيسة وحاجاتها من حجرات واتساعات لمختلف الأنشطة والجزء الآخر يقام عليه مبنى يدر ايراداً ثابتاً يستخدم في تمويل بعض احتياجات الطائفة لمشروعاتها المختلفة ـ وسلمت جميع هذه الأفكار إلى المهندس الدكتور عوض كامل عميد كلية الفنون الجميلة (سابقاً) ليصوغها في رسم تخطيطي وفكرة مجسمة ـ وقد قدم للهيئة أفكاراً كثيرة ومشروعات متعددة لى أن تم الإنفاق على مشروع منها. وهنا برزت فكرة التمويل: من أين المال؟

أذكر في البداية أنني كنت أسير مع الراحل الدكتور القس توفيق جيد وكان رئيساً للسنودس في أحد طرقات المبنى لإجتماع مشترك مع بعض شركاء الخدمة لدراسة ما تحتاجه الكنيسة الإنجيلية لمشروعاتها وماذا تعطى من أولويات ـ وقد راعنى أثناء سيرى ما رأيت من تشقق في جدران المبنى وأشرت إلى الدكتور توفيق ليرى ما رأيت. وعندما بدأ الاجتماع ودار الحديث عن المشروعات المختلفة وأى مشروع نجب أن نعطيه أولوية التمويل ـ همست في أذنه قائلاً مبنى دار الطائفة فاستجاب لهمسى وكأن صوت الله الذى يبنى البيت دائماً هو المتكلم وقال بصوته الجهورى (مبنى الأزبكية) وحالاً ما تردد صدى هذه الكلمات في أذان جميع الحاضرين ـ وكأنهم جميعاً يحسون نفس الإحساس ويفكرون نفس الفكر وكأن القرار أن مبنى الأزبكية له الأولوية المطلقة عن كل المشروعات ونجح المشروع وخصص له مما جمع ربع مليون دولار ـ وضعت تحت أمر اللجنة لتبدأ في اتمام المشروع.

ولكن ما هو قيمة هذا المبلغ بالنسبة لهذا المشروع الضخم الذى لن يتكلف أقل من مليونين من الجنيهات المصرية ـ بدأت الأفكار تتوالى ماذا لو دفع كل طفل إنجيلي قرش صاغ واحد شهرياً لهذا المشروع ولو دفع كل رجل جنيه واحد شهرياً من إيراده لهذا المشروع هذا بالنسبة للمقتدر ويمكن أن تقدم عشرة قروش أو أكثر. ماذا تكون حصيلة هذا المبالغ التى تجمع ـ لمدة سنتين أو ثلاثة ـ أرجوكم لا تستهينوا بيوم الامور الصغيرة وتقدمنا بالرسوم إلى إدارة اسكان غرب القاهرة متكلين على الله وإلى اللقاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى