الكنيسة والغد
العددان 1016 – 1017 سبتمبر واكتوبر 2001
الدكتور وليم فرج
بدأ بعض أصحاب الفكر يفصلون بين عالم ما قبل 11 سبتمبر – والحقبة التى بدأت بعد ذلك – كل الحسابات القديمة تحتاج إلى إعادة دراسة: الخطط والمشروعات والطموحات – كلها في حاجة إلى توقف – ولا نقول إلى تعديل – ذلك أن ما سيحدث أو ماذا بعد – لا أحد يستطيع التنبوء به.
العالم كله يلهث لا لدراسة النتائج والتوقعات ولكن لدراسة حتى “المناهج” والتى تبين أنها لم تؤد إلى شيء يذكر.
وعليه فإنه حتى في مجال العمل الكنسي والخدمة والكرازة – الموقف يحتاج إلى فرصة لالتقاط الأنفاس، ما وضعناه من خطط بالأمس لم يعد صالحاً الأن – برامج التغيير تحتاج إلى تغيير – أسلوب الكرازة والدراسة في حاجة إلى إعادة نظر… إلخ.
على أن من يقوم ويوكل إليه الإعداد لابد أن يكون من الذين لهم الرؤى الثاقبة والنظرات المستقبلية الكاملة ـ ولديهم الاستعداد الجسدي والنفسي والذهنى والذى به يكونون قادرون على مواصلة العمل وتحمل المشاق في كل المجالات للوصول إلى صيغة أو صيغ تواجه ما سيحدث.
من أجل هذا نادينا من قبل بضرورة دفع الشباب للتصدر لأنهم وحدهم يستطيعون المثابرة ـ وهذا ما لم يحدث وما زلنا نلعب لعبة الكراسي الموسيقية ونتنقل من عمل إلى آخر ـ مجموعة قليلة ـ عليها أن تمارس دور المشورة وإسداء النصح ما زالت تصر على البقاء على هذه الكراسى.
تدارس مشاكل المستقبل وخطط المستقبل يحتاج إلى نقلة حقيقية ـ وجماعة تتفهم القدرة الكامنة والمستبعدة في إسناد المسئولية للأجيال الشابة التي تستطيع هي وحدها تحمل ما بعد 11 سبتمبر.