(الهدى) تدخل عامها الحادي والسبعين
العدد 840 السنة 71 فبراير ومارس 1981
ظهر العدد الأول (للهدى) في يناير 1911. بل أن العدد الأول في الحقيقة ظهر في أغسطس 1894 لكنه ظهر تحت اسم (المرشد). ولأسباب لا داعي لذكرها عطلت المرشد شهوراً قليلة في أواخر 1910 لتظهر في يناير سنة 1911 تحت اسم (الهدى). وأنا اعتز بالمرشد لأنها ظهرت في السنة التي ولدت فيها صحيح أني لم اقرأها وقت ظهورها ولكني عثرت على الأعداد الأولى منها ولا زلت احتفظ بها واعتز بها، لم يكن اسم المحرر الوطني يكتب في صدر المجلة. كان الترخيص بصدورها للمرسلين الأمريكيين. كان اسم الدكتور فني هو الاسم المعروف لصاحبها ومحررها. على أنه بعد صدور مجلة الهدى بقليل اعتمد اسم الشيخ متري صليب الدويري محررًا لها. وكنت أنا اساعده في التحرير مع مسئولية الإدارة. كان مديرا المجلة أحد الأمريكان وأحد المصريين. وظل المدير المصري إلى سنة 1950 حين تسلمت رئاسة التحرير وقام بالإدارة والمساعدة في التحرير المرحوم القس إلياس مقار.
وظل القس مقار مديرًا للإدارة إلى أن انتقل إلى رحمة الله .. ويقوم بالإدارة حاليًا مجلس مؤلف من عدد من أعضاء السنودس ويرأس المجلس في الوقت الحاضر رئيس التحرير.
كانت المجلة إلى سنة 1926 تتبع المرسلية الأمريكية في تلك السنة عينت لجنة للتحرير لتعاون رئيس التحرير، كان من أعضائها الدكتور القس إبراهيم سعيد، والقس لبيب مشرقي والشيخ كامل منصور. وفي سنة 1936 عين القس لبيب مشرقي والدكتور الدر مديرين، وكان على الأول أن يساعد في التحرير مع الشيخ متري الذي اعتمد رسميًا من المسئولين الحكوميين محرراً مسئولاً. وفي سنة 1950 انتقل الشيخ متري إلى الدار الباقية وعينت رسميًا محررًا مسئولاً.
منذ سنة 1936 أصبحت المجلة وطنية مائه في المئة وقد أشفق الكثيرون على المجلة. من ذا يتحمل مسئولية اصدارها؟! إنها تتكلف الكثير. المشتركون لا يقومون بسداد الاشتراكات ومجموع الاشتراكات لا يقوم بأزيد من ربع التكلفة. الهجوم على المجلة من الداخل ومن الخارج يزعزع إيمان القائمين بالمسئولية … كما كان يزعزعه تأخر المشتركين في دفع اشتراكاتهم … عدم المعاونة من الكثيرين … ارتفاع أثمان الورق إلى رقم مخيف. في أول الأمر كان الورق لعدد الواحد يكلف 60 (ستين قرشاً) فارتفع هذا الرقم إلى 32 جنيها … توقفت صحف أخرى. أما صحيفتنا فلم تتوقف. صحيح أننا حولناها إلى نصف شهرية ولكننا عوضنا ذلك بزيادة الحجم. فبدلًا من ثماني صفحات من حجم صغير، صارت ثماني وأربعين صفحة من حجم أقرب إلى الضعف نعم صمدت الصحيفة أمام غول الغلاء. والفضل في ذلك لله الذي عمل في بعض الغيورين من أعضائنا في أمريكا وغير أمريكا وقد ذكرت بعض الأسماء المباركة في أعداد سابقة.
وفي وسط التيارات المتعارضة التي هزت لاهوتيات صحف كثيرة تعرضت صحيفتنا لتيارات الانحراف ولكنها ـ شكراً لله صمدت أمام أعتى هذه التيارات، وحافظت على ما تسلمته من السيد وظل إلهها القديم هو هو وكتابها القديم هو هو مع تطوير الأسلوب وتغيير النهج. شكراً لله
وها نحن ندخل سنة 1981 أي تدخل الهدى عامها الحادي والسبعين أو تدخل المرشد عامها السادس والتسعين ـ وكل ما أحب أن أقوله، اللهم شكراً. نعم شكراً جزيلا!!